ارتفعت حدة الأزمة الأوكرانية، والصراع الغربي الروسي، على أكثر من صعيد، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك في أعقاب إعلان مسئولين في كييف عن تدخّل عسكري روسي وشيك. وفي حين تحدّثت وزارة الدفاع الأمريكية عن قيام طائرات روسية بانتهاك المجال الجوي الأوكراني "مراراً"، أعلنت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، ليل الجمعة السبت، إن طائرات روسية انتهكت "مراراً"، خلال الساعات ال24 الماضية، المجال الجوي الأوكراني، مطالبة موسكو بخفض حدة التوتر مع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم البنتاغون، ستيفن وارين، إن "طائرات روسية دخلت مراراً المجال الجوي الأوكراني"، مضيفاً "ندعو الروس إلى أن يأخذوا فوراً إجراءات لخفض حدة التوتر". وأضاف وارين أن وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، حاول الاتصال هاتفياً بنظيره الروسي، سيرغي شويغو، للتباحث معه في الأزمة الأوكرانية، إلا أن الجانب الروسي لم يرد على طلب الوزير الأمريكي. وهددت موسكو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بالتدخل عسكرياً في أوكرانيا للدفاع عن مصالحها، ومصالح السكان الأوكرانيين المتحدرين من أصول روسية. وأرفقت تهديدها بمناورات عسكرية على طول حدودها مع أوكرانيا، شارك فيها سلاح الجو الروسي. في غضون ذلك، اتهم محتجون موالون لروسيا عناصر بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا، الذين تم احتجازهم أمس في شرق أوكرانيا، بأنهم "جواسيس لحلف الأطلسي"، وأكدوا أنهم لن يطلقوا سراحهم إلا بعد الافراج عن "معتقلين من صفوفهم". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئيس المناوب لهيئة رئاسة "جمهورية دونيتسك الشعبية"، دنيس بوشيلين، قوله "أمس أوقفنا جواسيس للحلف الاطلسي". وأضاف، من أمام مقر الأجهزة الامنية في سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، حيث يحتجز عناصر منظمة الامن والتعاون، "لن نطلق سراح العاملين في منظمة الامن والتعاون في اوروبا. سنبادلهم مع سجناء من صفوفنا". ودعت واشنطن الى الافراج فوراً عن أفراد البعثة الذين أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أنهم أوقفوا عند حاجز للانفصاليين بينما كانوا يريدون دخول سلافيانسك. وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، اورسولا فون دير ليان، أعلنت أمس الجمعة، أن انفصاليين موالين لموسكو احتجزوا 13 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس". وقالت الوزيرة، عبر رسالة صوتية، إن "الصورة لا تزال غير واضحة تماماً، لكن يبدو أن 13 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تم توقيفهم، بينهم أربعة ألمان". وأوضحت الوزيرة أن الألمان الأربعة "هم ثلاثة من عناصر الجيش الألماني ومترجم". وأضافت "نحن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتوضيح الملابسات التي واجهت مراقبي المنظمة... ومن أجل ضمان استمرار مهمتهم". عقوبات مجموعة السبع في غضون ذلك، قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فرض عقوبات جديدة على روسيا، بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية، في حين أفاد مسؤول أمريكي كبير عن أن هذه العقوبات قد تفرض ابتداءً من الاثنين. وقالت الدول السبع في بيان مشترك: "لقد اتفقنا الآن على أننا سنتحرك سريعاً لفرض عقوبات إضافية على روسيا". وربط البيان بين قرار فرض العقوبات الجديدة وإجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، المقررة في 25 مايو/أيار المقبل، بالقول: "بالنظر إلى الحاجة الملحة لتأمين فرصة حصول اقتراع ديموقراطي ناجح وسلمي في الانتخابات الرئاسية، المقررة الشهر المقبل في أوكرانيا، فقد تعهدنا التحرك عاجلاً لتكثيف العقوبات، المحددة الأهداف والتدابير الرامية لزيادة تكاليف التصرفات الروسية". وأشاد البيان ب"ضبط النفس"، الذي تحلت به الحكومة الانتقالية في كييف، في تعاملها مع المسلحين الموالين لروسيا، الذين استولوا على مبان رسمية في شرقي أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس". وفي السياق، أعلن وزير الخزانة الأمريكي، جاكوب لو، أمس الجمعة، أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية "لها أثر". وقال الوزير الأمريكي في مقابلة مع اذاعة "ان بي ار" العامة، إن هناك "العديد من المؤشرات" على أن العقوبات الغربية على موسكو "لها أثر"، وتابع "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين لكي نضمن أننا حين نفعل شيئاً فإننا نفعله بطريقة فعالة". وتواجه روسيا، حالياً، عقوبات أمريكية وأوروبية تستهدف مسؤولين رفيعي المستوى، ولكن تبقى خشية موسكو من عقوبات تمس مباشرة بالاقتصاد الروسي، الذي أضعفه هروب رساميل منذ بدء الأزمة. ويأتي تصريح الوزير الأمريكي بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين، الأميركي باراك أوباما، والفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ورئيسي الوزراء، البريطاني ديفيد كاميرون، والإيطالي ماتيو رنزي، "تطرقوا" في مؤتمر عبر الهاتف، أمس الجمعة، إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة ضد موسكو على خلفية تدهور الوضع في أوكرانيا.