3 شهداء و35 مصابا برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات برفح    الانتخابات الرئاسية في بولندا: المرشح القومي كارول ناوروتسكي يفوز على منافسه المؤيد للاتحاد الأوروبي    طلاب الشهادة الإعدادية بالمنيا يؤدون امتحان مادتى الدراسات الاجتماعيه والتربية الفنية    الابن العاق يقتل والده بزجاجة في شبرا الخيمة بسبب «توك توك»    كيف يتم التقدم وتسكين التلاميذ بفصول رياض الأطفال للعام الدراسي 2026؟    الجيش الروسى يسيطر على بلدة جديدة بسومى    ارتفاع أسعار النفط بعد قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج    مقتل 12 جراء حريق اندلع بمنشأة لإعادة تأهيل مدمني المخدرات في المكسيك    رئيس تشيلي: فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 2-6-2025 مع بداية التعاملات    رفع درجة الاستعداد القصوى في الأقصر لاستقبال عيد الأضحى    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. تحذير جوى بشأن حالة الطقس: «ترقبوا الطرق»    أرملة إبراهيم شيكا ترد على أنباء مساعدة سعد الصغير للأسرة    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    نصائح من وزارة الصحة للحجاج قبل يوم عرفة    وزير الخارجية الإيراني يزور القاهرة لبحث قضايا ثنائية وإقليمية    «هنقطع في هدومنا عشان زيزو!».. طارق يحيى يفتح النار على مجلس الزمالك    تعاون مصري إسباني لتطوير محاصيل الأعلاف المبتكرة في الوادي الجديد    وزير التجارة الأمريكي: ترامب لن يمدد تعليق سريان الرسوم الجمركية    هزة أرضية تضرب الجيزة.. وبيان عاجل من الهلال الأحمر المصري    المتهم الثاني في قضية انفجار خط الغاز بالواحات: «اتخضينا وهربنا» (خاص)    أشرف نصار: نسعى للتتويج بكأس عاصمة مصر.. وطارق مصطفى مستمر معنا في الموسم الجديد    أحفاد نوال الدجوي يتفقون على تسوية الخلافات ويتبادلون العزاء    هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 2 يونيو 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الاثنين 2 يونيو 2025    محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش    شريف عبد الفضيل: رحيل علي معلول طبيعي    أكرم توفيق: صفقة زيزو ستكون الأقوى إذا جاء بدوافع مختلفة.. وميسي "إنسان آلي"    4 إصابات في تصادم دراجة نارية بسيارة ربع نقل في الوادي الجديد    "غير كده معتقدش".. أكرم توفيق يعلق على انضمام زيزو إلى الأهلي    محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني    محافظ الشرقية يشهد فعاليات المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار العائلة المقدسة بمنطقة آثار تل بسطا    بدء التقديم الكترونيًا بمرحلة رياض الأطفال للعام الدراسي 2025 - 2026 بالجيزة    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. 10 كلمات تفتح أبواب الرزق (ردده الآن)    هل يحرم قص الشعر والأظافر لمن سيضحي؟.. الأوقاف توضح    "زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه    رئيس قسم النحل بمركز البحوث الزراعية ينفي تداول منتجات مغشوشة: العسل المصري بخير    قد تسبب الوفاة.. تجنب تناول الماء المثلج    أستاذ تغذية: السلطة والخضروات "سلاح" وقائي لمواجهة أضرار اللحوم    محافظ كفر الشيخ: إنهاء مشكلة تراكم القمامة خلف المحكمة القديمة ببلطيم    توقعات برج الجوزاء لشهر يونيو 2025 رسائل تحذيرية وموعد انتهاء العاصفة    «قولت هاقعد بربع الفلوس ولكن!».. أكرم توفيق يكشف مفاجأة بشأن عرض الأهلي    عماد الدين حسين: إسرائيل تستغل ورقة الأسرى لإطالة أمد الحرب    غلق مطلع محور حسب الله الكفراوى.. اعرف التحويلات المرورية    مين فين؟    التحالف الوطنى يستعرض جهوده فى ملف التطوع ويناقش مقترح حوافز المتطوعين    عدد أيام الإجازات الرسمية في شهر يونيو 2025.. تصل ل13 يوما (تفاصيل)    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    هل صلاة العيد تسقط صلاة الجمعة؟ أمين الفتوى يكشف الحكم الشرعي (فيديو)    أحمد زاهر: تعرضنا لضغط كبير ضد صن داونز وهذه البطولة تعب موسم كامل    يورتشيتش: بيراميدز أصبح كبير القارة والتتويج بدوري أبطال أفريقيا معجزة    شروط التقديم لوظائف شركة مصر للطيران للخدمات الجوية    أخبار × 24 ساعة.. إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص من 5 ل9 يونيو    قبل العيد.. 7 خطوات لتنظيف الثلاجة بفعالية للحفاظ على الطعام والصحة    ختام امتحانات كلية العلوم بجامعة أسوان    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص    هل يمكن إخراج المال بدلا من الذبح للأضحية؟ الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زوجة صفوت حجازي: هذه حقيقة القبض على شبيهه

