حصلت " البديل " على رسالة جديدة تسربت من خلال القضبان لأحد المقبوضين عليهم عشوائيا أحمد ومحمد وقصتهم مع القبض العشوائى والتهمة أزهرى واليكم نص الرسالة "سيظل القبض العشوائى المدعم بالبلطجية يلاحق الجميع،لا يفرق بين أحد، فالطلاب والأطفال و الصحفيين والنساء و الرجال جميعهم سواسية أمام الظلم و التعسف، أمام دولة تفشى الفساد في كل مؤسساتها و صناع قرارها، دولة الثقوب السوداء. فلا أحد يمشى امن في دولة تدعى محاربة الإرهاب لتامين الشعب، فربما تأتى من محافظة بعيدة لتدرس و فجأة تجد نفسك معتقلا دون وجه حق وهذا ما حدث مع 5 شباب من 5 محافظات مختلفة جاءوا للدراسة في جامعة الأزهر، فوجدوا أنفسهم داخل السجن والتهمة "أزهرى". "أحمد عبد الرازق العطار" 22 سنة، قرية سحالى البلد مركز أبو حمص محافظة البحيرة،و "إسلام سعيد البحيرى" 22 سنة، حى الزهور مدينة العريش محافظة شمال سيناء، و"محمد زكريا السيد" 22 سنة ش عمر بن عبد العزيز حى الزهور محافظة بور سعيد،"محمد فايز عطية" 22 سنة.. قرية دنوشر مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية، و "محمد محمود أحمد" 22 سنة..قرية الاوسط قمولا مركز نقادة محافظة قنا، الخمسة طلاب فى الفرقة الرابعة شعبة دراسات إسلامية باللغة الالمانية كلية "اللغات والترجمة" جامعة الأزهر. تم اعتقالهم وهم بالقرب من الجامعة يوم 27 ديسمبر 2013 وتم ترحيلهم على قسم "ثانى مدينة نصر"، وقد تم التعدى عليهم من لحظة اعتقالهم لثانى يوم والذى تم فيه التحقيق معهم في أمن الدولة،و هذا ما قاله بعضهم في شهادتهم من داخل السجن حيث قال "احمد عبد الرازق" في رسالة له من داخل قسم ثانى مدينة نصريوم 30-12-2013: عندما كنت أسير أنا وأصحابى بجوار مجمع الملك فهد للغات فوجئت بمجموعة من الأفراد الذين لم أعرفهم ولم يسبق لى بهم أى صلة أتوا إلينا وانهالوا علينا بالضرب والقذف، لا أعرف والله لأى سبب يضربوننا ويقذفوننا بأشد السباب ثم بعد ذلك فتشونا تفتيشا ذاتيا و اصطحبونا عن طريق "سيارة ميكروباص" إلى قسم شرطة مدينة نصر ثان، وعندما جئنا إلى القسم انهالوا علينا مرة أخرى بالضرب. لا أعرف لأى سبب يفعلوا بنا ذلك مع أنى (أقسم بالله العظيم )لم يكن لى يوم أى انتماء سياسى ولم أنتم فى أى يوم من حياتى إلى حزب أو جماعة سواء كانت هذه الجماعة سياسية او دينية ، بعد دخولى السجن – وهذا طبعا بعد الضرب والسب والقذف بالأب والأم الذين ليس لى او لهم اى ذنب فيما نحن فيه – وقبل نزولنا الى السجن الانفرادى أمرنا ملازم اول شرطة بتعرية أجسادنا وان نبقى بالملابس الداخلية فقط وانهال علينا بالضرب بالحزام الجلد وبعدها أدخلونا الحبس الانفرادى وهى غرفة لا يزيد عرضها عن متر وربع وطولها عن مترين وكان بها خمسة أفراد. وبعد ذلك حقق معنا ونحن معصوبو العينين وعند التحقيق تلقينا كم هائل من التهم التى لا نعرف عنها اى شئ فقد اتهمنا بمساعدة جماعة إرهابية، والتعدى على أفراد الأمن، وإلقاء زجاجات المولوتوف، و مخالفة قواعد التظاهر، والانتماء للإخوان المسلمين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى وغير ذلك من التهم. أما نحن فقد توقعنا ولا زلنا نتوقع أننا نعيش داخل حلم ليس عندنا من يوقظنا منه ولكن كل ما نرجوه من الله فى هذه اللحظات أن تثبت براءتنا فنحن جميعا ليس لنا اى انتماءات طائفية او حزبية، وبعد مرور عدة أيام ونحن داخل الحبس الانفرادى فقد تلقينا ما تلقيناه من الأذى مثل عدم الذهاب إلى الحمام سوى مرة واحدة فى اليوم، وعدم القدرة على النوم بسبب الزحمة فى الغرفة، و تكرار التمام الليلى وعند إتيانه، ولابد من الوقوف لفرد الأمن ولو كان "عسكري"، ونقلا عن أحد أصدقائنا فى الغرفة المجاورة عندما طلب من أمين الشرطة أن يذهب إلى الحمام قال له نصا "هو انت مش رحت امبارح