تردد أن الأهلي اقترح على سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة للسماح للاعبين الأجانب بالاحتراف في الدوري المصري دون تحديد الحد الأقصى بثلاثة لاعبين، وأنه يريد التعاقد مع لاعبين بارزين من منتخب الكونغو، واللوائح الحالية لا تسمح له بذلك لأنه متعاقد بالفعل مع ثلاثة لاعبين أفارقة هم جلبرتو وفلافيو وأكوتي منساه. الأهلي يستند في ذلك على قواعد الاحتراف في الأندية الأوروبية التي لا تقتصر على عدد معين من اللاعبين، مثل الأندية الأسبانية والايطالية والانجليزية. ليس خافيا إنه اقتراح ينطلق من مصلحة الأهلي وليس مصلحة مصر، لأن اللاعبين المصريين يجدون صعوبات كثيرة للأسف الشديد في الاحتراف الخارجي بسبب مغالاة أنديتهم والأحجار التي يضعونها في طريقهم، ومن ثم فان التحجج بأن الغرض هو إطلاق حرية احتراف اللاعبين المصريين خارجيا، كلمة حق يراد بها باطل! الهدف هو التعاقد مع اللاعبين الكونغوليين وسد حاجة الأهلي في مراكز نضبت المواهب التي تشغلها في الدوري المصري! منجم الاسماعيلي مثلا أغلق بعد أن تم تفريغه، ولم يعد متبقيا فيه من يصلح للعب في الجزيرة أو ميت عقبة، سوى أحمد فتحي الذي يماطل في التوقيع وينتظر نهاية الموسم القادم حيث ينتهي عقده، ليصبح حرا طليقا! قبل عدة سنوات أدى الانفتاح الاحترافي بلا قيود أمام اللاعبين الأجانب وخصوصا الأفارقة، إلى بروز قوة كروية صغيرة وحصولها على البطولات المحلية والقارية، نقصد هنا المقاولون العرب، وقد كان الفريق الوحيد من غير الأهلي والزمالك الذي يمكنه شراء محترفين أجانب على أعلى مستوى، لأنه تابع لشركة كبرى كانت تملك الامكانيات المادية الكبيرة. فورا تدخلت القوة العظمى الكروية لتجبر اتحاد الكرة على اغلاق احتراف اللاعبين الأجانب في الدوري المصري، بداية من منع الاستعانة بحراس مرمى غير مصريين، لأن "المقاولون" كان فيه حارس مرمى كاميروني اسمه على ما أتذكر "بل انطوان".. هذا ما تسعفني به الذاكرة، وقد أكون مخطئا، حتى لا يأتي من يطالب بشنقي! هذا الحارس كان مانعا لا يمر منه أحد، استطاع أن يخطف للمقاولون الدوري مرتين وكأس مصر وكأس أفريقيا، بمساعدة لاعب غاني موهوب اسمه عبدالرزاق! وبعد ذلك تم منع استقدام اللاعبين الأجانب فرحل لاعبون مؤثرون كانوا موجودين في الدوري المصري خارج القوة العظمى، وتمت تصفيتهم فعلا! بعد ذلك حركت المصلحة القوى العظمى لاعادة اللاعبين الاجانب بدءا من السماح بلاعبين ثم ثلاثة وبعدها سمحوا لحراس المرمى الأجانب أيضا. الخطير أن يتطور ذلك إلى السماح ببناء فرق كاملة من لاعبين أجانب.. نعم إنه أمر خطير جدا لأنه سيقضى على اللاعبين الوطنيين، وسيؤدي إلى اندثار عجينة المواهب الكروية المصرية، مثلما اندثرت محاصيلنا وفواكهنا الجميلة المذاق أمام غزو الهندسة الوراثية الاسرائيلية في عهد يوسف والي! لننظر إلى حال الدول التي لا تضع حدودا أمام عدد اللاعبين الأجانب، سنجد ان مستويات منتخباتها متدهورة، فأين أسبانيا وايطاليا وانجلترا من المنافسة على بطولات كأس العالم منذ سنوات ليست بالقليلة؟! أنا لست ضد ناد معين في هذا الاتجاه ولكن يجب أن تحكمنا المصلحة العامة ونقارن بين المنافع والخسائر، خصوصا أن عدد لاعبينا المحترفين في الخارج قليل جدا، ولا أتوقع أن يزيد ذلك العدد قريبا لعدة عوامل، منها طبيعة اللاعب المصري التي تكره الاغتراب وتتمنى العودة سريعا بعد أن يفتحها الله عليه بما يكفيه ويستره دون ان تكون له طموحات أكبر، ومنها ندرة اللاعبين المصريين المناسبين للعب في الدوري الأوربي، ورفض الأندية المصرية الاستغناء عن نجومها الكبار أو المغالاة في أسعارهم! [email protected]