عنك ما رجعت يا عبد الله...إنت طلعت ندل (كذا).....هكذا تحدثت المذيعة الشهيرة موجهة حديثها لأبننا الغالي عبد الله الذي هو مخترع صغير حققت معه الشرطة بتهمة الشغب وبعدة تهم أخرى الله أعلم بها، قبل أن يسافر إلى الولاياتالمتحدة، فقرر ألا يعود، عصفور صغير أفلت من قضبان القفص في اللحظة الأخيرة، فإذا بالسجانين يشتمونه أنه قرر ألا يعود !!، والسيدة لميس الحديدي (الإعلامية) المشهورة تصفه بالنذالة (هل هناك قانون ؟!، هل هناك من يحمي الناس من شر هؤلاء ؟!، هل إذا رفع عبد الله قضية سب وقذف فهل هناك من يأتي له بحقه، هل هناك من تساءل عن ميثاق الشرف الإعلامي، وهل هناك من ساءل تلك المرأة عن السبب الذي من أجله تسب ولدًا نابهة، لمجرد أن قرر حقًا من حقوق الإنسان وهو حقه في التنقل، ولم يسب أحدًا، فكيف لو سبهم أو سب نظامهم !).
وتصريحات لميس كما نشرتها صحيفة المصري اليوم كانت بالنص التالي " قالت الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج «هنا العاصمة» على قناة «سي بي سي»، مساء الأحد، إنها ليست نادمة في الدفاع عن الطالب عبدالله عاصم، المخترع المصري، الذى منع من السفر، وبعد ذلك سمح له بمغادرة البلاد للمشاركة في مسابقة بالولاياتالمتحدة، وأضافت «الحديدي»، في برنامجها: «دافعت عنه، وأسرة البرنامج، وتوسطنا لمشاركته في مسابقة إنتل في الولاياتالمتحدة بعد أن تم منعه من السفر لاتهامه بالمشاركة في أحداث عنف صاحبت مظاهرات سابقة، وأكدت أن «الأسوأ أن الطالب عبدالله ظهر على قناة الجزيرة وقال تصريحات مسيئة»، مضيفة: «إحنا ساعدناه، ومش غلط إننا عملنا كده، والدفاع عن المبدأ والقيم هنقوم بيه حتى لو اكتشفنا أن اللي دافعنا عنه طلع (ندل) (!!)، وتابعت: «مين هو عبد الله ده إحنا عندنا 90 مليون أجدع وأرجل وأنضف منه، وملايين كتير عرفوا يربوا غير عبد الله، وعيلة عبد الله تعهدت قدامي أنه سيعود بعد انتهاء المسابقة»، مضيفة: «أسرته كانت مرتبة مع أمريكا، ومش غلطتنا إننا دافعنا عن واحد بلا مبدأ، وراح عبد الله، وفي ستين ألف سلامة، وإن شا الله ما رجعت مصر، ومش هنصرف مليم على الإنتربول لعودتك، وعمرك ما هترجع مصر يا عبد الله ".
ورد الفتى على هذا الردح الإعلامي بمنتهى التهذيب ولكن بصراحة - صراحة الفتيان الأنقياء – متحدثًا عن مخاوفه، ومعربَا عن عدم سعادته بالقرار الذى أخذه بعدم العودة إلى مصر، وأوضح عبر الصفحة الرسمية له أنه كان يأمل أن يعيش فى مصر وسط أهله فى أسيوط وأن يخدم بلاده مؤكداً أن قرار عدم العودة إلى مصر لم يأخذه إلا خشية من أن يُعتقل فى السجون دون محاكمة وأن يموت دون ثمن، "أيوة أنا خفت أرجع ومين فينا مابيخافش، خايف أُعتقل بالسنين أو أتسجن بلا محاكمة أو أموت بلا تمن" وتابع قائلًا "النهاردة شفت مفارقة غريبة ومحزنة، شفت فيديوهات لرولا خرسا ولميس الحديدي بيشتموا فيا وفي أهلي علشان خفت أرجع ، وفي نفس اللحظة اللي شفت فيها الفيديوهات شفت هاشتاج الشباب عاملينه بإسم #ارجع_يا_عبد_الله_علشان_عربية_الخضار، ناس بتباركلي وناس بتشتمني وناس بتتريأ. وأنا بالنهاية قررت أعيش كإنسان" وذلك بحسب كلامه.
هي دي مصر يا لميس، مصر التي ترعب أطهر وأنبه أبناءها، بينما (تلمع) و(تظهر) اللواء عبد العاطي صاحب جهاز علاج الإيدز وفيروس سي والكورونا وما يستجد !!، هي دي مصر يا لميس، مصركم، مصر الشعب الثاني الذي ملأها خوفًا وجنونًا وفاشية، مصر التي يمكن أن يقتل فيها المئات في الشوارع دون ثمن ودون مساءلة، مصر التي يمكن أن تمتد فيها الإعتقالات لسنوات دون حكم قضائي، مصر التي عاد فيها عصر المخابرات وأمن الدولة وعادت أيامهم السواداء، مصر التي تحتفي بالجهل والرقص وتطرد وتطارد العلم بين سجون الداخل ومنافي الخارج، مصر التي يرتع فيها أمثالكم، بدلًا من أن تتطاولي على من أنبل منك بمراحل، ألم يكن من الأفضل يا سيدتي أن تسألي نفسك لماذا أتخذ هذا القرار، أم يكن من الأفضل أن تراجعي نفسك، أو أن تطلبي من المارشال وزبانيته أن يراجعوا أنفسهم.
الشيئ الذي يستوقفني، أنظر كيف تتحدث هذه وأمثالها عن المبادئ والقيم (!!)، أنظر كيف يتحدثون عن الوطنية ويضعون مصر في مواجهة معارضيهم (!!)، أنظر كيف تبتذل أعظم المعاني والكلمات لخدمة القمع والدكتاتورية، أنظر إلى الإسفاف والإستهتار والإستخفاف بالعقول الذي يقدم للمشاهدين (!!).
أنظر إليها وهي تقول للفتي (عمرك ما هترجع مصر يا عبد الله)، لماذا يا سيدتي، هل هو قاتل أو سارق ؟!، هل هو مجرم - مثل الذي أيدتم سابقًا والذي تؤيدون حاليًا - حتى يحرم من العودة لبلاده ؟!، لا يا سيدتي، سيعود عبد الله إلى مصر يومًا ما عزيزًا معززًا مكرمًا، وسيخرج الأحرار من السجون وسيعودون من منافي الخارج، سيعود عبد الله يومًا ما إلى مصر، عسى أن يكون قريبًا، المهم إذا جاء هذا اليوم، أين ستكونين أنت ؟!!، أظن أن هذا هو السؤال الذي عليك أن تهتمي به !.
م/يحيى حسن عمر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.