مطار ألماظة يشهد على تعذيبه.. وقضية "شعبولا" كشفت رغبتهم فى الانتقام

سلاحه فى رابعة مرخص بعلم الداخلية.. وأسفل المنصة لا يحتمل 4 أفراد فمن أين جاءوا ب 80 جثة؟!

لو أعدموا صفوت فهناك الملايين مثله.. ومرسى رئيسنا الشرعي ولا رئيس غيره

يحتفظون بتفاصيل المشهد فى ذاكرتهم عن ظهر قلب، فكلما اقتربت عقارب الساعة من ذلك التاريخ المشئوم، صباح الرابع عشر من أغسطس من العام الماضى، تذكرت "أسرة صفوت حجازي" الواقعة الأقسى فى حياتهم وحياة المصريين، فنظام الثالث من يوليو وقتها لم يكتف بمنعهم من حق "اختيار الرئيس" ولكنه أيضاً انتزع منهم "حق الاعتصام السلمى"، بعدما اقتحمت قوات الأمن والجيش ميدان رابعة بعد ما يقارب الشهر ونصف من بيان عزل الرئيس ونظامه، لتندلع بعدها مواجهات الاعتصام في وجه الرصاص والجرافات .
في الصباح يبحث نجله "براء" عن "شنطة الكرة"، وفي المساء يطلب من الوالدة تحضير ملابس الثوار ليدخل مباراة جديدة من المظاهرات ضد النظام.

" جوايرية ومريم".. نظرات بريئة، وعيني الشهيدة أسماء البلتاجي، تبدو فى وجهيهما علامات من التواضع والبساطة، عندما تراهما تحسبهما أنك تعرفهما منذ زمنٍ بعيد، ملامحهما مألوفة، دائمتي البسمة، هادئتين عند الكلام، إلا إذا حضرت الثورة وذكر اسم صفوت حجازي.. فهما الغاضبتان الثائرتان المرددتان دائماً، ولا تزالان: "ثوار.. أحرار.. هنكمل المشوار".
"قتلى ومصابون فى كل مكان، وأرض ملطخة بدماء من طالبوا بالشرعية".. هكذا وصفت زوجة الدكتور صفوت حجازي، لحظة الفض، مع كل دوي رصاصة ظنت أنها استقرت في صدر قائد ميدان، انتهت رابعة، واختفى صفوت، ومرت رمسيس أولها وثانيها، ولا خبر.. وسائل الإعلام تتلقف نبأ الاعتقال، رجلاً شبيها ذا لحية مصبوغة، لم يكن هو لكنه أعطى أملا ببقاء الوالد على قيد الحياة.

