ماذا نحتاج في مصر الآن بعد سقوط قمة جبل جليد نظام مبارك؟.. وأقول قمة جبل الجليد لأن ما خفي اعظم، غير ان الباقي قد يقبل التغيير و«التغير»، حتى لا يلقى مصير الرموز «المِشَرَّفة» - بكسر الميم لا ضمها – في مزرعة طرة. .. ماذا نحتاج؟.. نحتاج ثورة جديدة للانتاج، ولا بديل عن ذلك مهما تعددت الأسباب، وتنوعت الحجج، وتلونت الأعذار.. لماذا؟ لان شعبا لا يأكل مما يزرع، ولا يكتسي مما يصنع، يصبح شعبا قراره مرتهنا، وكرامته معلقة بمن يطعمه ويكسيه و«يقرضه».. ونحن للأسف كنا ذلك.. ولم نعد كذلك! ولن نسمح ابدا لأي كان.. وأيا كانت اهدافه ان يعيد مصر الى حقب ما قبل 25 يناير. .. يا سادة يا كرام.. عندما يتدنى معدل النمو في مصر المحروسة الى 2.5 - %3 في السنة المالية التي تنتهي في يونيو القادم، مقارنة بتوقعات كانت ترفع هذا المعدل الى 5.5 - %6، لابد ان تقرع كل الاجراس فوق رؤوس الجميع. .. وعندما يسجل معدل التضخم أعلى مستوياته في مارس الماضي ليصبح %11.5، مع توقع بان يكون متوسط معدل التضخم للعام كله قرابة %13، يجب حينها ان تضيء كل اللمبات الحمراء أمام الاعين كافة. .. وعندما تؤكد ارقام مركز المعلومات وصنع القرار ان خسائر قطاع السياحة بلغت 9 مليارات جنيه منذ يناير، و825 مليون دولار خلال شهر فبراير الماضي وحده نتيجة الغاء الحجوزات، ونسبة اشغال الفنادق في الشهر نفسه كانت صفرا - %16 مقابل %78 في الاسبوع الاول من يناير للعام نفسه عندها يجب ان تنطلق كل صافرات الانذار مدوية ومحذرة من كارثة مقبلة، لابد من مواجهتها، بمزيد من الانتاج والعمل، والتوقف الفوري عن «الاستنطاع» على سلالم النقابات أيا كانت الطلبات الفئوية، والامتناع عن «الاستلقاء» في طرقات الوزارات واجهزة الدولة انتظارا للكادر أو الترقية، ولابد ان نساعد انفسنا وفورا.. وحالا.. والآن.. والأمس.. وليس غدا، حتى لا نذهب لامريكا نستجدي اسقاط الديون، ومنحنا 7 مليارات دولار معونات عاجلة، فيعطينا الامريكان «اقفيتهم» الحمراء الغليظة، فنتجه نحو دول الخليج، التي بها ما يكفيها ويشغلها، ونسمع همسات بها ما يسيئنا عن عودة بعثات «طلب المعونة»، - التعبير المهذب لل «شحاتة» - ارجوكم لا تفعلوا بنا هذا مرة اخرى، ولا تسمحوا لاحد ايا كان بان يعامل «مصر».. واكرر «مصر» يا سادة، على انه «اليد العليا» مرة اخرى.. ابداً.. ابداً.. ابداً. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 صَبَاحْ الخيرْ يا أرضْ النِّيلْ ياعَفِيِّهْ وِبيعْرَفْ الخَلقْ فِعْلاً إنْ دِي وِسيهّْ مَصْ وِمَصْمَصْ فِي خيرْهَا حبِّةْ الألاضِيشْ وِكبِيرْها فاجرْ وِحامِي للحَرَامِيِّهْ (دي وسيّة – د.توفيق ماضي)