بدأت سلطات الأمن الإثيوبية، التحقيق مع 3 مصريين ألقت القبض عليهم بمدينة جامبيلا، على الحدود مع دولة جنوب السودان، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بتهمة "تهديد الأمن القومي"، بعد أن دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة، وقاموا بتصوير أحد السدود. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر أمني رفيع، أن المصريين الثلاثة الذين تم القبض عليهم يحملون أسماء قريبة من الأسماء الأفريقية، دون الإفصاح عن أسمائهم "لسلامة إجراء التحقيقات الأولية"، على حد قوله. وأوضح أن اثنين من المصريين تم القبض عليهما وهم يستقلان حافلة متجهة إلى مدينة أسوسا عاصمة إقليم بني شنقول الإثيوبي الذي يقام فيه سد النهضة، بينما الآخر تم القبض عليه من قبل المواطنين في منطقة نهر بارو إحدى الروافد المغزية لنهر النيل التي تصب عبر جنوب السودان. وأردف المصدر أن هذا الشخص تم القبض عليه وهو يصور إحدى السدود الحديثة التي تقام على نهر بارو. وأوضح أن "المتهمين الثلاثة لم يستخدموا المعابر الأربعة معابر (كورمبي، كولي، أكوبو وباقاك) التي يتم العبور والتنقل منها بين البلدين". وأضاف أن المصريين الثلاثة المشتبه بهم تم تسليمهم إلى الشرطة التي تجري تحقيقات معهم منذ صباح اليوم. وحول التهم الموجهة إليهم، قال المصدر إنهم "عبروا الحدود بطريقة غير مشروعة، ويحملون تأشيرات مزورة، والتهمة الثالثة أنهم يشكلون تهديدا للمنشآت القومية الإثيوبية من خلال محاولتهم تصوير سد أبوبو على نهر باروا". فيما اعتبر المصدر أن "توجههم إلى إقليم بني شنقول الذي يقام عليه سد النهضة كان تهمة في حد ذاته". وذكر أن المتهمين المصريين الثلاثة محتجزون لدى مركز الشرطة بمدينة جامبيلا. وترتبط الحدود الإثيوبية مع جنوب السودان بأكثر من 1650 كيلو مترا ويفصل بينهما عدة أنهر. يذكر إن إثيوبيا طلبت رسميًا إيضاحات من جنوب السودان حول اتفاقية التعاون العسكري بين مصر وجنوب السودان التي وقعت خلال زيارة وزير دفاع جنوب السودان إلى القاهرة مع نظيره المصري في يناير الماضي ونقل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لرئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين تطمينات خلال زيارته في أبريل الماضي نفى فيها وجود أي تعاون عسكري يستهدف السدود الإثيوبية. وشهدت الأشهر الأخيرة، توترًا متصاعدًا في العلاقات بين مصر وإثيوبيا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي يثير مخاوف داخل مصر (دولة المصب)، بشأن احتمال تأثيره على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، واحتمال التأثير على الأمن القومي المصري في حالة انهيار السد.