سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استمدت فكرتها من توقيعات ثورة 19.. وأنهت بجماعة الإخوان إلى السجون تمرد.. الحركة التي أسقطت حلم الثمانين عامًا
الحركة تشهد ثاني انشقاقاتها.. وتفكر فى تحولها إلى حزب
لو كان يعلم أن سقوط جماعته سيأتي بتوقيعات وشباب يقل عمرهم حتى عن نصف عمر ذلك الكيان الذى دشنه، لكان وضع الاحتياطات والمحاذير لأتباعه ليمنع هذا السقوط أو آخره به على الأقل، هو حسن البنا الأب والقائد لتلك الجماعة- الإخوان المسلمين- التى لم تقض سوى عام على رأس السلطة لتعود مسرعة إلى أدراجها تعمل فى الظل ومن داخل المعتقلات، هى جماعة الإخوان المسلمين التى راحت تحلم بحكم الدولة وتنفيذ فكرها ولكن لم يمهلها الوقت إلا سنة ليس أكثر لتسقط على يد حركة لم يتعد تعداد مؤسسيها عن الأربع أفراد. تمرد، هذا الكيان الذى تعاظم اسمها ومكانتها بعد الثلاثين من يونيو الماضي لما يرجعه إليها البعض من دور محوري فى إزالة حكم الجماعة، تبدأ اليوم 29 من إبريل عامها الثاني بعدما يقول مؤسسيها أنها قامت بدورها فى الانضمام إلى الشعب. تعود فكرة الحركة وهى جمع التوقيعات ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسى إلى 1919 عندما استخدمت هذه الآلية وللمرة الأولى ضد الحكم الإنجليزي ولصالح سعد زغلول أن ذاك. ويبدو أن ذلك الضغط الشعبي مكتوب له النجاح فى كلا المرتين حيث نجح حينها فى إجبار إنجلترا على العودة فى قرارها ضد زعيم الأمة زغلول، وتكرر الموقف نفسه فى الاستجابة للتوقيعات الشعبية التى جمعها مؤسسو تمرد ضد النظام الإخواني وتم الإطاحة بمرسي بعد شهرين فقط من تأسيس الحركة. بدر وعبد العزيز وشاهين ووهبة.. جمعتهم "كفاية" وانتهت بتمرد فى ليلة اجتمعوا فيها، يبحثون كيف يترجمون ذلك الغضب الشعبي على حكم الرئيس الحالى آن ذاك محمد مرسي، طرح أحدهم فكرة جمع التوقعيات، تلك الفكرة التى تطرح فى أى مناسبة سياسية يحاول فيها أصحابها ترجمة غضبهم إلى أصوات وأعداد ملموسة على الساحة، لاقت الفكرة قبولًا من باقى زملائه ليعلنوا رسميًا حركة تمرد فى 28 من إبريل الماضى على يد رباعي هم محمود بدر ومحمد عبد العزيز وحسن شاهين ورابعتهم مي وهبة. بدأ الرباعي تعاملهم فى حركة "كفاية" التى دشنها العشرات من النشطاء السياسيين فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وتمرسوا فى العمل السياسي إلى أن أسسوا حركة تمرد التى بها أطيح بالنظام المعزول محمد مرسي. تمرد.. عام ثان وانشقاق ثان وفى استكمال لمسيرتها بدأت حركة تمرد عامها الثانى بانشقاقات فى صفوفها، وهو ما كشف عنه مسعد المصري، منسق الحركة لقطاع شمال القاهرة، والذى قال ل"المصريون": إن خلافًا وقع بالأمس فى الاحتفالية التى دشنتها الحركة بمناسبة مرور عام على تأسيسها. وأضاف أن بدر أعلن لزملائه أنه يريد تحويل الحركة إلى حزب وهو ما اعترض عليه مكتب شمال القاهرة، معتبرًا أن ذلك تأكيد للتهم التى كانت توجه للحملة بأنها مدعومة من قبل العسكر، ولفت إلى أن قطاع شمال القاهرة هو أهم وأبرز قطاع داخل الحركة وهو مصر على أن يبقى حملة شعبية وليس مؤسسة أو حزب له كيان وأيدلوجية. من جانبه، قال محمد السعدني، الخبير السياسي، إن حركة تمرد تمكنت من ترسيخ نمط جديد من الحركات الشبابية، مشيرًا إلى بعض الأخطاء التى وقعت بها وعرضها لانشقاقات متتالية، مطالبًا شبابها بتوسيع دائرة انضمامتها لزيادة العدد واستقطاب أعضاء جدد بدلًا من المنشقين. ورجح أن يكون العام الجديد للحركة شاهدًا لتحولات مثل الاعتماد على قيادات الحركة فى صناعة القرار أو تحويلها فعليا إلى حزب سياسي. يذكر أن هذا الانشقاق الذى أشار إليه مسعد المصري، يعد الثاني من نوعه الذى تتعرض له الحركة، بعد الانشقاق الأول الذى وقع بعد الخلاف على دعم المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي.