وهنا التخوُف مما يُسمى غزو الثقافات من خلال وسائل الإعلام .. بمعنى قُدرة الإعلام الخارجي في التأثير على الهوية الثقافية القومية، والتأثير على القيم والمعتقدات، بشكل سلبي يُشكل خطراً وتهديداً على أمننا الداخلي. وتكمُن أهداف الإختراق الإعلامي من قِبَل الغرب في : • تشجيع انتشار الأفكار والقيم السائدة في النظام الرأسمالي العالمي لتكون قوة ضاغطة ومؤثرة على القرار في بلدان العالم الثالث. • التأثير على الرأي العام والترويج لمفهوم الديمقراطية، بما يخدم ترويج القوة المؤثرة (الولاياتالمتحدةالأمريكية) كقوة وحيدة خلال هذا القرن. • اختراق حالة التماسُك والإستقرار الوطني والإجتماعي؛ بهدف خلق عامل الضعف، واليأس لدى الإرادة الشعبية. والتأثير السلبي على الوحدة الوطنية والإضعاف منها، من خلال إثارة قضايا لشغل الرأى العام الداخلي والخارجي مثل : قضايا الأقليات، الطائفية، القوميات التي تستقبل قاطني المناطق الحدودية، وما إلى ذلك... وتتمثل أهم وسائل الإختراق الإعلامي، في: أولاً: الحرب النفسية: وهى مجموعة من الإجراءات المُخططة، التي تصدُر عن الأجهزة المُختصة بالدعاية لدولة مُعينة، أو مجموعة من الدول تعمل سوياً على مُخطط وهدف واحد. تهدف للتأثير على الأفكار والعواطف بما يخدم أهدافها. وأهم مظاهرها إثارة الرعب والتوتر، والعمل بما يُشبه الحرب الباردة. كما تعتمد تلك الوسيلة على أساليب وإجراءات عديدة أهمها الإجراءات العسكرية الاقتصادية والسياسية، وهذه الإجراءات تستخدم ضد البلدان المُعادية والمحايدة والصديقة لتحقيق أهدافها السياسية والأيدولوجية من خلال التأثير على مصالح ومعنويات وأخلاقيات الشعوب المستهدفة. ثانياً: الدعاية: حيث تُستخدم الدعاية في التحكُم بالرأي العام، وأنماط السلوك المختلفة للأفراد والجماعات، وتختلف لغتها، وأسلوبها، وأنواعها – بيضاء/ رمادية / سوداء- حسب الهدف الذي تسعى إليه، وأيضاً حسب توجُه القائم بالعملية الإتصالية الدعائية، وأهدافه التي يسعى إليها من تلك الدعاية. فهى عبارة عن عمليات اتصالية ترمي إلى التأثير على الأفراد والجماعات، والسيطرة على سلوكهم الغريزي بإتجاه يخدم أهداف مُخططي العمل الدعائي. وهنا تجدُر الإشارة إلى أن أغلبية الأنظمة لا تستخدم مصطلح الدعاية، وإنما “الإعلام”، نظراً لعلمها بأن الدعاية تترسخ عنها صورة ذهنية سيئة عند الكثيرين لإدارة المواقف الجماعية، حيث المبدأ البرجماتي الميكافيلي “الغاية تُبرر الوسيلة”. فالدعاية كما نعلم تُناشد العواطف في أغلب الأحيان لا العقل، إضافة إلى اعتمادها على المُبالغة، واستخدام بعض الوسائل اللاعقلانية التي تستهدف غرس الكراهية في نفوس أبناء الشعب تجاه الشعوب الأخرى بما يخدم مصالحها. في السياق السابق لاحظنا تهديد الإعلام المُتعاطف مع الإخوان للأمن القومي المصري: وهو الأمر الذي قامت به بعض القنوات مثل: قناة مصر 25، وغيرها من القنوات التي كانت تُحسب على التيار الإسلامي - الحافظ والرحمة - والتي أُغلقت جميعها بعد ثورة 30 يونيو، ولكن سُرعان ما ظهرت قنوات تُشابهها في الأداء الغير مهني والذي يعرض فتاوى لا تمُت لللإسلام بصلة، بالإضافة لآراء مُحابية لتوجُهات الإخوان مثل قنوات: اليرموك، أحرار 25، زيتونة، القُدس، وما إلى ذلك ... إلى جانب قناة الجزيرة مُباشر مصر، والتي تُصبح وتمسي وهى تبث سمومها وأخبارها وتقاريرها المُغرضة، بهدف الإضرار بالأمن والصالح العام المصري؛ من أجل أهداف ومصالح تخُص مصادر تمويلها، وجهات أجنبية تتعاون معها.
ان دور قناة الجزيرة كان قد لمع وبرز منذ أحداث ثورة يناير 2011، وظل مُتأرجحاً وغامضاً حتى باتت الأغلبية من الشعب المصري على دراية بنواياها وأهدافها، والتي وضحت بطبيعة الحال بسبب ما تُقدمه من تقارير مُفبركة تُجسم من المواقف والأحداث، أو تُقلل منها طبقاً لأهوائهم الخاصة، دون مُراعاة أى قدر من المهنية والمسئولية الإعلامية. بالإضافة إلى أنها طبقاً للمسئولون لا تملُك أى سند قانوني يُتيح لها العمل داخل مصر، كما أنها استحوذت أثناء اعتصام رابعة العدوية على أجهزة بث خاصة للتليفزيون المصري، وغير مُصرح للعمل بها من قِبلَها. كما تجدُر الإشارة إلى قنوات مثل ال CNN، وال BBC، وال EuroNews، والتي كانت تُحَذو في بداية الأمر حذو إتجاهات الإخوان وتدعيم آراؤهم، ولكن سُرعان ما تراجعت بعد أن أدركت أن الشعب المصري يعي تماماً مثل تلك الألاعيب، وأنه يرفُض التدخُل في شؤونه الداخلية، أو المساس بأمن البلاد القومي.