الضلمة وحشة قوي

هكذا تحدث "عرابي" احد مصابي و أبطال الثورة الحقيقيين الذي فقد البصر في عينيه الاثنين
كنت أظن أنه سيكون حديث المدينة أو ضيف العاشرة مساء او النجم الذي سيتسابق عليه الصحفيون كنت اظن أن هناك عشرات البرامج التي ستجعلنا نحفظ اسمه مع أسماء الأبطال الذين اعادوا لنا الحرية
كنت اظن أننا من خلال اعلام ما بعد الثورة سنتنسم نسيم الصباح ممزوجا بسيرتهم العطرة على صفحات الجرائد و شاشات الفضائيات.
أو تكون هناك فضائية قائمة بذاتها لا هم لها ليلا ونهارا الا تكريمهم
كنت أمني نفسي وقد حال بعد المكان عن المشاركة أن يكون دوري مع من مثلي خارج الوطن
في تقديم التكريم اللائق و المساعدة اللائقة بأبطال نبلاء
هل يعقل ان يكون البحث عنهم أمرا صعبا على الشاشات او الجرائد أو الانترنت
لم أعرف بعرابي الا من خلا ل صديقه على الفيس بوك وهو يناشدنا ان نتصل به على هاتفه
لأن نفسيته سيئة جدا ويقول له ( الضلمة وحشة أوي)
لكن اعلامنا مشغول بمنطق بيزنطة
ومكلمات وجلسات جدل لا طائل من ورائه وجدل عقيم لم ينته ولن ينتهي
ولا أحد يقدم اعلاما مسئولا يقدم العمل على القول
والجهد على الثرثرة
ونسينا اننا نهينا عن قيل وقال
كنت امني نفسي باعلام ما بعد الثورة
يقدم برامجه العالم فلان
والعالم فلان و
العالم فلان
ثم العالم فلان
في كل تخصصات العلم
وليس اللاعب فلان
واللاعب فلان واللاعب فلان و كأننا لم نتحرر
ومازلنا في عالم الاقدام لا في عالم العقول
والعمل والبناء
اين الاعلام الذي على شاكلة ديسكفري او نجوم العلوم القطري او العالم الماليزي
اننا بعد لم ننه ثورتنا
أتمنى و أضم صوتي للمطالبين بوجود زاوية ثابتة ومتجددة في الجريدة لكل مصابي الثورة وكيفية التواصل المباشر معهم
لتقديم الدين الذي في رقابنا لهم لأنهم الأبطال الحقيقيون
وليسوا ابطال الفضاء ضيوف الجدليات العقيمة في الغرف المكيفة
الثورة مستمرة حتى تعود العقول حرة