اتهم الشيخ بشير الكبتي، المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في ليبيا، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، حفتر بمحاولة استنساخ ما حدث في مصر، في إشارة إلى إطاحة المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري السابق بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي. وأكد الكبتي في تصريحات هاتفية إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه وجماعته تحت مظلة القانون، نافيًا اتهامات الإرهاب التي يوجهها لهم حفتر. وقال: "حفتر بقراره تجميد عمل المؤتمر الوطني يحاول نسخ شيء مماثل لما حدث بمصر في ليبيا"، لكنه شدد على استحالة مرور مثل هذا الأمر. وأضاف: "لقد قلت من قبل إن هذا مستحيل أن يحدث في ليبيا لأن الشعب الليبي كله مسلح .. فلا يكاد يخلو بيت من وجود مسدس أو رشاش أو آر.بي.جيه. إلى آخره .. كل أنواع الأسلحة موجودة بالشارع .. نحن نتكلم عن ما بين 22 إلى 25 مليون قطعة سلاح منتشرة بالشارع". وعن تكرار حفتر تصريحاته، التي يتعهد فيها بتقديم كبار مسؤولي المؤتمر الوطني والحكومة وجماعة الإخوان للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة، قال: "نحن جزء من الشعب وإذا كان هناك قانون بالبلاد وثبت على أي شخص من الإخوان أو من غيرهم أنه مارس الإرهاب فليقدم الدليل على ذلك وليقبض عليهم.. نحن ليس لدينا مشكلة في ذلك". وتابع: "نحن تحت القانون ولسنا فوقه.. إذا كانت هناك أدلة فلتقدم بلا شك.. نحن نتطلع لإقامة دولة القانون". وكان اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي، قال في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم إن "عملية الكرامة" التي تشنها قوات عسكرية موالية له منذ يوم الجمعة الماضي تهدف إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان المسلمين". واعتبر المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في ليبيا، أن الحوار هو الخيار الأفضل لحقن دماء مواطنيه والتوافق على معالم المرحلة السياسية المقبلة. ورأى أن ما يجري الآن من عمليات عسكرية بقيادة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر تحت يافطة الحرب على الجماعة المجرمة والإرهاب "هي محاولة انقلابية واضحة المعالم، وأن الثوار والقوات الحكومية تصدت لها ببسالة وأفشلتها". وأوضح الكبتي في تصريحات منفصلة إلى وكالة "قدس برس" أن "الإخوان المسلمين أبرياء من هذه المواجهات، وأنهم ضد العنف وضد استخدام السلاح" وقال إن "هناك انفلات أمني حاصل في البلاد نعاني منه منذ فترة طويلة، تمثل في سلسلة اغتيالات لم تفصح الدولة وأجهزة الأمن عن الجهة التي تقف خلفها. وأضاف: "ما قامت به القوات التابعة للواء المتقاعد حفتر "هو محاولة انقلابية فاشلة، فالشعب الليبي مسلح ومن الصعب على أي جهة أن تنفذ انقلابا". ونفى الكبتي أي علاقة للإخوان بالعنف الدائر في ليبيا، وقال: "هناك أقطار عربية حباها الله بالمال والثروة تريد رفع شماعة الإخوان في كل مكان، الإخوان ليس لهم دور في المؤسسة العسكرية، الإخوان في ليبيا حافظوا على طبيعتهم كجمعية دعوية، وموقفنا واضح للجميع نحن ضد العنف وضد استخدام السلاح وندعو للحوار بين مختلف أبناء الشعب الليبي ونرى أن الدم الليبي حرام". واتهم الكبتي كلاً من "الإمارات والسعودية بمحاولة خلق كيان سياسي بديل عن المؤتمر الوطني، قد يكون الحكومة المؤقتة الحالية أو قيادة عسكرية" داعيًا إلى "استمرار العمل المؤسسي في الدولة، فلدينا لجنة الستين التي تعمل لإعداد الدستور ولدينا المجالس المحلية، وعند انتخابات قريبة لبرلمان جديد سيكون بديلاً للمؤتمر الوطني العام الحالي لإكمال المرحلة الانتقالية، ثم إن الحوار هو الطريق الأسلم والأقوم لحل الخلافات وليس السلاح"، على حد تعبيره.