"المصريون" اخترقت حاجز الصمت لتستمع إلى روايات وكواليس وأسرار لم تنشر من قبل فى هذا الحوار:

ما حقيقة انتساب الدكتور صفوت حجازى لجماعة الإخوان المسلمين؟
تقول إيناس محمد السقا، زوجة الدكتور صفوت حجازى: عندما تزوجت الدكتور صفوت سنة 1989، كان في ذلك الوقت بالفعل عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، بعدها بستة أشهر سافرنا للسعودية وأقمنا بالمدينة المنورة، وطبقًا لحديثه معي كان يؤكد أنه تربية الإخوان منذ أن كان بالصف الثاني الثانوي، ومنذ تلك اللحظة نشأ في أحضانهم وتعلم على أيديهم، وبعد سفرنا إلى المدينة المنورة، حيث ظللنا هناك لمدة تسع سنوات انقطعت علاقته تمامًا بالقاهرة وبكل إخوان مصر، لاهتمامه بالدراسة حينها، ومحاولته تغيير منهج حياته من دراسة الهندسة لدراسة علوم الدين، وعقب عودتنا إلى مصر اتجه مرة أخرى لطريق الدعوة والإعلام، فكانت علاقته بالجماعة أنهم أناس محبون له، وينتمي إليهم فكريًا وليس تنظيميًا.

حدثينا عن علاقة الدكتور صفوت حجازي بثورة يناير بصفته رمزًا من رموزها؟
قبل يوم 25 يناير قال لي إن هناك شبابًا على النت دعوا لمظاهرات ضد النظام، ونزل يوم 25 يناير ومعه ابني براء، وكان معه في ذلك اليوم الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، وأطلق الأمن عليهم حينها النار، والغاز بكثافة مما تسبب في اختناق براء، فطلب الشيخ حينها من أحد المارين أن يساعده في توصيل "براء" لأقرب وسيلة مواصلات لمدينة أكتوبر حيث تقيم الأسرة، وفي ذلك اليوم عاد الدكتور صفوت متأخرًا على غير العادة، ومن يوم 25 إلى يوم 28 يناير 2011 كانت أحداث ميدان الأربعين جارية في السويس، والتي سقط حينها أول شهداء الثورة برصاص قوات الأمن، وفي يوم 28 قبضت الشرطة عليه وقاموا بتغمية عينيه وطالبوا منه بأن يرجع إلى منزله، لأن الكثير من الشباب يؤيدونه ويتبعونه، ثم تركته الشرطة بعد ثلاث ساعات، بعدها وجد نفسه بداخل ميدان التحرير.

ما دور صفوت حجازي خلال اعتصام ال 18 يومًا بميدان التحرير ؟
كان قائدًا للشباب في توجيهات معينة، وكان له دور كبير مثل باقي رموز الثورة، فمثلاً الدكتور محمد البلتاجي كان له دور في كذا، وكان لحجازي دور في كذا.

ما كواليس ترشيح الجماعة الإسلامية للدكتور صفوت حجازي للرئاسة في 2012؟
كان هناك قلق من عدم السماح للمهندس خيرت الشاطر بدخول المنافسة الانتخابية، وكان على الجانب الآخر أحمد شفيق الذي تؤيده الدولة العميقة والفلول، فمثلما دفع الإخوان بمحمد مرسي، خشية عدم تمكن الشاطر من المشاركة، دفعت الجماعة الإسلامية بصفوت حجازي، لمنافسة شفيق، في حال عدم تمكن مرسي والشاطر من المشاركة، وفي النهاية حين اتضحت الأمور انسحب صفوت من المنافسة، وكانت الأسرة رافضة تمامًا ترشحه للرئاسة.

ما حقيقة نطق وكتابة اسم "صفوة حجازى"؟
صفوت يكتب ب"التاء المربوطة"، وهي غلطة كتابية في شهادة الميلاد، وبدأنا نتعامل مع هذا الوضع، حتى القاضي نفسه يخطئ في نطق اسمه.

