نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" مقالا للكاتب ديفيد كين في 17 إبريل حذر فيه من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل "سابقة البلقان" للتوسع في أوكرانيا ودول أخرى على حدود روسيا. وأشار الكاتب إلى انفصال كوسوفو عن صربيا, التي كانت شبه محمية تابعة لروسيا, تحت مسمى حق تقرير المصير بمساعدة الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والعالم الغربي وتحذير موسكو وقتها بأن هذا العمل يمكن أن يهدد وحدة أراضي دول أخرى في المستقبل. وتابع أن بوتين استخدم "سابقة البلقان" لتبرير ضمه لشبه جزيرة القرم الأوكرانية من خلال استفتاء، وربما على وشك استخدام السكان ذي العرقية الروسية لإيجاد "تأييد" لعمل مشابه في دول أخرى على حدود روسيا. وأشار الكاتب إلى ما ردده البعض في الماضي بأن "سابقة البلقان" يمكن أن تخلق نوعا من المشاكل التي يواجهها الغرب, وقال :"إن هذا هو ما يحدث الآن حيث تجادل روسيا بأنه إذا كان ما حدث في البلقان مقبولا فكذلك ما تنوي موسكو القيام به على حدودها دعما للسكان الروس المحاصرين في دول غير روسية". وتابع أن قضية البلقان أعطت بوتين القدرة، إن لم يكن الحق، في تبرير ما يفعله الآن في أوكرانيا, ويتأمله في أماكن أخرى، وهو يجادل بقوله :"إذا كان باستطاعتكم القيام بذلك، فباستطاعتنا أيضا". واحتل مسلحون موالون لروسيا في 12 إبريل مقرين أمنيين في مدينة سلافيانسك بشرق أوكرانيا, واستولوا من أحدهما على أسلحة وزعوها على المتظاهرين, كما نُزع علم أوكرانيا من معظم المقار الأمنية والإدارية التي سيطر عليها مسلحون أو متظاهرون مؤيدون لانفصال الأقاليم الشرقية, ووضع محله علم روسيا, أو علم خاص بمؤيدي الانفصال. وفي 13 إبريل, أطلقت السلطات الأوكرانية عملية لمكافحة "الإرهاب" على نطاق واسع بدعم من القوات المسلحة لوضع حد للاضطرابات، وذلك لمواجهة هجمات تقوم بها مجموعات مسلحة ترتدي زيا دون شارات, في شرق البلاد الناطق بالروسية. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني أن العملية أدت إلى وقوع قتيل وخمسة جرحى بين صفوف القوات النظامية و"عدد غير محدد" بين المناوئين لها, متهما روسيا بنشر عملاء في شرق أوكرانيا لإثارة فوضى, تتخذها القوات الروسية ذريعة للتدخل مثلما حدث في إقليم القرم جنوب شرقي أوكرانيا, عقب الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش, الموالي لموسكو, في 22 فبراير الماضي. ويطالب مؤيدو موسكو بالانضمام إلى روسيا أو بإقامة "نظام فيدرالي" في أوكرانيا يعطي صلاحيات موسعة للمناطق. وتقول السلطات الأوكرانية إنها على استعداد لاعتماد نظام "لامركزي"، ,لكنها ترفض الفيدرالية, التي تعدها فتحا للباب أمام تفكك البلاد. وكانت أوكرانيا شهدت منذ أواخر 2013 مظاهرات, احتجاجا على رفض الحكومة السابقة الموالية لموسكو التوقيع على اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي، انتهت بتصويت البرلمان في 22 فبراير 2014 على الإطاحة بحكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو، وتسببت الأزمة بأسوأ توتر في العلاقات بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991.