اقدم العسكر على الانقلاب على الشرعية فى 3 يوليو وهم يدركون تماما خطورة الموقف ويعلمون يقينا أنه بمجرد اعلانهم عن الاجراءات الانقلابية فسوف تدخل البلاد فى نفق مظلم وفي دوامات من العنف المتبادل والصدام المسلح الذى لا نهاية له . العسكر يدرك ذلك ويعلم يقينا ان الانقلاب على الشرعية وعزل الرئيس الشرعي المنتخب بارادة شعبية بسبب انتمائه للتيار الاسلامي يؤكد لدي شباب الإسلاميين مدى عداء العسكر للمشروع الاسلامي ويفضح حقيقة انحيازهم للمشروع العلماني وانهم لا يتورعون في استخدام قوة الدولة وأسلحتها الفتاكة لصالح الأقليات الدينية والسياسية .
أقدم العسكر على الانقلاب على الشرعية وهم يدركون تماماً ان بعضا من شباب الإسلاميين سوف يكفرون بالديمقراطية ووسائل التغييرالسلمية وتترسخ لديهم قناعة بأنه لاحل لإقامة الدولة الاسلامية والتمهيد لتطبيق احكام الشريعة الا بالجهاد المسلح والصدام مع مؤسسات الدولة لتحقيق تلك الاهداف المشروعة والتي عجزت الديمقراطية عن تحقيقها .
بل الأدهى من ذلك ان العسكر لم يكتف بانقلابه على الشرعية بل استخدم ابشع ادوات القمع والبطش فى التنكيل بالاسلاميين واكثر من المذابح والمجازر الدموية والتى لم تشهدها مصر عبر تاريخها وقام بعلمنة المساجد وعسكرتها وتجميد الجمعيات الخيرية وأنشطتها وإغلاق المدارس الاسلامية الخاصة وتأميمها وقصف وتدمير المساجد وحرقها والسيطرة على السلطة القضائية وتوجيهها .. أقدم العسكر على كل ذلك وهو يدرك ان هذه الممارسات والاجراءات هى التى تشرعن للعنف والصدام والمواجهة وتدفع الشباب المتحمس للكفر بالسلمية والخروج عن مبادئها .
يدرك العسكر كل ذلك ... بل أزعم انهم كانوا يخططون لذلك ويتفننون في كيفية إخراج الشباب عن السلمية ودفعهم دفعا للعنف المسلح فهم يدركون انهم لن يستطيعوا حكم البلاداو إدارتها إدارة رشيدة وأنهم سوف يفشلون فى النهضة بالبلاد وتنميتها و انهم سيعجزون عن تلبية حاجيات المواطنين الكادحين وتوفير حياة كريمة لهم وأنهم لن يستمروا فى حكم البلاد والسيطرة عليها الا تحت مظلة القمع والقتل والإجراءات الاستثنائية وانتهاك حقوق الانسان بدعوى انه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة والحرب على الإرهاب .
بل يدرك العسكر ان " صناعة الإرهاب " هى أنجع وسيلة لتخويف الغرب وأمريكا وكسب تأييدهم ودعمهم ولذا فقد قام السيسى بالامس بتحذير امريكا من ان مصر تعاني حاليا من اكبر تمرد إسلامي متشدد في تاريخها وان هناك حاجة ماسة للمساعدات العسكرية الأمريكية في مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء ومعسكرات التدريب الجهادية في ليبيا وان عدم استعداد أمريكا لمكافحة المتطرفين الإسلاميين في الدول العربية سيكون كارثيا على الولاياتالمتحدة نفسها .
[ الخلاصة ] ان العسكر خطط جيدا للانقلاب على الشرعية.. وسعى جاهدا لصناعة الإرهاب لدى بعض شباب الاسلاميين وإعطائهم المشروعية لذلك .. ثم استخدم بعض اعمال العنف التى قامت بها بعض هذه المجموعات الجهادية الصغيرة فى وصم جماعة الاخوان وتحالف الشرعية بالتطرف والإرهاب وهم يعلمون يقينا ان مكونات التحالف بعيدة عن ذلك الاتهام .. ثم إن العسكر قد يلجأ عند الاقتضاء للقيام ببعض عمليات العنف المخابراتية لدعم ذلك الاتهام وتاكيده .. ثم يقوم العسكر بمساعدة اذرعه الاعلامية وبعض المنتكسين من الاسلاميين السابقين بتضخيم الاحداث بصورة تمثيلية واختلاق وصناعة الاكاذيب وتصوير أن هناك جيوشا تعد فى سيناء وعلى الحدود الليبية وان مصر تشهد أضخم واكبر تمرد إسلامي متشدد فى تاريخها !! ثم استغلال كل ذلك فى زرع الخوف والرعب فى الداخل ( مصر ) وابتزاز وتحريض الخارج ( امريكا والغرب ) .
كل ذلك .. والعسكر لا ينظرون الى مصلحة الوطن او المواطن ولا يؤمنون بحرية او عدالة او كرامة او ديقراطية بل ينظرون فقط الى مصلحتهم والحفاظ على مكتسباتهم واستيلائهم بغير حق على مقدرات البلاد وثرواتها ورهن مصر وتسليم قرارها الوطني وسيادتها وامنها القومي لأعدائها لا يهم العسكر لتحقيق أهدافه إراقة دماء أبناء مصر او مستقبل مواطنيها أيا ما كانت وظائفهم او انتماءاتهم ... فليذهب الكل الى الجحيم [ الأهم ] ان تبقى وتظل مصر بيد العسكر وتحت سيطرتهم الفعلية .. ولذا فان قناعتي الخاصة انه يجب عند حدوث أية عمليات عنف مسلح او اغتيالات سياسية ان تدان الجهات التى خططت لصناعة الإرهاب وشرعنته قبل إدانة الجهات التى قامت على تنفيذه .