استنكر الناشط السياسي عبد الرحمن يوسف القرضاوى فتوى القيادى السلفى ياسر برهامى الذي أكد فيها جواز ترك الزوج زوجته تغتصب. وقد وجه يوسف رسالة إلى برهامى تضمن عددًا من الأسئلة جاء فيها: فاجأنا الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر بفتوى غريبة يفتي فيها بجواز ترك الزوج لزوجته للاغتصاب، إذا تيقن من قتله، حال دافع عنها. وأضاف يوسف فى رسالته: الأخ الكريم الدكتور ياسر برهامي.. أولاً: أرأيت إن قامت في دولة ما في عصر ما قوة باطشة باعتقال النساء، وتعذيبهن في السجون أمام أزواجهن، وقامت هذه السلطة الباطشة (التي افترضت أنت وجودها في فتواك) بهتك أعراض النساء أمام أزواجهن وإخوانهن وآبائهن.. فهل يجوز للزوج أو الأخ أو الأب إذا استطاع أن يقتص من هؤلاء بنفسه أن يقتص؟ وهل يجوز له أن يبكي على إذلاله؟ أم أن ذلك يعتبر تشبهًا بالنساء؟ ثانيًا: أرأيت لو حملت هذه المرأة من هذا الاغتصاب.. هل يجوز التخلص من الجنين؟ ما حكم الجنين الناتج عن اغتصاب امرأة حرة، أو فتاة بكر من قبل قوة باطشة لا يستطيع أحد لها دفعًا؟ وهل يأثم أهل البنت التي اغتصبت إذا أسقطوا هذا الجنين الذي حملت به في المعتقل أو في أي مكان من قبل هذه القوة الباطشة؟ كلها افتراضات.. لا أساس لها من الواقع يا دكتور، لقد بنيتها على ما بنيت عليه افتراضك الأصلي.! ثالثًا: أرأيت إن اغتصبت تلك القوة الغاشمة زوجة رجل ما فمات من فوره ولم يتمكن من مشاهدة ما حدث من هتك عرض امرأته.. أيعتبر منتحرًا؟ وهل تعتبر تلك الجلطة الدماغية التي أصابته من عدم الرضا بالقضاء والقدر؟ أيحاسبه الله حساب المؤمنين أم حساب الكافرين؟. رابعًا: أرأيت إن صادف عالم شيخ جليل أحد هؤلاء الذين يغتصبون النساء، أو يأمرون باغتصاب النساء فبايعه على السمع والطاعة، وقال عنه إنه مرشح إسلامي.. فهل يعتبر هذا الشيخ شريكًا في الإثم؟ هل يعتبر ديوثًا؟ هل يجب عليه أن يتحقق من أن هذا الرجل لا علاقة له بتلك الممارسات قبل أن يبايع؟. خامسًا: أرأيت إن قام بعض المظلومين الذين طالهم بطش تلك القوة الغاشمة التي افترضت حضرتك أنها تغتصب النساء وتقتل الرجال إذا دافعوا عن أعراضهم ... أقول إرأيت إن قام بعض المظلومين بتدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هؤلاء وفيها لفظ بذيء لا سمح الله ... هل يأثمون بذلك؟ أم يدخل ذلك تحت قوله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ"؟ أم يجب عليهم الصبر والتعفف عن السب برغم اغتصاب نسائهم؟ سادسًا: أرأيت إن زادت هذه القوة الباطشة من ظلمها، واغتصبت عشرات النساء، ثم تمادت فاغتصبت الرجال، فهل مقاومتهم تجعل المرء من الخوارج؟. سابعًا: أرأيت إن وقف بعض المشايخ مع هذه القوة الباطشة بحجة الحفاظ على الدولة أيعتبر الواحد منهم شاهد زور؟ أيدخله ذلك في قوله تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ*َ لَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا"؟. ثامنًا: أرأيت أن التقى رجل بأحد هؤلاء المشايخ في الطريق فبصق في وجهه.. أيعتبر ذلك من الجهاد في سبيل الله؟ أيعتبر ذلك كلمة حق عند السلطان الجائر؟ أو كلمة حق عند أحد أعوان السلطان الجائر؟ أو كلمة حق عند مخبر من مخبري السلطان الجائر وأجهزته الأمنية؟. تاسعًا: لست أدري لماذا أصدرت فتواك، ولكنها فتوى تدل على أحد أمرين: الأول: أن اغتصاب النساء من قوة لا يستطيع لها الرجل دفعًا يحدث كثيرًا في المجتمع المصري، ولذلك صدرت فتواك تحقيقا للمناط. الثاني: أنك قد خالفت منهجك، منهج أهل الحديث، الذي يتعالى عن منهج التافهين، وأنك صرت شخصًا آخر، أو أننا نشاهد فيك شيئا لم نكن نراه من قبل. العاشر على كل حال أرجو أن تجيب السائل، وجزاك الله ما تستحقه.