ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخطف البنات من مدارسهن، والمستمر منذ 14 إبريل الماضي وحتى اليوم في نيجيريا، على يد جماعة "بوكو حرام"، معبرًا ببالغ الحزن والأسف، لما آلت إليه قلوب وأفعال بعض المسلمين من الابتعاد الكامل عن شريعة الإسلام، التي نزلت رحمة للعالمين، وتحرم تلك الجرائم، ويؤكد الاتحاد أن الإسلام بريء تمامًا من تلك الأفعال البعيدة كل البعد عن تعاليمه وأحكامه، بل يعد الاتحاد تلك الجرائم تسيء للإسلام وتزيد الكراهية ضد المسلمين. ودان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تلك الجرائم الشنيعة، فإنه مؤكدًا أن "الإسلام هو دين الرحمة للعالمين، وقد أولى عناية كبرى لحقوق المرأة قبل جميع الأنظمة والتشريعات المعاصرة، ولذلك فإن خطف البنات يعتبر عملًا محرمًا، من كبائر الإثم والفواحش في ديننا، وفسادًا في الأرض، وأنزل الإسلام بشأنه أشد العقوبات، في أشد الموبقات". فقال سبحانه وتعالى " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " سورة المائدة آية 33.
وجرم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطف البنات في نيجيريا على يد جماعة "بوكو حرام" أو غيرها، بل ويعتبر ذلك جريمة لا تغتفر في حق الإنسانية جميعاً، تستدعي محاسبة مرتكبيها أشد الحساب. ويحذر الاتحاد من بيع هؤلاء البنات أو المساس بحرياتهن أو تزويجهن بالقوة ، ولا يجوز لأحد المشاركة في تلك الأفعال النكراء بالشراء أو الزواج بالقوة أو أي أمر ينال من حرية وشرف وعفة هؤلاء البنات .
وجدد الاتحاد مطالبته جماعة "بوكو حرام" بالعودة إلى الرشد، وإلى أحكام الشريعة الصحيحة، المؤسسة على الكتاب والسنة. وسرعة إطلاق سراح هؤلاء البنات ، وإخراج المواطنين المدنيين وبخاصة البنات والنساء من معادلة الخلافات السياسية، أو أي نوع من أنواع الخلافات ، كما جاءت بذلك النصوص الشرعية المحكمة، من كتاب الله، وسنة رسوله.
وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن الإسلام برئ تماماً من تلك الأفعال المخالفة للشرع والقانون والاتفاقيات والأعراف والأخلاق والقيم الإنسانية .
وطالب الاتحاد العالمي السلطات في نيجيريا بالعمل الحثيث على إعادة هؤلاء البنات إلى ذويهن سالمات، وتكثيف البحث عن أماكن وجودهن ، كما يطالبها بالعمل بالحكمة والعدل لإعادة الأمن والأمان إلى نيجيريا كلها .
ودعي الاتحاد العالمي الإخوة المسيحيين ألا يثيروا الفتنة والتشدد على أرض نيجيريا أو القيام بما يؤذي مشاعر المسلمين ، ويطالبهم للعودة إلى الأخوة الإنسانية والحقوق المتساوية لجميع أهل نيجيريا، على اختلاف أديانهم .
وناشد الاتحاد العالمي كافة الأطراف المتصارعة في نيجيريا إلى دراسة أسباب الخلاف بعمق يساعد على التوصل لحلول تمنع تفشي الصراع والخلاف ، وتدفع الأوطان للتنمية والنمو والبناء بدلاً من التراجع والهدم .