نشرت صفحة "الحرية للجدعان" رسالة من أحد معتقلي الأزبكية، ويدعى أحمد أسامة المعتقل منذ أحداث الذكرى الثالثة لثورة يناير، أرسلها إلى شقيقه للمرة الثانية يؤكد خلاله أن ضباط الشرطة يهددونهم بضياع مستقبلهم، حيث جاء نص الرسالة... "أنا هضيع مستقبلك، يحكى لى أحد المتهمين أن هذه الجمله قالها أحد ضباط مباحث قسم الأزبكية له حتى هذه اللحظة لا أعرف إذا ما كانت هذه الجملة صحيحة، أم لا ليس بسبب حصولي على حكم أنا وزملائي في القضية "سنتين" وسنتين مراقبة، ولكن بسبب أني لا أعرف أين هو المستقبل فى هذا البلد، هل ترى مستقبلاً فى حصول المئات على حكم إعدام بسبب قتل ضابط واحد فقط، وأنا أعرف وقد رأيت بنفسي القبض العشوائى وعلى الجانب الآخر يحصل ضابط على 10 سنوات "جنح"، وآخرين سنة مع إيقاف التنفيذ بتهمة قتل 28 فى عربية ترحيلات أبو زعبل، أين المستقبل عندما تدخل قوات الأمن الحرم الجامعى وتقتل طلبة وتسحلهم ولا تفرق بين أولاد وبنات، أليس هؤلاء الطلبة هم المستقبل؟ بل أين هو المستقبل عندما تقرر الحكومة استخدام الفحم فى مصانع الأسمنت؟ حالة من الأضرار المخيفة على البيئة من الفحم، وذلك فقط لراحة رجال الأعمال على حساب شباب هذا البلد "هو حد واخد باله أصلاً"، ربما ننظر إلى مكان آخر حيث يقبع آلاف الطلبة والشباب فى السجون عن طريق الاعتقال العشوائى بتهمة إنه "شاب" أصبح السن تهمة فى نظر "الباشا" من يدرى ما يمكن أن يحدث لشخص يعتقل عشوائيًا يمكن أن تجد نفسك في محاكمة لا تفهم ما يحدث وتسمع خبر إعدامك مع أشخاص لا تعرف من هم، على الرغم من شهرتهم "المرشد" لا تتابع سياسة، يا له من مستقبل!! الاعتقال العشوائى والحكم العشوائى والجماعى أصبح سمة ومثال بعض من قصص المعتقلين معنا كمثال رامى مجدى شاب فى الجامعة الفرنسية لا يعرف شيئًا عن السياسة وربما لا يعرف شيئًا حتى أنه لا يعرف من هو حسن حمدى، تم اعتقاله من قهوة فى السيدة زينب وتم ترحيله إلى قسم السيدة زينب، ثم قرر القسم "إكرام" قسم الأزبكية بمعتقل إضافي، رامى واخد سنتين زيينا. البشمهندس عز عبده مهندس فى مصر للطيران قرر النزول إلى وسط البلد لشراء طلبية لشركته بأمر من الشركة، على الرغم أنه لا يمكث فى مصر كثيراً، تم اعتقاله فى الأوقات القليلة التى قضاها فى البلد، بينما على جمال يعمل فى شركته مندوب مبيعات ويشرف على منطقة وسط البلد نزل من الميكروباص فى رمسيس، فقام الضابط باعتقاله "عشان شكله مش عاجبه". أستطيع أن أحكى الكثير شباب جامعات فطبيب حاصل على منحة من وزارة الصحة لتفوقه ولاعب فى ناشئين المقاولون وطالب فى هندسة المنصورة وأيضاً "مصطفى السيسي" أحد مؤيدى السيسي، وهناك الكثير والكثير ولا يوجد فى القضية حتى سكين فقط قبض عشوائى لكل من فى القضية وتلفيق التهم وعدم وجود شهود إلا الضباط ورفض لشهود النفى. يعرضنا السجن لا نفقد إنسانيتنا لكنى قد قررت منذ اليوم الأول أن أخرج مثلما دخلت مهما حصل لا أكثر عدوانية ولا أقل إنسانية، لكن ليست هذه هى الأزمة، كل ما فى الأمر أنى أفتقد حياتى وأصدقائى والجلوس معهم على القهوة ولعب الكورة وأفتقد عملى ومناكفتى لأصدقائى فى المكتب، أفتقد الدورى الإنجليزى، أفتقد عائلتى أختى وأبى وأمى وأخى أفتخر بهم وأفتخر بدوائر معارفى الجميع بلا استثناء التجول فى شوارع وسط البلد بعد عملى، أفتقد كليتى ومحاضراتى وزملاء الدراسة وأفتخر بمديرتى فى العمل، لأنها تقف إلى جانبى، وأعد الجميع أن أضعهم فى مكانتهم الصحيحة بعد انتهاء الأزمة خصوصاً من أشعر تجاههم بالتقصير وتبين لى أن حياتى على ما فيها من إرهاق، إلا أننى محظوظ بهما من بين جميع المصريين. لكن تعرفون ما أفتقد حقاً؟؟ إنه المستقبل الذى لا وجود له من بدرى ربما ترى مصر 25 يناير بعد عدة سنين قريباً بملامح مختلفة".