اختصرت محطة تلفزيون برازيلية على مواطن أردني رحلة بحثه عن والدته التي فقدها قبل نحو ثلاثين عاماً فساعدته في العثور عليها. فقد نشرت صحيفة «الرأي» الأردنية قصة المواطن "ناهد الرامية" الذي غادر الأردن مع والده إلى البرازيل عندما كان في سن السادسة، فيما كانت والدته تتلقى العلاج في المستشفى نتيجة إصابتها بالاكتئاب. وبحسب الصحيفة، فقد عاد ناهد ووالده من البرازيل إلى الأردن عام 1977 أثناء وجود والدته في المستشفى ونتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة اضطر والده لوضعه في ملجأ للأيتام بعد عودته . وبقي حتى سن الخامسة عشرة وكان يزوره والده أسبوعياً وفقاً للنظام، ثم انتقل بعدها للعيش مع والده وعائلته الجديدة. ومنذ عام 1990 صار يراجع السفارة البرازيلية في عمان من أجل تجديد أوراقه لتبدأ رحلة البحث عن والدته. ولكن كان الجواب دائماً أن هناك خطأ في الأوراق. وفي بداية العام الحالي استطاع الحصول على تأشيرة دخول إلى البرازيل ، وأقام في منزل عمه الذي يعيش هناك والذي لم يكن لديه أي تفاصيل عن مكان وجود والدته بسبب انقطاع اتصاله معها منذ ثلاثين عاماً. ونقلت الصحيفة عن ناهد قوله إنه بدأ، وبمساعدة عمه رحلة البحث عن والدته، التي كان يخامره الشك في إمكانية نجاحها، إن لم يكن استحالتها في دولة يقارب عدد سكانها مائة وتسعين مليوناً. ووفق القوانين والأنظمة هناك، فإن إصدار الوثائق الرسمية قد يمتد إلى ثلاثة أشهر، ولكن بعد أن كان عمه يشرح لهم ظروفه كان يجد تعاطف الجميع وتعاونهم. وأثناء العمل على استكمال أوراقه في الدوائر الأمنية التقى إحدى الموظفات التي تعاطفت معه لدرجة أنها عجلت في الإجراءات، واقترحت عليه عرض قصته على التلفزيون المحلي. يقول ناهد «وافقت على عرض قصتي على التلفزيون، وذهبت وعمي إليه، وفعلاً تم بث قصتي ضمن الأخبار المحلية، المفاجأة لم تستغرق وقتاً طويلاً إذ أنه وخلال نصف الساعة فقط، اتصل أهل والدتي بعمي ليخبروه أنها ما زالت حية وأنها ترغب في لقائي، ولكن عمي أراد أن يفاجئني بلحظة اللقاء وبالفعل جاءت أمي مع كاميرات التلفزيون إلى منزل عمي وكانت المفاجأة الكبرى». وقال ناهد أن والدته لم تبحث عنه لأنها اعتقدت أنه مات بعدما غادر البرازيل، وأكد للصحيفة أنه ينوي أن يعيش وبشكل نهائي إلى جانب والدته في البرازيل.