لقد روج الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بعد إقرار خارطة الطريق بأن المشير السيسى شخص متدين وكذلك صرح حديثا الأستاذ نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام ضمنيا بأن السيسى مرشح إسلامى, فيبدوا جليا حجم الثقة الكبيرة للدعوة السلفية وحزب النور تجاه السيسى خصوصا بعدما وفى سيادة المشير بوعده بالحفاظ على مواد الشريعة الإسلامية بدستور 2014 كما كانت فى دستور 2012 إن لم تكن أفضل . إن أبناء الصحوة الإسلامية فى مصر هم من شاركوا فى ثورة 25 يناير فنجحت بهم, لا ينكر دورهم إلا جاحد, ثم فازوا بالبرلمان ثم فازوا بالرئاسة ثم أنجزوا دستور 2012 الإسلامى ثم ضاع ملكهم فأخفقوا فى جولتين ضاع برلمانهم وضاعت رئاستهم وبقى دستورهم الإسلامى بصيغة دستور 2014 بفضل حزب النور والدعوة السلفية لدعمهم للمشير السيسى فى خارطة الطريق وبفضل آلاف الشهداء من أباء الصحوة الإسلامية فأجبرت الحكومة على ضبط إيقاع دستور 2014 حتى يظل بصيغة إسلامية خوفا من المزيد من المواجهات, فإن خسر أبناء الصحوة الإسلامية جولتين فلم يخسروا المعركة بعد وهى معركة نبيلة يسعوا فيها لتطبيق الشريعة ومواجهة العلمانية والفجور والإباحية والفساد . إن خسارة التيار الإسلامى بعد ثورة 30 يونيو كانت قليلة نسبيا فقد إستشهد حوالى 3000 رجل مقابل 500 رجل من أبنائنا وإخواننا من رجال الشرطة والجيش, وهؤلاء الضحايا قليلون جدا مقارنة بالفتن الطاحنة بالبلاد من حولنا, ومن العجيب وضيق الأفق أن تحولوا كارثة هؤلاء الشهداء إلى هولوكوست رابعة تطوفون من حوله تبكون وتلطمون الخدود وتجعلوا حق شهداء رابعة حجر عثرة فى أى مصالحة, فأين حق الوطن الحبيب ؟؟؟ , فمن الحكمة أن يتجاوز التيار الإسلامى عن أخطاء المؤسسة العسكرية فى الشهور الماضية لأنه كان هدفهم الحفاظ على كيان الدولة وليس إستئصال أبناء التيار الإسلامى, وأن ينظروا إلى المستقبل بقلب واع وعقول متزنة تراعى مصلحة البلاد وتفهم حجم مصر ومايحيط بها من أخطار من بناء سد النهضة الأثيوبى ومن إنهيار إقتصادى وشيك ومن محاولات مستميتة لجر أبناء التيار الإسلامى لصراع دامى وغير متكافئ مع إخوانهم من رجال الشرطة والجيش ليضيع الوطن بين الفرقاء, وأن يتذكروا جيدا أن هدفهم الأول كان هو تطبيق الشريعة وليس القضاء على الشرطة والجيش, فهل تطبيق الشريعة يستلزم القضاء على الشرطة والجيش أم أن تلك المواجهة ستنهى على حلم تطبيق الشريعة لعقود طويلة كما حدث فى الجزائر ؟؟؟؟ إن المشير السيسى مثله مثل أى قائد يطمح فى أن ينجح فى قيادة البلاد, وإن الإنسان بفطرته أسير لمن يحسن إليه, فكيف يتصرف السيسى مع إسلاميون يقاطعون الإنتخابات وينظمون المظاهرات ضده, بل ويحاربونه بكل الوسائل المتاحة لديهم فى مقابل أناس يدعمونه بجهدهم ومالهم من الفلول والعلمانيون والأقباط وأصاب الدفوف, هل سيلبى مطالبك أنت أيها الإسلامى وأنت تعاديه دون مطالبهم ؟؟؟؟ , ولحسن حظ جيلنا أن التيار الإسلامى فى هذا العصر تيار غالب وليس فرادى فلابد أن نتحد تحت راية واحدة ونتفق على أجندة سياسية فى حدود المتاح بما يخدم شريعتنا ووطننا ونحقن به دماء المصريين ونوحد الصف المصرى كله فى مواجهة التحديات للنهوض بمصر المستقبل بدلا من دفن رؤؤسنا فى فتن ومتاهات الماضى " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " . يا أبناء الصحوة الإسلامية المباركة لقد قضى الأمر بترشح السيسى للرئاسة وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الرئاسة, وإن البكاء على اللبن المسكوب وضياع الأمانى العريضة لهو نقصان فى العقل لا يضر الفرد فحسب بل يدمر الأوطان لضيق أفق عقول أبنائها, فلابد عليكم أن تبادروا وتمدوا أيديكم إلى السيسى لإجراء مصالحة شاملة ولا تتركوا الرجل يستقطبه الفنانون والعلمانيون والأقباط والفلول دونكم فهو أقرب إليكم منهجا وكذلك أنتم إليه, وإن كان فى سيف السيسى رهقا بعدما أسال الدماء فى رابعة إلا أنه تأول فأخطأ فلنتجاوز عن خطأه لتوحيد الصف المصرى فى مواجهة التحديات, فالسيسى رجل قوى يستطيع أن يفعل للتيار الإسلامى وللشريعة الإسلامية مالم يفعله الرئيس السادات نفسه فيستفيد الوطن من قوته ليعيد مصر إلى سابق عهدها بدلا من أن نستنزف قوته فى مواجهة التيار الإسلامى, وإن السيسى أقرب إلى كل منصف يحب وطنه وشريعته من حمدين صباحى الذى تسيل دموعه لترانيم الأقباط وهو أيضا قريب من الفن والفنون بكافة أشكالها كرامة لإبنته الفنانة المغمورة ولصديقه خالد يوسف المخرج المبدع, اللهم ولى أمورنا خيارنا واحفظ مصر وأهلها وجيشها من كل سوء .