هل كان الدكتور صفوت حجازي على تواصل مع مؤسسة الرئاسة، أو مكتب الإرشاد خلال فترة حكم مرسي؟
لم يذهب صفوت حجازي أبدًا إلى مؤسسة الرئاسة أو مكتب الإرشاد، ولم يتحدث في يوم من الأيام عن مكتب إرشاد الجماعة، ورغم مناصرته للدكتور مرسي ومن قبله المهندس خيرت الشاطر، إلا أنه كان يبحث عن مشروع إسلامي وفكرة، وليس أشخاصًا، رغم حبه واعتزازه بهما.

كيف عايش صفوت حجازى كواليس 30 يونيو وما تلاها من عزل الرئيس؟
كنا جميعا نشعر بوجود مؤامرة، لكننا لم نعرف ما هي، ويوم 30 يونيو عصرًا كان هناك لقاء لصفوت مع قناة "الحياة"، حتي أنه غادر البرنامج ولم يكمله بسبب رغبة المذيع في تصيد أخطاء له، في ظل التحامل والهجوم عليه من قبل غالبية وسائل الإعلام بسبب جملة "اللي هيرش الشرعية بالميه هنرشه بالدم"، وذلك رغم تفسيره لها بأنها جملة مجازية يرددها المواطن البسيط في الشارع، فأولها الإعلام على حسب هواه، وبعد مغادرته اللقاء ذهب إلى اعتصام رابعة، وقبل ذهابه اجتمعت قيادات الأحزاب والتيارات المناصرة للشرعية والدكتور محمد مرسي بمقر الهيئة الشرعية، وتباحثوا حول أزمة 30 يونيو، وتشاوروا حول موقع اعتصامهم، فقرروا في النهاية الاعتصام في رابعة.

متى انضم صفوت حجازي لاعتصام رابعة ؟
كان يتردد على الاعتصام بداية من يوم 28 يونيو، وفي يوم 30 يونيو صدر بحقه قرار بالضبط والإحضار بدون أسانيد قانونية، وعلمنا ذلك من خلال قناة "الجزيرة"، وجاءت قوة أمنية في ذلك اليوم للقبض عليه، وسألونا عنه، فكان ردنا أنه معتصم في رابعة.

ما دور صفوت حجازي خلال اعتصام رابعة العدوية؟
تحفيز المعتصمين على الثبات والصمود وعدم تخليهم عن مطالبهم الشرعية التي ألقى بها الجيش في سلة المهملات، وكان قائدًا على المنصة، وكل ما أثير بوسائل الإعلام عن عنف المعتصمين سواء كان في رابعة أو أحداث الحرس الجمهوري هو محض أكاذيب وافتراءات إعلامية، وأي إنسان عاقل يعلم جيدًا أن مسيرة أيًا كان عددها لا تستطيع أن تتخطى حواجز الحرس الجمهوري.

هل شاركت الأسرة في اعتصام رابعة؟
منذ ثاني أيام الانقلاب، وبالتحديد يوم 4 يوليو، شاركنا في الاعتصام بشكل متقطع خلال الأسبوع، وبعدها شاركنا في الاعتصام بشكل يومي.

ساعة الفض، أين كانت أسرة الدكتور صفوت حجازي؟
في ليلة الفض، عادت الأسرة إلى المنزل في الساعة الواحدة صباحًا تقريبًا، حيث كنا نذهب ونعود من المنزل للاعتصام، قبل الاقتحام بخمس ساعات.

ما حقيقة السلاح الذي ظهر به الدكتور صفوت حجازي خلال إحدى الحلقات التليفزيونية خلال اعتصامه برابعة؟
السلاح مرخص، والداخلية تعلم ذلك جيدًا، وهو يحمله قبل الانقلاب بشهور في جيبه.

ما حقيقة اشتراكه مع الدكتور محمد البلتاجي في تعذيب ضابط شرطة خلال الاعتصام؟
)تبتسم ساخرة) القضية كوميدية جدًا، كنا في تلك اللحظة جالسين بالقرب من المنصة بجوار مئات الجثث "التي قتلها صفوت"، أثناء إلقاء المعتصمين القبض على ضابط وأمين شرطة تسللا للاعتصام، دون أن يعتدي عليهما أحد، بعدها اتصل الدكتور محمد البلتاجي بوزير الداخلية لسحب الشرطيين من الميدان.

