شنّ الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، هجومًا لاذعًا على الدكتور علي جمعة، مفتي السابق، وصفه فيه ب "الجنرال"، وذلك ضمن ما وصفه "بردود علمية". وأضاف "لم يحركني للرد عليه ما أفحش فيه من القول بحقي، لا ما تطاول فيه على شخصي، فهذه ليست المرة الأولى للرجل، ولو أردتُ أن أتتبعه لفعلت، ويكفي أن حافظ عصرنا( الكومبيوتر)، كما سماه أخونا الدكتور عبد العظيم الديب رحمه الله، وما استحدث له من برامج، كفيل بالرد على مثله"، كما جاء في رده المنشور عبر موقع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين". ودأب جمعة الذي عبر عن مواقفه الداعم للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، واستخدام القوة المميتة في فض اعتصام أنصاره في "رابعة" على مهاجمة القرضاوي، بسبب مواقف الأخير الرافضة ل "الانقلاب العسكري"، وكان آخرها اتهامه ب "الخرف"، وأنه مصاب ب "الزهايمر"، على خلفية فتواه بتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، المقررة يومي 26 و27 مايو الجاري. وقال القرضاوي: "لم أسمع باسم علي جمعة في حياتي، إلا عن طريق الإخوان الذين هاجمهم، وهم أول من أبرزوه وأظهروه للناس، فقد اختاره أخونا العالم، الباحث، الداعية، القانوني، الشرعي العلامة: الدكتور جمال عطية، ليتولى بعده إدارة مكتب (معهد الفكر الإسلامي) في القاهرة. وقد لقيته في ماليزيا، وكان شديد الحفاوة بي، والإشادة بشخصي وبعلمي وبكتبي. ولقيني بعد ذلك في مؤتمرات عدة، فكان على هذا المنوال". وأضاف: "وحينما عُين مفتيا أصابه ما أصابه من السعار، فأفتى بفتاوى شاذة، لا تصدر عن تحقيق، ولا علم دقيق، ولا دين وثيق. وقد لامه إخوانه عليها، مثل اعتبار النقود الورقية غير شرعية، وأجاز فيها التعامل بالربا، وأباح للمسلم بيع الخمر ولحم الخنزير، وما قيل عن الاغتسال باللبن، إلى غير هذه الفتاوى الشاذة". وشبه القرضاوي منهج جمعة بمنهج الشيخ سعيد البوطي، الذي كان مؤيدًا للرئيس السوري بشار الأسد، قبل اغتياله في 21 مارس الماضي، والشيخ علي حسون، مفتي سوريا. وقال: "إن مدرسة الشيخ علي جمعة مدرسة مفضوحة، وقد سار على منهج معلوم للكافة، وقد تبنى هذه الطريقة الشيخ البوطي رحمه الله، والشيخ حسُّون في سوريا، وغيرهم كثيرون في مصر وخارجها.. إنها تسير في ركب السلطان حيثما حل أو ارتحل، وتقف مدافعة عنه: تسبح بحمده، وتمجد أفعاله، وتبرر خطاياه، وتلتمس الأعذار لفظائعه ، وتتمحل الأدلة الشرعية لجرائمه ، وهم ينظرون إلى الشعوب كالرعاع، الذين لا حقوق لهم، ولا قيمة لآرائهم، وما عليهم إلا أن يسيروا كالقطيع، حيث أراد الراعي، ولو إلى الذبح". واختتم القرضاوي كلامه: "كنت أتمنى أن يقوم الشيخ علي جمعة بمناقشة العلماء فيما قال، أو مواجهة الذين خاض في أعراضهم في وقت يستطيعون الدفاع عن أنفسهم فيه، لا أن يجهر بمعاداة من لا يستطيع الدفاع عن نفسه. فليس من صفات النبيل أن يسكت عن خصمه، حتى إذا وقع في مأزق أمطره بالشتائم، ولا من سمات الفارس، أن ينتهز غيبة قرينه، فيسارع إلى الاعتداء على حرماته، ولا من خصال الأصيل، أن يتشفى فيمن خالفه"!!