مشروع ممر التنمية في الصحراء الغربية يثير جدلا واسعا بين التأييد والمعارضة و هذا شيء مقبول مالم يؤدى إلى التراجع عن تنفيذ مثل هذه الأفكار الخلاقة ، والحقيقة التي نخلص إليها إن عدنا بالذاكرة للتاريخ القريب فنجد أن بناء السد العالي في بدايتها كانت فكرة غريبة على الآذان والعقول ، ووقتها ذكرت عيوب كثيرة لفكرة السد ومنها تكلفته الباهظة وحجزه لطمي النيل و إعطاء فرصة للغرب للاصطدام بمصر ومنعها من الريادة العربية والانطلاقة الاقتصادية. وبالإصرار المصري تم بناؤه فحمى مصر من موجات جفاف متعاقبة وأمدها بالكهرباء بما أعطى مصر نقلة حضارية ، وكذلك مترو الأنفاق والذي نسعد به جميعا الآن لاقى أيضا مقاومة شرسة بحجة أنه سوف يهدم مباني القاهرة مع تكلفته العالية والتي تم سدادها الآن وأصبح له عائد يستخدم في تنفيذ المراحل التالية للمترو. هكذا مصر على مدار التاريخ تبتكر وتنفذ الشيء الذي يبدوا خياليا ومستحيلا ، الأهرامات مثلا هل تم بناؤها بغرض السياحة أم لاستخدامها لضبط الزراعة بمصر وتنمية المجتمع بما غرس في الشعب المصري التوحد في قالب واحد على مدار التاريخ برغم عواصف الهكسوس والصليبيين وغيرهم ، إضافة أن الأهرامات غرست في شخصية المصري الاعتزاز والكبرياء. وهاهو ممر التنمية يلقى نفس الرفض الاعلامى المبالغ فيه بحجة أن الهضبة الغربية جيرية ولا توجد مياه كافية للزراعة وهذا ما ذكره د ممدوح حمزة ، لكن ألا يكفى هذا المشروع خط السكة الحديد والطريق البرى الموازى له واللذان يربطان الشمال والجنوب لمصر وأفريقيا في وجود ميناء العلميين، وهذا الثالوث الانمائى هو الذي يربط دول حوض النيل ووسط أفريقيا ويكون البوابة السريعة والآمنة لتصدير منتجاتهم الزراعية لأوروبا والعالم . علاوة على استغلال الطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء وبيعها لأوروبا وأفريقيا وبذلك نفوت على أثيوبيا بناء السدود لتوليد الكهرباء بما يؤثر على حصة مصر والسودان من ماء النيل ، ومن ثم لاتجد أثيوبيا مبررا لفعلها ذلك على اعتبار أن المياه تأتينا من أرضها والكهرباء تأتيها من مصر (تبادل مصالح) ،إضافة لعدم خسارة ماأنفقناه في توشكي وهى مليارات كثيرة. فجنوب أفريقيا سيطرت على جنوب القارة من خلال شبكة طرقها وموانيها ، والولايات المتحدة ذاتها الذي ربطها سياسيا واجتماعيا هي شبكة الطرق والسكك الحديدية والتي تربط غربها بشرقها، أضف إلى ماسبق القوة المعنوية والاعتزاز بمصريتنا من خلال طرح ممر التنمية للشعب في صورة أسهم حتى يستعيد الشعب ملكيته لمصر. ولماذا لا تتبنى يا دكتور حمزة حملة تعمير سيناء وكوبري السلام الذي يربط المشرق بالمغرب العربي بالتوازي مع ممر التنمية ، وهكذا أنت والدكتور الباز تحتوون مصر وشعبها من الشرق والغرب بين زراعيكم من خلال العلم. فيا أستاذنا الكريم لقد اعتمدت على القواعد العلمية والخلقية المتعارف عليها والتي تعلمتها أثناء حصولي على درجة الدكتوراه الثانية في الموارد الطبيعية ، وهي التي بنيت عليها ردى في هذه المقالة والتي افتقدناها جميعا نحن العلماء والتي جعلت مثلى وكثيرون غيري تم إلقاؤهم بالخارج بأسباب ومبررات عديدة ، والتي نرجو بعد 25 يناير أن تعود الأمور لنصابها ويكون العلم محل إجماع لتحقيق أهداف التنمية المصرية وليس محل اختلاف فتنصرف عنا قلوب وعقول شعب مصر. هذا ماتستحقه مصر منا جميعا والتي هي بمثابة أيقونة في قلوبنا وأمام أعيننا وبالطبع أمانة في أيدينا وأيديكم كعلماء وأيدي الشباب فهل نحفظها كما أودعها الله في عقولنا وقلوبنا. د شهاب البليهى [email protected]