وما قصة ال 80 جثة أسفل منصة رابعة؟
الحقيقة أن المنصة كان مساحة أسفلها مترين، ممتلئة بعلب التمر، وجراكن المياه، وبعض الفرش الصغير، وصفوت كان ينام أحيانًا أسفلها، وهي شبيهة بخيام الحج، وهي لا تحتمل وجود أكثر من 4 أشخاص، رغم ادعائهم بوجود ثلاجات وعشرات الجثث أسفلها، وقالوا إن صفوت حجازي هو من قتلهم، ولكن الحقيقة أن الجثث تم إحضارها من المقابر القريبة من الاعتصام .

ما حقيقة هروبه إلى ليبيا، عقب عملية الفض؟
عندما رأيته في أول زيارة بعد أسبوعين تقريبًا كان في كامل هيئته، التي أعرفها عنه، وكنت أعلم أن صفوت سيغادر البلاد، لكن لا أعلم وجهته إلى أين، وعندما رأيت صورة شبيهه الذي قبضوا عليه هدأت وقلت الحمد لله، لأنه كان لدي يقين تمامًا بأن صفوت استشهد خلال الاعتصام، وخلال أحداث رمسيس كنت متوقعة استشهاده أو ظهوره خلالها.

ما تفاصيل القبض عليه؟
عندما سألته قال لي إنه سلم نفسه للأمن على الحدود، ولم يكن هو الشخص الذي صوره الإعلام، والأمن حاول أكثر من مرة اقتحام المنزل، في أول مرة كان ضبط وإحضار يوم 28 يونيو، ويوم 3 يوليو جاءت حملة أمنية مكبرة واقتحمت المنزل، وعاملنا الأمن حينها بكل ذوق واحترام رغم تفتيشهم كل شيء في المنزل حتى أواني المطبخ والثلاجات.

أين وضع الدكتور صفوت بعد اعتقاله؟
عقب القبض عليه، قامت الشرطة العسكرية بنقله بطائرة إلى مطار ألماظة، وقام ضابط جيش بداخل المطار، بالاعتداء عليه داخل أحد المكاتب، وأحدث إصابات بجسده، وشتمه شتائم قبيحة، وكان يبدو وكما حكى لي زوجي يعكس وجود "غل واضح" تجاهه بسبب تصريحاته بأن من يعتدي على مواطن مصري دون وجه حق فهو لا يعتبر رجلاً، بعدها قاموا بتسليمه للنيابة في سجن طره، وعندما سألته النيابة هل اعتدى عليك ضابط الشرطة، قال لهم اسألوه فأنكر الضابط الاعتداء عليه، وبعدها أغلقت النيابة قصة اعتداء ضابط الجيش عليه، على الرغم من استمرار آثار الضرب عليه بعد أن زرته بعدها بأسبوعين، وبعد أن تم ترحيله لسجن ليمان طره، كانت في انتظاره "حفلة الضرب"، وقال لي إنه سمع رجل الأمن يقول لآخرين "ما حدش يلمسه دا الشيخ صفوت وهيعملنا دوشة ومشكلة"، وأضاف بأنه رأى بعد أن أزالوا عصبة العينين ما يقارب من 50 رجل أمن يحملون ما بين حزام وعصى وجزمة وغطاء حلة، وقال إن أي معتقل يدخل الليمان يتعرض لهذه "الحفلة".

ما المدة الزمنية التي قضاها داخل ليمان طره؟
من يوم 12 نوفمبر حتى يوم 23 يناير 2014، بعدها نقلوه إلى سجن العقرب شديد الحراسة.

