قاطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غاضبا نقيب المحامين الأتراك اليوم السبت، واتهمه بالوقاحة لانتقاده الحكومة خلال الاحتفال بتأسيس المحكمة الإدارية العليا التركية، قبل أن يخرج مسرعًا من القاعة. ولا يزال التوتر محتدمًا بين أردوغان وخصومه السياسيين بعد انتخابات محلية جرت في مارس وشهدت تنافسًا حادّا وفاز فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، وسط توقعات بأنه سيسعى للظفر بمقعد الرئاسة في انتخابات أخرى ستجرى في أغسطس. وواجه أردوغان عامًا صعبًا شمل أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود بسبب ما يراه البعض استبدادًا منه وبعد فضيحة فساد مست أفرادًا في أسرته وأعضاء في الحكومة، ورد أردوغان على فضيحة الفساد بإجراء تغييرات واسعة النطاق شملت أفرادًا في الشرطة وممثلي الادعاء والقضاة مما أثار اتهامات له بالتدخل السياسي. وقاطع أردوغان خطابًا كان يلقيه رئيس اتحاد نقابات المحامين متين فيض أوغلو في أنقرة قائلا إن تصريحاته سياسية ومليئة بالأكاذيب، وكان أوغلو طالب بتحقيق أكثر استقلالية، وشكك في أداء الحكومة بعد زلزال ضرب محافظة فان الجنوبية الشرقية في عام 2011 وأودى بحياة أكثر من 600 شخص. وهب أردوغان صائحًا وهو يلوح في وجه فيض أوغلو: " أنت تتحدث بالأباطيل... كيف يمكن أن يكون هناك وقاحة بهذا الشكل؟"، وكان فيض أوغلو يقف على المنصة ورفض التوقف عن الكلام خلال المشهد الذي بثته شبكة سي.إن.إن تورك. وعبر أردوغان عن إحباطه لأن فيض أوغلو - الذي سبق له انتقاد ملاحقة خصوم أردوغان السياسيين جنائيّا- خالف البروتوكول بحديثه لمدة ساعة، وكانت هذه نوبة غضب غير معتادة حتى من أردوغان - أكثر زعماء تركيا شعبية خلال نصف قرن- والذي يستميل الكثير من الأتراك بشخصيته الصارمة. وفي الشهر الماضي ندد رئيس المحكمة الدستورية بالانتقادات السياسية "المفرطة" لمحكمته في خطاب حضره أردوغان الذي ظل صامتًا تمامًا خلال المراسم، لكنه قال في وقت لاحق إنه شعر بالحزن من كلمات رئيس المحكمة هاشم قليج. وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في مدينة دافوس السويسرية عام 2009، غادر أردوغان المسرح بعد خلاف مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في الواقعة التي كانت مقدمة لخلاف بين البلدين الحليفين ما زال قائما حتى اليوم. ولم يعلن أردوغان - الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات- بعد عن عزمه الترشح للرئاسة، لكن اهتمامه بالمنصب مقبول على نطاق واسع، وخلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم السبت قال أردوغان: إن الحزب سيقدم مرشحًا بحلول منتصف يونيو حزيران أو قبل ذلك. ورغم أن منصب الرئاسة شرفي إلى حد بعيد فهو لا يزال المنصب الأرفع في البلاد، وكان يتولاه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة، وقال أردوغان عن فيض أوغلو خلال اجتماع الحزب الحاكم في تصريحات بثتها شبكة سي.إن.إن تورك: "إذا كنت مغرمًا بالسياسة على نحو كبير للغاية فعليك أن تخلع عباءة المحاماة وتنزل إلى ميدان السياسة وتثبت جدارتك." شاهد الفيديو :