عندما حصلنا على «صفر» المونديال الشهير أقمنا الدنيا ولم نقعدها، وطالبنا بمحاسبة المسؤولين، الذين أهدروا كرامة مصر «الرياضية»،.. واليوم مع اطلاق صرخات التحذير بأن حجم تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر بلغ «صفر»، وتصنيف مصر الائتماني دخل مرحلة الخطر السالبة، لا نجد من يبكي على كرامة مصر «الاقتصادية»، ويدعو لضرورة الانتباه الفوري للكارثة المحققة التي أصبحت تحت أقدامنا وليس فقط أمام اعيننا. شعب مصر توقف عن العمل، واوقف الانتاج، والتصق بشاشات الفضائيات واجهزة الكمبيوتر، ليتابع اخبار خطابات مبارك، وقلب سوزان، ولون «تريننج» علاء وجمال هل مازال «ابيض» أم تحول للازرق،.. اضافة الى «الفتاوى» حول ما يحدث أمام «ماسبيرو»، وما جرى في امبابة، ومن خطف من، ومن تغيبت عن منزل ذويها أمس ومن ستتغيب غدا، وهل هي مسلمة أم مسيحية؟ والحكومة الرشيدة تتفرج على كل ما يحدث دون قرارات انضباطية حاسمة تلزم الجميع بالقانون حفاظا على مصر، بدعوى اننا نمر بمرحلة «انتقالية» مثل كل الثورات!! وكأن وجود مصر في مرحلة انتقالية يعني بالضرورة الفوضى الشاملة،.. وكأن «الانتقالية» تعني الانتقال الى الحضيض.. أو الهاوية! نحن دولة على شفا كارثة اقتصادية مؤكدة لو استمر الحال على ما هو عليه، عجز الموازنة بلغ 1290 مليار جنيه، النمو تراجع من اعتاب ال%6 الى اقل من %2، خسائر السياحة فقط 40 مليون دولار (يوميا)، احتياطي النقد الاجنبي تراجع من 36 مليار دولار الى 28 مليارا، يتوقع له ان يتلاشى خلال 6 اشهر فقط! معدل الفقر يقترب من %70، بينهم %6 بدرجة معدم!! الدين العام المحلي والخارجي يقارب 1080 مليار جنيه تمثل %90 من اجمالي الناتج المحلي.. كفاية أرقام «سودة»؟ كفاية.. لن استرسل في الارقام السلبية، فكلها معلنة، ولا يوجد من يجرؤ ان يقول «كله تمام يا مجلس أعلى» - باعتبار ان مفيش ريّس -.. المهم ماذا نفعل حتى لا نسقط في هاوية الافلاس؟.. ما يلي ليس روشتة علاج ولا خريطة طريق، بل مجرد خطوات إنقاذ عاجلة.. لعل وعسى. 1 – عودة الأمن لمصر فورا.. ودون نقاش حول التفاصيل. 2 – ايقاف جميع الاعتصامات فورا، وفضها بالقوة اذا لزم الامر، واظهار هيبة الدولة دون خوف او تردد، مع وضع قواعد تنظم التظاهر وحرية التعبير الجماعي عن الرأي. 3 – تطبيق الأحكام العسكرية بحدها الأقصى على البلطجية، ومثيري الشغب فورا، واعلان اسمائهم وصورهم والاحكام الصادرة في اجهزة الاعلام. 4 – تبني حملة وطنية لجذب الاستثمارات والسياحة تعتمد على «الشفافية» و«الأمان». 5 – إعادة تشغيل المصانع واجهزة الانتاج بطاقاتها القصوى فورا، ومنح تسهيلات لاصحاب هذه المصانع ليتمكنوا من اعادة الانتاج. 6 – منح البنك المركزي صلاحيات استثنائية «مؤقتة» للتدخل بالحفاظ على أسعار صرف الجنيه، ودعم البنوك وتوجيهها لتنشيط الائتمان، وازالة المخاوف التي سيطرت على مسؤولي المصارف، وأدت الى تعثر النشاط الائتماني حتى لا ندخل مرحلة كساد آتية لا ريب فيها. 7 – اتخاذ قرارات سريعة و«ثورية» لدعم القطاع الزراعي «المهمل» منذ عقود، حتى لا نخرج من «ثورة التحرير» لندخل «ثورة الجياع»، خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة لتقارب مستوى ال%10، وهو مستوى تهتز لنصفه عروش حكومات دول متقدمة ومستقرة. يجب ان نسمو جميعا فوق جميع مطالبنا الفئوية او الآنية، ونركز كل قوانا لإنقاذ «مصرنا» جميعا قبل ان تبتلعنا جميعا دوامة بلا قرار. حمى الله مصر وشعبها من كل سوء.. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 لو راح ابوس الارض قليِّل واتكحل بترابك يمكن انعس قبل الليل ما يليِّل! علشان عمري يا غالية ما دقت طعم النوم بأمان وشبعت غير في احضانك جوه حنانك رغم أنيني م اللي بيحصل والاحداث اللي بتتفصل علشان نبعد عنك اكثر لكن حبك عمره ما يصغر م احنا ولاءنا طبع مأصل...!! (إسماعيل زغلول جمهور – قصيدة رغم انيني)