روى الطالب التركي "إمره غوربوز" (19 عاماً) للأناضول؛ تفاصيل اعتقاله 6 أشهر في مصر بتهمة الاعتداء على مبنى مشيخة الأزهر، قبل أن يصدر الحكم ببراءته ويعود إلى تركيا يوم الاثنين الماضي. وقال غوربوز - الذي كان يدرس بالصف الأول بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر - إنه " تعرض للضرب والإهانة في الأيام الأولى لاحتجازه، ولم يتعرض للتعذيب بعد ذلك "، مشيراً إلى أن "زملائه المصريين تعرضوا لتعذيب أشد أصيب خلاله بعضهم بكسور ولم يسمح بنقلهم إلى المستشفى"، وأضاف أن "أحد المعتقلين يعيش منذ 7 أشهر برصاصة مستقرة في ذراعه". ووصف الزنزانتين اللتين اعتقل فيهما قائلاً إن "زنزانة مركز الشرطة التي قضى بها الأيام الأربعة الأولى كانت بطول 4 أمتار وعرض 1.5 متر ووضع فيها 27 شخصاً، في حين كان طول زنزانة سجن وادي النطرون - الذي نقل إليه بعد ذلك - 5 أمتار وعرضها 3 أمتار، وحبس بها 47 معتقلاً ". وقال غوربوز إن مجموع الفترة التي تعرض فيها للشمس خلال 6 أشهر من الاعتقال لا تتعدى 45 دقيقة، حيث كان يخرج للشمس فترة ضئيلة خلال نقله للعرض على المحكمة، مشيرًا إلى أن الادعاء طالب بسجنه 99 عاماً بتهمة الإفساد في الأرض. وقال إنه استغل فترة اعتقاله لتحسين لغته العربية. ووجه غوربوز الشكر للمحامين الذين دافعوا عنه رغم ما قد يحمله ذلك من مخاطر عليهم، قائلاً إنهم لم يكتفوا بعملهم في الدفاع عنه، بل كانوا يحاولون إيصال الطعام له بعد جلسات المحاكمة، كما ساعدوه بعد إطلاق سراحه. وشكر غوربوز الرئيس التركي "عبد الله غل"، ورئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، ووزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، والفريق الدبلوماسي التركي في مصر، ورئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية "بولنت يلدريم"، على الدعم الذي قدموه له. وكان غوربوز قد اعتقل في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بدعوى مشاركته في التظاهر، وعرض مع 20 طالبا أزهريا مصريا على محكمة الجنايات، ووجهت لهم النيابة تهم "إثارة الشغب والبلطجة وقطع الطريق والتعدي على أفراد الشرطة ومقاومة السلطات والتظاهر دون الحصول على تصريح من وزارة الداخلية". وقضت محكمة جنايات القاهرة يوم السبت الماضي بتبرئة إمره غوربوز وبسجن 19 طالبا بجامعة الأزهر 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 2700 دولار تقريبا لكل منهم، والسجن 3 سنوات لطالب واحد، بعد إدانتهم بالاعتداء على مشيخة الأزهر.