تلقت مشيخة الأزهر اتصالاً هاتفيًا من أسرة أسامة بن لادن تقديرًا لموقف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى عبر عن استنكاره من كيفية تحلص الأمريكيين من جثمان زعيم "القاعدة" بإلقائه بالبحر عقب تصفيته في غارة للقوات الأمريكية داخل باكستان في الأسبوع الماضي. وقال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار ل "المصريون"، إنه تلقى اتصالاً هاتفيًا من أسرة بن لادن وتحديدًا من طارق أحد أخوة أسامة يشكر فيه الأزهر على موقفه، وتحديدًا شيخ الأزهر، بعد ان اعتبر التخلص من جثة زعيم "القاعدة" من خلال إلقائها في البحر لا يليق بإنسان. وأضاف إن الأزهر دائمًا يشجب ويدين أي عمل غير إنساني وأخلاقي والولاياتالمتحدة هي التى صنعت الإرهاب وقامت بتغذية بن لادن ورفاقه في بادئ الامر، لكن الوضع اختلف عقب انهيار الاتحاد السوفيتي فانقلب السحر على الساحر الأمريكي، بحسب تعبيره. وكان الأزهر دعا إلى ضرورة اتباع الشريعة الإسلامية فى مراسم الدفن، مشددا على أن الاسلام حرم التمثيل بجثة الإنسان أو القائها فى البحر سواء كان مسلما او مسيحيا، وإكرام الميت دفنه. وفيما يتعلق بصلاة الغائب على بن لادن، قال مستشار شيخ الأزهر، إن للجميع مطلق الحرية في أن يصلوا صلاة الغائب أو لايصلوها؛ فالاختلاف وارد حول مواقف تنظيم "القاعدة". من ناحيته، قال الدكتور محمد رافت عثمان -عضو مجمع البحوث الاسلامية وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا- إن صلاة الغائب على بن لادن لا شييء فيها، فهى ثابتة وتجوز على كل مسلم غير حاضر لصلاة الجنازة، والرسول صلى الله عليه وسلم صلاها على روح النجاشى ملك الحبشة. وأكد أنه على الرغم من سياسة بن لادن ومنهجه الفكري الذى آذى المسلمين لكنه مات مسلمًا مادام كان يشهد بالشهادتين، وبناءً على ذلك فكل ما يجوز على المسلم يجوز عليه، ومنها صلاة الغائب. لكن ذلك لم يمنعه من توجيه الانتقادات لفكر زعيم "القاعدة"، قائلاً إنه ارتكب جرائم أدت إلى أثار سلبية على الإسلام والمسلمين وجلبت ويلات على المنطقة بأسرها عقب تفجيرات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة والتي اتخذها الأمريكيون ذريعة للانقضاض على العالم الإسلامي والمسلمين واتهامهم بالإرهاب، مضيفا: رغم ذلك لم نسمع عن قيامه بإطلاق طلقة رصاص واحدة ضد إسرائيل.