كيف يتعامل معه الأمن داخل العقرب؟
الحقيقة لا إهانة جسدية أو لفظية، لكنه محروم من كل شىء، الأول كان يحجز 23 ساعة، الآن يحصل على تروية ساعتين، لكنهم يمنعون عنه الكتابة والكتب، والأكل الخارجي البيتي، وكنا أثناء اعتقاله في سجن ليمان طره نقوم بعمل "طبلية" لجميع المعتقلين، وكل أسرة لها يوم بإحضار تلك الوجبة "الطبلية"، وفي العقرب منعوا إحضار الأكل المنزلي، ولذلك يقوم المعتقلون الآن بالصيام حتى لا يأكلوا طعام السجن "السيئ"، حتى المعتقلين الجنائيين يعاملون معاملة آدمية عن زوجي وباقي المعتقلين السياسيين، يتم تفتيش أسرهم أثناء الزيارة تفتيشا ذاتيا كأنه تحرش، وبطريقة مهينة، حتى الأكل يتم تفتيشه، وخلال الزيارة نتعامل مع المعتقل عبر كابينة تليفون لمدة نصف الساعة أو ساعة إلا الربع، والتليفون مراقب صوت وصورة، على الرغم من أننا 5 أفراد خلال زيارتنا له .

هل مصاب بأية أمراض مزمنة؟
مصاب بالسكر والمرارة وترسيب أملاح في رجليه، وفي البداية لم يسمحوا بإدخال الأدوية، لكنهم بعد ذلك سمحوا له بالأدوية، وعرضوه على طبيب السجن.

خلال فترة اختفائه عقب الفض.. هل كانت الأسرة على تواصل معه؟
لم نكن على تواصل معه.

ما التهم الموجهة له؟
يحاكم في 25 قضية ما بين القتل والتحريض والتعذيب والعنف وإثارة الشغب، وهو يشترك في كل قضايا الدكتور محمد البلتاجي.

تعليقك على التهم الموجهة إليه بالإرهاب ؟
نشعر وكأننا نشاهد مسرحية ساخرة وفاشلة، مسرحية ملفقة لا يقتنع بها إلا صناعها.

مع من يسجن الدكتور صفوت حجازي من قيادات الجماعة ؟
هو موجود حاليًا في العقرب، في عنبر 2 شديد الحراسة، معه نفس المجموعة التي كانت معه بليمان طره، 20 معتقلا من بينهم معاذ مالك، سعد خيرت، المهندس أحمد إبراهيم، وفي عنبر 3 شديد الحراسة موجود الدكتور أسامة ياسين والدكتور محمد البلتاجي.
متى كانت أول زيارة لكم؟
منتصف شهر نوفمبر2013، بعد اعتقاله يوم 21 أغسطس.

كيف يقضي الدكتور صفوت حجازي يومياته داخل المعتقل؟
يقوم من النوم الساعة 8، بعدها يتناول وجبة الإفطار، ثم يقوم بالتروية ساعتين، ثم يصلي الظهر، ثم يعود للزنزانة مدة 22 ساعة ما بين صلاة وقراءة قرآن وأدعية وقراءة كتاب البخاري، والصلاة في جماعة، يليها الحديث مع المعتقلين من خلال جدران الزنزانة.

ما تعليقك على الحكم الصادر ضده بعد إهانة القاضي بوصفه ب"شعبولا"؟
هي قضية ساخرة، لأن الدكتور صفوت طلب من القاضي أن ينادي على الرئيس مرسي بالدكتور مرسي، فرد القاضي عليه وقال لا ألقاب داخل المحكمة، فكان رد صفوت خلاص إحنا كمان هنقولك يا شعبان، فحكم عليه القاضي بسنة سجنًا، فرد صفوت وقال له ماشي يا شعبولا، ومن هنا سميت قضية "شعبولا".

كيف يتعامل معكم الجيران عقب القبض على زوجك؟
من مميزات الانقلاب إنه كشف عن الناس التى تحبك وتقف معك، فالكل قبل الانقلاب كان بيتصل بنا وكان بيسأل علينا، لكن بعد الانقلاب كل الناس بعدت عنا، وبالنسبة لأسر قيادات الإخوان لم نكن نعرف شيئًا عنهم قبل الانقلاب.

