نقلت وكالة "بانا برس" الأفريقية عن السفير "بول لولو بولس"، رئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، قوله بعد اجتماع المجلس في أثيوبيا، "إن ترشيح السيسي يجعل الاتحاد الأفريقي أمام معضلة حقيقية حول كيفية التصرف حيال التطورات في مصر." ونقلت الوكالة عن الدبلوماسي النيجيري قوله إيضا: إن الاجتماع كان مخصصا لدراسة الحالة في مصر بعد ترشيح السيسي، نظرا لكونه يخالف القوانين التي يطبقها الاتحاد الأفريقي الذي يحظر ترشح السيسي باعتبار أنه كان قائدا للجيش خلال مرحلة عزل مرسي مضيفا: "لا يجب مكافأة أولئك الذين يقومون بتغييرات غير ديمقراطية." ورأى "لولو بولس" أن الأزمة مع مصر ستستمر حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 27 مايو المقبل وذلك باعتبار أنه بصرف النظر عن هوية الفائز فإن "شرعية العملية السياسية" هي محل تشكيك بالنسبة لمعايير الاتحاد الأفريقي. تعتبر هذه التصريحات أول رد فعلي رسمي من "المجتمع الدولي" على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكان لافتا أن الأفارقة لا يعنيهم بحسب تصريحات "بولس" هوية الفائز في الانتخابات سواء أكان السيسي أو صباحي، إذ يعتقدون بأن العملية السياسية برمتها بعد مرسي محل شكوك كبيرة بشان شرعيتها. لاحظ هنا اللغة العنيفة و"المهينة" للكل.. حين قال الاتحاد الأفريقي إنه "لا يجب مكافأة أولئك الذين يقومون بتغييرات غير ديمقراطية." الإهانة ترجع إلى سببين: الأول هو أن "الأفارقة" يلقنون مصر درسا في "الشرعية" و"الديمقراطية" ويرون أن ما حدث يوم 3 يوليو 2013 "عملا غير ديمقراطي" والثاني إن أفريقيا هددت بمعاقبة الفائز أيا كان وترفض مكافأته بوصفه جزءا من الأزمة وصناعتها، وأن كلا المتنافسين كان شريكا في اجهاض التحول الديمقراطي السلمي في مصر. وليس من الحكمة التعامل بخفة مع الموقف الأفريقي، فهو جزء من المجتمع الدولي، ويمكن القياس عليه، حال شئنا استشراف رأي مناطق أخرى منه، وكيف ستتعامل مع الرئيس القادم، وما إذا كانت ستعتبره رئيسا شرعيا.. ناهيك عن أن البيان الأفريقي وصف ترشح السيسي ب"المعضلة"، باعتباره قد يربك موقفها حيال مصر، والذي قد يعيق رغبتها في مد الجسور مع القاهرة، لأسببا تتعلق بالقانون وبمأزق أخلاقي تتعثر أمامه أية محاولة لاقناع الرأي العام الأفريقي، بقبول إطاحة الجيش برئيس منتخب.. وتولي وزير الدفاع الذي أطاح به رئاسة الجمهورية من بعده. وفي تقديري أن القاهرة ستجد صعوبة كبيرة في الاعتماد على الانتخابات وعلى نتائج الصندوق وحدهما، في الخروج من عزلتها الدولية، ويبدو لي أنها بحاجة إلى إعادة التفكير في خيارات وبدائل أخرى.. لحل "عقدة" مرسي.. التي ما انفكت تؤجج مشاعر مؤيديه في الشوارع، وتحرج العواصم الديمقراطية الكبرى أمام ناخبيها ودافعي الضرائب. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.