قال الأكاديمي المصري خليل العناني, أستاذ العلوم السياسية بجامعة "جونز هوبكنز" الأميركية, إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك, التي دعا فيها واشنطن لدعم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي, إضافة إلى ما سبق من تصريحات لوزير الخارجية نبيل فهمي, وصف فيها العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة ب "الزواج الشرعي", تؤكد أن السيسي سيكون امتدادا للرئيس المخلوع حسني مبارك. وأضاف العناني في تصريحات لقناة "الجزيرة" أنه ليس من مصلحة إسرائيل وجود ديمقراطية حقيقية في مصر، لذلك فهي تحاول تأكيد طائفية الصراع في المنطقة, بدلا من صفته السياسية، كما أن تل أبيب ترى أن الأنظمة "الاستبدادية", هي التي يمكنها تحقيق الاستقرار للمنطقة. وقسم العناني موقف الولاياتالمتحدة مما يحدث في مصر إلى موقفين: أولهما رسمي متردد في وصف ما حدث ب "الانقلاب"، وآخر غير رسمي للمنظمات الحقوقية والمدنية ووسائل إعلام تعتبر أن مصر لا تسير في المسار الديمقراطي. وأكد أن واشنطن ستتعامل مع السيسي -بعد انتخابه- باعتباره أمرا واقعا في مصر، وستعطيه فرصة قصيرة لتحقيق الاستقرار, وضمان بقاء المصالح الأميركية, كما كانت موجودة في السابق. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك قال في كلمة ألقاها أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في 9 مايو إنه "يتعين على الولاياتالمتحدة في بعض الأحيان التنازلُ عن قيم الدفاع عن الحرية والديمقراطية بهدف حماية مصالحها"، وأضاف أنه شعر بالفرح بعدما تدخل الجيش المصري واعتقل الرئيس المعزول محمد مرسي, وأخرج الرئيس المخلوع حسنى مبارك من السجن. ودعا باراك الولاياتالمتحدة إلى دعم المرشح الرئاسي المصري عبد الفتاح السيسي خلال المرحلة الحالية وعدم انتقاده بشكل علني، وتأجيل أي خلافات معه إلى ما بعد توليه السلطة. واعتبر أن التحدي الأكبر الآن في مصر هو توفير الغذاء والوظائف والحفاظ على دور مصر كأحد الدعائم الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر قال إن السيسي قادر على تحقيقه. ويعد السيسي, الذي أصدر خارطة طريق في يوليو الماضي بعد عزله الرئيس السابق محمد مرسي, الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة المقررة في 26 و27 مايو، ويواجه منافسا وحيدا هو حمدين صباحي. ومصر أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979، وقال السيسي في وقت سابق إنه يحترم كل المعاهدات الدولية, بما فيها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية