نفي اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، وجود أية رسالة مسربة من داخل السجون المصرية لمعتقلين سياسيين، قائلاً إن "الرسالة التي تداولتها وسائل إعلامية ونسبتها للرئيس المعزول محمد مرسي لا أساس لها، ومجرد فبركات إعلامية"، بحسب تعبيره. وأضاف عبداللطيف ل"المصريون": "الحديث عن تسريبات للرئيس المعزول يمثل انهيار تنظيم الإخوان وارتباك صفوفه بشكل كبير، بعد نجاح خارطة الطريق بنسبة 75 %، بعد أن أصبح لمصر دستورًا ورئيسًا، بعد ثورتها العظيمة في 30 يونيو"، بحسب قوله. وكان اللواء محمد الخليصي مدير مباحث السجون، أكد في بيان صحفي استحالة تسريب أي رسائل من الرئيس المعزول محمد مرسي، من داخل محبسه في سجن برج العرب بالإسكندرية. وأشار إلى أن مرسي ممنوع من الزيارات منذ شهر نوفمبر الماضي، ولم يحدث أن تسربت رسائل خاصة به، من داخل السجن، لتشديد الحراسة عليه على مدار الساعة ولا يسمح له بالزيارات. وكانت صفحة مرسي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نشر رسالة نسبتها للرئيس المعزول مساء الأربعاء، أكد فيها رفضه لكل الإجراءات التي تلت بيان الثالث من يوليو، الذي بمقتضاه تم عزله عن الحكم. وأكد يحيي حامد، وزير الاستثمار السابق، والسكرتير الخاص للرئيس المعزول محمد مرسي، صحة الرسالة التي نشرها على الصفحة الرسمية للأخير عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" غداة الإعلان عن فوز المشير عبدالفتاح السيسي رئيسًا للبلاد. وقال عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، إنه هو المسؤول عن إدارة صفحة مرسي الرسمية على "فيس بوك"، وإن هذه الرسالة وصلته شخصيًا من الرئيس السابق إلى الشعب المصري، دون أن يوضح كيفية تمكن الأخير من تسريبها من داخل محبسه. وفي 3 يوليو، كانت آخر تدوينة علي صفحة " الرئيس محمد مرسي - الصفحة الرسمية" على الفيس بوك التي نقلت تأكيده أن "الإجراءات التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة تمثل انقلاباً عسكريا مكتمل الأركان وهو مرفوض جملة وتفصيلاً من كل أحرار الوطن الذي ناضلوا لكي تتحول مصر إلى مجتمع مدني ديموقراطي"، وفق ما أوردت الصفحة. وتعتبر هذه الرسالة هي الثانية من نوعها منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو الماضي؛ حيث كانت الرسالة الأولى يوم 13 نوفمبر 2013، وألقاها وفد بالهيئة القانونية للدفاع عن مرسي في مؤتمر صحفي، وذلك بعد يوم من زيارة الرئيس المعزول في محبسه بسجن برج العرب، وأعلن فيها ثباته وعدم اعترافه بما أسماه ب"الانقلاب". وخاطب مرسي الشعب المصري، قائلاً: "أصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل"، مطالبا ما أسماهم ب"الثوار" ب"عدم التفرق مع الاستمرار في الثورة السلمية". وأضاف مرسي مواصلاً مخاطبته للشعب المصري: "أيها الشعب الثائر الأبي قدّر الله لثورتنا المباركة (ثورة 25 يناير 2011) أن تواجه الصعاب لمنتهاها، ولكنه هيأ لها رجالا بحق ... ثوارٌ - رجالاً ونساء - تفاخر بهم مصر سائر الأمم". وخاطب الرئيس المعزول في رسالته التي وقعها باسم "رئيس جمهورية مصر العربية" "الثوار" قائلاً: "أيها الثوار الأحرار سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل - هذا يقيني في الله - وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي". وأضاف أن "الأغلبية الساحقة من الشعب أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم". وتابع مخاطبا "الثوار": "تجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". وحول فترة حكمه التي امتدت لنحو عام، قال مرسي: "الله يشهد أني لم آل جهدا أو أدخر وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية". وخاطب شباب مصر قائلاً: "يا شباب مصر الثائر لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد .. الحاضر والمستقبل .. بل أنتم الوطن .... والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها". وحث مرسي الشباب علي الاستمرار في الثورة، قائلا: "الثورة الثورة والصبر الصبر أيها الأفذاذ، ووالله كأني أراكم أجيالا من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم". وأضاف أن "كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل"، حسب تعبير الرسالة. وفي ختام رسالته خاطب أنصاره من المصريين، قائلا: "لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتى تحقق كامل أهدافها". وحول تصوره لمستقبل أنصاره، قال مرسي: "أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عزوجل لكم".