كيف يتعامل أبناؤك مع زملاء الدراسة؟
نفس وضع البيت مع الجيران، كأن ليس لهم أصحاب ودي ميزة حين يتعرض الإنسان للشدائد.

هل تعرضوا لهزات نفسية جراء ذلك؟
لم يتعرضوا لأي هزات، لأننا كنا مهيئين لذلك منذ زمن، والدكتور صفوت سبق وأن تم اعتقاله لكن الأبناء كانوا صغارًا حينها.

لماذا هذا الكم الهائل من الاستهداف الإعلامي لصفوت حجازي، دون غيره من المعتقلين السياسيين؟
لأنه رمز من رموز ثورة يناير.

كيف أثرت عليكم أوضاع ما بعد 3 يوليو؟
الانقلاب غير حياتنا تمامًا، وعلم أبنائي كثيرًا وأفادهم.

ما تعليقك على الانتخابات الرئاسية الحالية؟
هي مسرحية ومهزلة، أنا مش عارفة فرحانين على إيه، على الرغم من أنهم عارفين النتيجة من بدايتها، وبإذن الله ربنا سيظهر الحق، وسينتقم لكل الدماء التي سالت.

توقعاتك لمصير الدكتور صفوت حجازي؟
صفوت قال لي إنهم سيحاولون إعدامه أكثر من مرة وإنه يتوقع الإعدام في أية لحظة، لكن الله لابد وأنه سيظهر الحق وسينتقم من جميع الظالمين.
انتقل الحديث للأبناء وحاورت مريم صفوت حجازي الابنة الثالثة له، وقالت: "ساظل فخورة بأبي مهما حدث، ومهما لفقوا له قضايا ومهما قالوا عنه، وعندما رأيته أول مرة في الاعتقال لم يختلف حينها شعوري عندما كنت أراه من علي منصة رابعة، مواطن ثائر ضحي من أجل وطنه، ويردد لي دائمًا "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، ويؤكد لي ثباته وعدم اهتزازه.

كيف يتعامل معك زملاء الدراسة؟
من بعد الانقلاب مباشرة رفضوا أن يتعاملوا معنا بسبب موقف والدي، وبسبب موقفنا السياسي، وأنا صديقة لزملاء كثير ربعاوية.

توقعاتك لمصير الوالد؟
نحن بانتظار حكم الإعدام، وسواء حكموا عليه أو أعدموه فنحن لن نهتز، لأننا نعمل لأجل قضية وطن ودين، لو مات صفوت سيأتي بدلا منه عشرات صفوت حجازي، وأنا مثلي مثل باقي الشباب أشارك في المظاهرات وأنزل المسيرات للمطالبة بحقوق الشهداء والثورة.
أخذتنا مريم لمكتبة الوالد، في صالة واسعة من الدور الأرضي للمنزل، مكتبة تحمل بين أدراجها كل العلوم، وكان آخر كتاب قرأه طبقا لمريم "الموطأ" للإمام مالك، ويضع أمامه علمين واحد لمصر وآخر لفلسطين، حيث كانت قضيته الأساسية هي فلسطين وأمنية حياته هي تحرير فلسطين والصلاة في القدس.
التقطت جوايرية الابنة البكر لصفوت حجازي طرف الحديث، وقالت: "والدي كل شىء لدي في الدنيا، وأنا ثابتة على موقفه من الشرعية والثورة على الانقلاب، أما ما يقال بأن السيسي أصبح رئيسًا فهو رئيس من اختاره، إحنا لنا رئيس اسمه مرسي، ولن نعترف بسيسي ولا غيره، وأكيد والدي سيخرج في يوم من الأيام، وهو طوال عمره يعمل من أجل نصرة دين الله، لذلك فهذا غايته، وعندما أزوره في المعتقل أحكي له كل ما يحدث، وهو دائما يدفعني للأمام بكلمات مثل" مكملين.. إنما النصر صبر ساعة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.