أطلق "الإخوان المسلمون" رسميًا حزب "الحرية والعدالة" في ختام اجتماعات مجلس شورى الجماعة التي استمرت يومين، كأول حزب للجماعة منذ تأسست في عام 1928، بعد نحو ستة عقود من معاناتها تحت الأنظمة التي تعاقبت على حكم مصر منذ الإطاحة بحكم أسرة محمد علي في عام 1952. وأعلن البيان الختامي الذي تلاه الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة في مؤتمر صحفي أمس، أنه تم اعتماد الإجراءات التى اتخذها مكتب الإرشاد بخصوص حزب "الحرية والعدالة", واعتماد برنامج ولائحة الحزب مع إجراء التعديلات اللازمة. وأكد أن الحزب "يعمل مستقلاً عن الجماعة وينسق معها بما يحقق مصالح الوطن"، معتبرًا الحزب السياسى هو أحد وسائل العمل السياسى ويسعى لتحقيق رسالة الجماعة وأهدافها طبقًا للدستور والقانون، وأن العمل السياسى هو أحد مجالات عمل الجماعة، والتي وصفها بأنها هيئة إسلامية جامعة. وقرر مجلس شورى "الإخوان" انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسًا للحزب, والدكتور عصام العريان نائبًا لرئيس الحزب, والدكتور محمد سعد الكتاتني أمينًا عامًا للحزب على أن يترك كل منهم مسئولياته في مكتب الإرشاد. وشدد البيان على عدم قيام الجماعة بترشيح أحد منها لمنصب رئيس الجمهورية فى المرة القادمة، وعدم تأييد أحد منها إذا قام بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية, وقرر أن يكون عدد المرشحين الجماعة لمجلس الشعب فى حدود نسبة تتراوح ما بين 45 إلى 50% من عدد مقاعد المجلس. وأوضح الدكتور محمد مرسي أن مبادئ الحزب وبرنامجه الذى يستند على المرجعية الإسلامية يتوافق تماما مع مبادئ الدولة المدنية, وأن "الإخوان" حريصون على تأكيد المبدأ الدستوري الذى تأصل في ميدان التحرير والذى يتمسك بأن السيادة للشعب. وأكد الدكتور عصام العريان أن من حق الحزب التحالف والتنسيق مع الجماعة وأن الأحزاب السياسية الأخرى تقوم بالتنسيق مع الإخوان، وبالتالى فإن من المنطقى أن يفعل الحزب الذى أنشأته الجماعة نفس الشيء. فيما دافع الدكتور محمد سعد الكتاتني، عن شرعية الجماعة التي قال إنها موجودة فعليا على الساحة السياسية وتمارس نشاطها في جميع مجالات العمل السياسي والدعوي والاجتماعي, وقال إن الجماعة "شرعية ولم تكن محظورة أبدًا, وإنه لا يوجد اى قرار رسمى من الدولة بحلها". وأشاد بيان "الإخوان" بثورة الشعب التى غيرت وجه مصر, ووجه التحية والتقدير للقوات المسلحة لدورها فى الحفاظ على الثورة والحفاظ على الدولة والحرص على سرعة نقل السلطة إلى الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة. وأشار إلى ضرورة الحفاظ على تماسك القوات المسلحة ووحدتها وقوتها, وأثنى على قرار الحكومة بفتح معبر رفح وإسهامها في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.