كان المرحوم عبدالعزيز تامر نائب المدير العام للنادى الأهلي... وكان المدير العام الدائم المرحوم أمين شعير الذى كان فى حاجة إلى نائب لأن أمين شعير كانت له مهمة أخرى وهى الاشراف على فرق كرة القدم... ليس مديرا للفريق ولا مدربا بل مجرد مشرف ليقدم تقريرا لمجلس الإدارة من آن لآخر. اختار فكرى باشا أباظة المرحوم عبدالعزيز تامر ليكتب «ركن» الرياضة فى مجلة «المصور».... الرياضة كانت مجرد «ركن» فى أية مجلة أو جريدة كبرى أو صغري. ولما كان لا سبيل للعمل كصحفى إلا أن أكتب فى الرياضة كما رأى فكرى باشا وأيده بشدة أميل بك زيدان صاحب دار الهلال... وأنا الذى لم تلمس الكرة قدمه مدى الحياة.... بل لم أكن متابعا للبطولات بأنواعها.... حتى لو فاز الأهلى بالبطولة فهذا شيء عادى ولا أذهب للنادى يومها للزحام والدوشة!!!... علاقتى بالرياضة على أكثر تقدير بنج بونج فى البيت و»شوية» تنس مع عم عبده المدرب فى نادى الشرطة بالجزيرة. لا أريد أن أقول إننى فى هذه السن المبكرة أخذت أفكر ثم أفكر ثم أفكر... وأننى عبقرى زماني.... لذا أدخلت «الجورناليزم» فى باب أو قل ركن الرياضة!!!.... ابدا.... بل لم أفكر قط فى هذا أو فى غيره.... كنت فى حالة لا تسمح لى بمجرد التفكير... لم يكن مخى فى رأسي!!!.... عائلتى كلها فى الخارج تهاجم النظام بشراسة ويوميا.... وصلاح نصر مهمته الأولى تقريبا هى مواجهة هذا الهجوم ولو بالقتل أو بالصندوق إياه!!!... فى هذا الجو بدأت عملى فى الرياضة.... كل ما فعلته أننى طبقت ما درسته على الكتابة الرياضية... فتحول «ركن» الرياضة الذى كان يحرره المرحوم عبدالعزيز تامر إلى ملزمة كاملة كل أسبوع مع صورة على الغلاف!!! بعد أن كان بداية الملازم ريبورتاج عن بوشكاش مع 12 صورة ولا رئيس وزراء... ثم ذهبت إلى شخص قرأت عنه كثيرا... خاصة ما كتبه على أمين - كان على أمين هو الصحفى الحقيقى لا مصطفى أمين - لذا تجدنى متأثرا بكل ما كتب - أقول إن على أمين كتب عن أحسن ظهير فى العالم اسمه «على الحسني» أصيب فى ركبته عمدا فى مباراة لنا مع المجر الذى هزمناه ولم يكن الطب قد تقدم فقطعوا ساقه خوفا من الغرغرينة!!! وقال على أمين: ضعوا ساقه فى المتحف بجوار توت عنخ آمون فهو لا يقل عنه دعاية لمصر...!!! ذهبت إلى أسطورة ضخمة لأجده يعيش فى حجرتين مظلمتين تحت السلم!!! ولم يدفع الإيجار منذ شهور... وكان الإيجار غاليا!!! كان الإيجار خمسين قرشا!!!!.... ريبورتاج يستحق ملزمة فعلا!!! مجرد تطبيق «الجورناليزم» على «ركن» مهمل... جاءت انطلاقة الإعلام الرياضى من هنا... وإلى الغد بإذن الله تعالي. عبد الرحمن فهمى الجمهوريه