وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عضو الكنيست من حزب العمل عمير بيرتس مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل بأنها وقاحة وقال إنه أحد المسؤولين عن بقاء أمين عام حزب الله حسن نصر الله مختبئا في ملجئه. وقال بيرتس في مقابلة أجرتها معه صحيفة (معاريف) ونشرت مقاطع منها الخميس على أن تنشرها كاملة الجمعة إن "رئيس حكومتنا ليس رافض سلام وإنما هو يتبنى مواقف مخادعة للسلام، ومن أين أتى بهذه الوقاحة أن يطلب من الفلسطينيين اعترافا بدولة يهودية لتصبح بمثابة حجر رحى ثقيل على العملية السياسية كلها؟". ويشار إلى أن بيرتس هو أحد أبرز المرشحين لرئاسة حزب العمل، بعدما خسر هذا المنصب في العام 2007 بعد استقالته من وزارة الدفاع في أعقاب حرب لبنان الثانية التي اتهم في أعقابها بأنه أخفق في إدارة الحرب سوية مع رئيس الوزراء في حينه ايهود أولمرت ورئيس أركان الجيش حينذاك دان حالوتس. وكان بيرتس قال خلال حرب لبنان الثانية في تموز/ يوليو العام 2006 عندما كان يتولى منصب وزير الدفاع إن نصر الله لن ينسى أبدا اسم عمير بيرتس. وقال للصحيفة الآن "إنني أحد المسؤولين عن أنه ما زال موجودا هناك في الملجأ مختبئا" ورأى أنه "في النتيجة النهائية حرب لبنان الثانية حققت أهدافا أكثر بكثير من التي كانت متوقعة فمنذ خمس سنوات يتم الحفاظ على الهدوء في الحدود الشمالية وحزب الله يحاذر كثيرا من إغضاب إسرائيل". وتعتبر إخفاقات حرب لبنان الثانية الوصمة الأكبر في سيرة بيرتس السياسية، الذي كان أحد أبرز رؤساء النقابات في إسرائيل ولكنه كان يفتقر لأية خبرة في الشؤون الأمنية عندما تولى وزارة الدفاع في حكومة أولمرت التي تشكلت قبل الحرب بشهرين. وقال بيرتس في هذا السياق "كل ملف (أي مسؤولية) الحرب نزل علي فقط رغم أنه توليت المنصب قبل شهرين فقط من اندلاع الحرب". وأضاف أنه "من أجل تنظيف نفسي في وزارة الدفاع كان عليّ أن ألطخ الجيش الإسرائيلي وأمس بالمعنويات الوطنية ولذلك قررت أنه على الرغم من أهمية مستقبلي السياسي فإنه إذا كشفت عما رأيته هناك فإن هذا سيمس بشكل كبير بأمن دولة إسرائيل" ولذلك التزم الصمت طوال الفترة الماضية منذ الحرب. وهاجم بيرتس وزير الدفاع ايهود باراك الذي خسر رئاسة العمل لصالحه في العام 2007 وانشق مؤخرا عن العمل ليفتح باب المنافسة على رئاسة هذا الحزب. وقال بيرتس إن "ايهود باراك صوت في انتخابات العام 2006 لحزب كديما وفي ليلة الانتخابات كان متواجدا في مقر حزب كديما إلى جانب قادته لكن لم يحاول أحد استيعابه في ذلك الحزب وعندما لم ينجح جاء إلى حزب العمل وتم انتخابه بسبب خدعة داخلية". وأضاف إن "باراك حصل عمليا على 19 نائبا في الكنيست (فاز بهم العمل برئاسة بيرتس) على صينية من فضة وكانت لديه أفضل الظروف لكنه عمل وفق غريزة لا يمكن السيطرة عليها للإطاحة بأولمرت وبسبب استحواذ هذه الفكرة عليه دمر الحزب". وتابع بيرتس "عندما غادر باراك العمل وأقام حزب الاستقلال انتشرت جراء هذه الخطوة أقوى رائحة فساد كانت هنا". وعقب مكتب باراك على أقوال بيرتس بأن "لدينا الكثير ما نقوله حول رصيد عمير بيرتس كوزير في حكومة إسرائيل عموما وكوزير إبان الحرب خصوصا لكن احتراما للرجل وبسبب الرغبة في عدم المس باحتمالاته في الانتخابات الداخلية في العمل قررنا عدم التعقيب". وعقب مكتب نتنياهو بالقول إنه "لأمر مؤسف أن نعرف أن تولى منصب وزير الدفاع في حكومة إسرائيل يتعامل مع المطلب الأكثر شرعية الذي بالإمكان المطالبة به، أي الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة قومية لليهود، على أنه حجر رحى، ورئيس الحكومة نتنياهو يعمل من أجل تشكل إقامة دولة فلسطينية نهاية للصراع وليس ذريعة لاستمراره".