طالب ميخائيل بن اري، عضو الكنيست اليميني المتطرف أمس، الحكومة الإسرائيلية بإعادة النظر في اتفاقية السلام مصر وإسرائيل، عقب الاستفتاء الذي أجراه أحد مراكز الأبحاث الأمريكية وأظهر أن أكثر من نصف المصريين يريدون إلغاء الاتفاقية التي وضعت حدًا لصراع عسكري بين الجانبين دام ربع قرن. جاء ذلك في رسالة تقدم بها إلى شاؤول موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن بالبرلمان الإسرائيلي دعا فيه الأخير إلى عقد جلسة طارئة للجنة، لبحث إعادة النظر في الاتفاقية المعروفة ب "كامب ديفيد"، في أعقاب الثورة الشعبية في مصر التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك الذي حافظ على علاقات سلام مع إسرائيل على مدار سنوات حكمه التي امتدت لنحو 30 عامًا. وجاء في نص الرسالة: "خلال الشهرين الأخيرين رأينا حقيقة مُرّة ماثلة أمام أعيننا تتعلق بصلاحيات اتفاقية السلام مع مصر. خلع الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة أعقبه موجة من العداء ضد إسرائيل بين أوساط الشعب المصري، والذي يرغب في إلغاء الاتفاقية معنا، واليوم (أمس) حدث الاعتداء على خط الغاز المورد لتل أبيب، وهذه فقط بداية النهايات"، بحسب الرسالة التي نشرها موقع "سيروجين" الإخباري الإسرائيلي. وأضاف النائب المتطرف في رسالته: "كل تحذيرات اليمين الإسرائيلي أصبحت واقعًا معاشًا، اتفاقية السلام مع مصر مثلها مثل الانفصال الإسرائيلي عن قطاع غزة يهددان وجود الدولة الإسرائيلية لهذا علينا أن نناقش الرد المطلوب"، وختت رسالته بالقول إن "اتفاقية السلام مع القاهرة جعلتنا نتخلى عن سيناء التي يبلغ حجما ضعف دولتنا مرتين ونسلمها للمصريين"، وفق تعبيره. في السياق ذاته، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربت لمصر عن قلقها مما أسمته "النغمة اللاذعة" للمسئولين المصريين ضد إسرائيل، بعد إسقاط مبارك، وعلى رأسهم يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء ونبيل العربي وزير الخارجية المصري. وأوضحت أن دبلوماسيين إسرائيليين توجهوا سرًا إلى نظرائهم المصريين مبلغين إياهم قلق تل أبيب من تلك النغمة الجديدة ونقلت عن مصادر بالخارجية الإسرائيلية إن توجه تل أبيب للقاهرة لإعرابها عن قلقها يأتي في وقت كشف فيه استطلاع أمريكي للرأي عن رغبة أكثر من نصف المصريين لإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل. وأضافت أن المصريين ردوا بأن تلك التصريحات نابعة من مشاعر الشعب والرأي العام المصري، وعلى تل أبيب أن تضع الشعب المصري ورأيه ورغبته في الاعتبار وتحترمه، حسب القناة. وكان استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث كشف أن 54 في المائة من المصريين يرغبون في إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وفقا لما اورده موقع تلفزيون "دويتشه فيله" الألماني الناطق بالعربية في تقرير أمس. وأوضح الاستطلاع أن 54 بالمائة من المستطلع آراؤهم يريدون إلغاء اتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع إسرائيل عام 1979، بينما رأى 36 بالمائة ضرورة الإبقاء عليها. مع ذلك لا توجد نوايا لدى القيادة في مصر خلال الفترة الحالية على الأقل في التراجع عن الاتفاقية بعد أن أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يمسك بزمام الأمور عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك احترامه لجميع الاتفاقيات.