كنت قد تحدثت في المقال الأول عن المرور في ماليزيا و كيف أن ساعات الذروة و الازدحام لا تمثل أدنى مشكلة لديهم بسبب التزام قائدي السيارات و كذلك المشاة بالقواعد و الآداب العامة للمرور مع احتفاظهم بحالة من الهدوء الشديد. سأكمل في هذا المقال الحديث عن بعض النقاط الإيجابية التي لمستها فيما يخص المرور بالإضافة لبعض النقاط الأخرى:- لم أري قائد سيارة يمر بين السيارات مسرعا "لأنه متأخر على موعد مهم" و لم أري قائد دراجة بخارية مغرورا بدراجته الخفيفة السريعة. الكل محتفظ بهدوئه, ملتزم بحارته المرورية التي يسير فيها, ليس لديه أدنى رغبة أن يستغل أي مسافة بين سيارتين في حارة أخرى ليقفز بينهما. أتوبيس النقل العام: تجده من النوع السياحي, غير متهالك, و غير مزدحم, لا يبدو عليه أنه أتوبيس للمواصلات العامة مثل الذى نعرفه في مصر (صوت عالي جدا و عادم كثيف و ازدحام مبالغ فيه). رأيت سائق الأتوبيس يستخدم سماعات الرأس فلا يفرض على الركاب سماع (مهرجانات مثلا). محطة الأتوبيس: بالرغم من بساطتها إلا أنك تجد مقاعد تجلس عليها لانتظار الأتوبيس مع لوحة الكترونية مكتوب عليها رقم الأتوبيس (أو لونه) و ميعاد الوصول و مدة التأخير و محطة المغادرة و محطة الوصول. في ذات مرة, انتظرت الاتوبيس و تأخر عن الموعد مع وجود ازدحام فلم أجد أحدا ينزل إلى وسط الطريق لينتظر الاتوبيس معطلا حركة المرور (مش بيحصل في مصر إطلاقا) ولم أجد صراع أو تزاحم عند وصول الاتوبيس (إيه الاحترام ده بجد). يوجد في ماليزيا تنوع في المواصلات العامة (عشان لو سائقي الاتوبيسات عملوا إضراب, الدنيا ما تقفش عليهم) حيث يوجد بالإضافة إلى أتوبيسات النقل العام مترو أنفاق مع اخر فوق الارض( (monorail, و يتم التجهيز لثالث يربط بين الولايات المختلفة. ركبت monorail و لم أجد الناس يتدافعون بالرغم من وجود زحام و لم أجدهم يتسابقون للجلوس على المقاعد الفارغة فتجد الركاب واقفين بالرغم من وجود مقاعد فارغه. لو انتقلت إلى نقطة اخري و هي المحلات و المولات: يوجد في العاصمة العديد من المولات الضخمة مع تنوع هائل في السلع و الماركات و العروض و الخصومات. إلى هذه النقطة لا يوجد جديد. الجديد يكمن في النقاط التالية: لو أعلن المحل عن وجود خصم, تأكد أنه يوجد خصم حقيقي و ليس خصم وهمي بزيادة في سعر السلعة ليغطي الخصم (كما يحدث في مصر). المحلات خارج المولات لا تعتدى على الرصيف و لا تعتبره حق مكتسب اطلاقا فلا تجد محل يعرض سلعته خارج المحل و بالتالي المشاة لهم الرصيف و السيارات لها الطريق. عندما كنت أسير في طريق السيارات (بمصريتي المعتادة) كنت اشعر أنى افعل شيئا غريبا و غير معتادا لأنهم يلتزمون بقاعدة "المشاة لهم الرصيف و السيارات لها الطريق". المولات لها ميعاد ثابت لبداية العمل و ميعاد ثابت تغلق فيه و تشرف الشرطة على ذلك لتتأكد من عدم المخالفة للقوانين. حاولت (أيضا بمصريتي المعتادة) أن اشتري شيئا قبل الميعاد الرسمي لبداية العمل من أحد المولات و ألححت بشده في طلبي و لكن صاحب المحل رفض ذلك اطلاقا. كنت في المدينة الصينية (مثل العتبة في مصر) و حضرت وقت إغلاق المحلات, فلم أجد أحدهم يتلكأ و لم أجد أحد يتحايل على الشرطة. الكل ملتزم و يعرف ما له و ما عليه. صاحب المحل يعطى الممرات داخل المدينة حقها و يتعامل مع الزبون بأدب و احترام شديدين حتى لو لم يشتري منه, يرشده للأفضل و ينصحه عند الشراء. يوجد فصال لديهم أيضا و لكن يوجد التنوع الذى لا يجعلك عرضه للنصب فبقليل من المجهود ستعرف السعر العادل لشراء السلعة التي تريدها. و للحديث بقية