هو كل يوم ولا إيه !" ،ومما عانيناه أيضا من الألفاظ القذرة من رجال الأمن، وعند التحقيق قال لنا أحد أفراد الأمن "انت مش طالب أزهرى ؟! خلاص انت إخوانى إرهابى ممكن أحبسك 5 سنين ومحدش يقدر يعملى حاجة". كان ال5 شباب تم اتهامهم في قضية واحدة في المحضر رقم 7390 جنح ثان مدينة نصر،و تم ترحيلهم الى سجن "ابو زعبل" يوم 8-1-2014 و أمرت النيابة ثانى يوم بحبسهم 15 يوما آخرين، وما زال حتى الآن يتم تجديد حبسهم ظلما و دون وجه حق هم و8 آخرين تم إدانتهم في نفس القضية من ضمنهم 3 دكاترة في الجامعة كانوا يقوموا بتوزيع الطعام عليهم ليصبح عدد المتهمين في هذه القضية 13 متهما، وهذا ما قاله "أحمد زكريا" في شهادته والتى كتبها في رسالة من داخل محبسه بتاريخ 6-1-2014 ، والتى جاءت بنفس رواية "أحمد عبد الرازق" حيث قال: "انا كنت أسير فى حالى أنا وزملائى و حدث ما حدث.. و لكن معظم الطلبة المعتقلين هنا غلابة مثلنا و ليس لهم علاقة بالإخوان والمعظم من هؤلاء الطلبة الذين لا يسيرون فى المظاهرات أساسا و "لكن الشرطة لازم تمسك ناس فبيمسكوا أى حد ماشى برة الجامعة، واللى بيمسكونا متأكدين إن إحنا ممسوكين من برة وهما اللى جيبنا بس صدقوا كدبهم إن احنا جوة المظاهرات" مع العلم بأن لنا الحق أيضا فى التظاهر وأننا طلبة ومثل هذا الكلام الذى دائما ما نسمعه و لكنه غيرموجود فى بلدنا". عموما أنا لا أريد أى شىء،كل ما أريده أن أعرف فقط متى سيتم ترحيلنا من هنا، ولا تصدق من يقول إن عدم ترحيلنا شىء جيد، هم تركونا هنا لأنه لا يوجد مكان في الخارج بالإضافة إلى أن الحبس هنا مملوء عن آخره، واحنا قاعدين أربعة فى زنزانة انفرادى متر وربع فى مترين "ومبنعرفش ننام ولا حتى نقعد وكمان ممنوع نطلع برة الزنزانة غير للحمام اللى أصلا بنتذل عشان ندخله" أناأعلم إن الترحيل شىء سيئ وانه سجن أشد و من الممكن أن نتبهدل، لكنى أريد معرفة رأسى من رجلى ، لأننا كل يوم ننتظر ولا ندرى ماذا سيفعلون بنا، هل سيتركوننا أم سيرحلوننا ام سيجعلوننا أكثر من 4 في الزنزانة الانفرادى لأن كل يوم تأتى طلبة جديدة معتقلة ، فهناك طلبة تم اعتقالهم من محطة القطار بسبب أنهم في جامعة الأزهر، "الله يخرب بيت الأزهر على يوم ما دخلناه يا أخى" ! يوم ما اتقبض علينا أهلكنا من كثر الضرب واتحقق معانا من ضابط أمن دولة وغمولنا عنينا وقت التحقيق ولفقوا لنا تهم ما يعلم بيها إلا ربنا كان ناقص انه يقول لى انت اللى خرمت الأوزون ! ، االلى قبضوا علينا أظن إن منهم بلطجية فليس كلهم تابعين للشرطة لأنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية وكان معهم شرطة واحد فقط كان يرتدى "بلوفر" و بنطلون أسود و أظن انه "أمين شرطة" مثلا ،ولكن لما دخلنا القسم عرفت اثنين آخرين وأظنهم أمناء شرطة أيضا ، واحد منهم اسمه "زكريا" سرق 400 جنيه من صديق لنا ، و الثانى اسمه "عاطف". عند اعتقالنا كنا 5 فقط ولكن أتى بعدنا 8 آخرين، ولكن من ضمنهم 3 دكاترة بيوزعوا "سندوتشات" على الطلاب بالخارج وكانوا متعاطفين مع ما يحدث، لذلك أصبح عدد المتهمين في قضية واحدة 13 متهما،و قالوا إن الدكاترة بيمولنا بالمولوتوف و الأكل لكى نضرب الداخلية و غيره من الكلام "الاهبل" المهم أنا عايز أعرف هفضل هنا قد إيه ؟" ولم يتم إثبات كل هذه الانتهاكات في المحضر و خاف المتهمون من أن يحكوا ما تعرضوا له من ضرب و تنكيل و سب و قذف و تعذيب لا يترك أثرا مثل تكديسهم داخل زنزانة فردية، ولأن من قام بكتابة المحضر أساسا أمين شرطة و تم إضافة هذه الجملة إلى المحضر . "ملحوظة :حيث تعذر علينا إيجاد سكرتير تحقيق قمنا بانتداب أمين شرطة /محمد عبد الحفيظ للعمل كسكرتير تحقيق بعد أن قمنا بتحليفه اليمين الدستورية اللازمة بأن يكتب ما يملى عليه بالذمة والصدق وألا يفشى سرا من أسرار التحقيق.