يقول "جرودون بايرون": إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها، وهي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته، أو هي احترام الذات والشعور بالايجابية والقدرة على الفعل، أو هي شعور بالارتياح والاطمئنان والقدرة على تحقيق الأهداف. والثقة بالنفس تجعل الإنسان يشعر براحة نفسية عجيبة، فالشخص الواثق تكون مواقفه ثابتة، لأن المقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاها الله للإنسان، وقدرة هذا الإنسان على شق طريقه في الحياة وإحراز النجاح فيما تمتد إليه يداه من أعمال، لذلك فهي انبثاق داخلي من صلب شخصية الإنسان ونمو تدريجي لشخصيته، ونتائج أو ثمار الشخص بعد أن يكون قد غرس البذور الصالحة في حياته، ليتقدم باستمرار في الحياة، ويقيس تقدمه بنفسه وبالنقطة التي كان عندها في مرحلة سابقة من حياته، بمعنى أن الثقة بالنفس تحمل صاحبها على النظر إلى الماضي والحاضر والمستقبل وتدفعه إلى قياس تقدمه في ضوء قدراته واستعداداته، وكذلك الترحيب بالنقد أيا كان عندما يوجه إليه.
وحينما تجد نفسك مطمئنا، ومتفائلا بالمستقبل بإيجابية، ومبادرًا ومسيطرًا على المواقف الحياتية المختلفة، فتأكد عندها أنك واثق من نفسك، لأن علامات الثقة قد بدت عليك، وتلاحظ ذلك من خلال حركات جسمك الواثقة، وكلماتك التي تنطق بها. وللثقة بالنفس أنواع فهي إما ثقة مطلقة وهي التي تستند إلى مبررات قوية، وتنفع صاحبها وتجزيه، إنك ترى الشخص الذي يمتلك مثل هذه الثقة في نفسه يواجه الحياة غير خائف فلا يهرب من شيء من منغصاتها، وإنما يواجه مشكلاته ليجد لها أكثر من حل، ومثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل وبأنه ليس ندًا كفئًا في بعض الأحيان.
ومثلما هناك ثقة مطلقة، هناك أيضا ثقة لها حدود وهذا النوع يظهر في مواقف معينة، وتتضاءل هذه الثقة أو تتلاشى في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها، ومثل هذا الرجل أقرب إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره، فيحاول أن يقدر إمكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد إلى تجربتها واثقًا مطمئنًا.