علمت "المصريون"، أن حالة من الغموض يسود أروقة جامعة الدول العربية إزاء القمة العربية المقررة ببغداد في الخامس عشر من مايو القادم، بعد إعلان عدد من دول الخليج رغبتها بإلغائها في ظل التعقيدات التي يمر بها العالم العربي حاليًا. ويحظى الطلب الخليجي بدعم عدد كبير من الدول العربية، ومن بينها مصر واليمن وسوريا والجزائر في ظل الأوضاع الأمنية، وموجه الاحتجاجات التي تسودها دول المنطقة العربية، في حين أن العراق هو المتحمس الوحيد لعقد القمة، رغم الاضطرابات الأمنية التي تسود عدد من المدن العراقية. وقالت المصادر إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تشعر بإحراج بالغ نتيجة إصرار العراق على استضافة القمة حتى لو عقد وفقًا لأسلوب القمة بمن حضر، باعتبار أن إلغاءها سيعد إضعافًا للعمل العربي المشترك. وتزايدت الضغوط على الأمانة العامة، خاصة وأن هذه القمة ستحسم مصر منصب الأمين العام للجامعة العربية والذي يتنافس عليها المصريان الدكتور مصطفي الفقي، والقطري عبد الرحمن بن حمد العطية. وتدرس الأمانة العامة حاليًا توجيه مراسلات لأغلب الدول العربية لاستطلاع رأيها بشأن الطلب الخليجي، فيما من المرجح أن يثير هذا الأمر سجالاً دبلوماسية بين العراق من جانب ودول الخليج، لاسيما أن موقف الدول العربية الرسمية من إلغاء القمة لا يبدو واضحا حتى الآن. وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أعلن الثلاثاء على موقع "تويتر" الاجتماعي، أن مجلس التعاون الخليجي توجه برسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من أجل إلغاء القمة العربية المقررة ببغداد. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير محمد صبيح في تصريحات الأربعاء، إن "مندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية السفير محمد الظاهري قدم طلبا رسميا للأمانة العامة لجامعة الدول العربية باسم دول مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه الإمارات في دورته الحالية، لإلغاء القمة العربية المقرر عقدها الشهر المقبل ببغداد، بسبب "موقف العراق المؤيد للاحتجاجات المعارضة ضد الحكومة البحرينية". وأضاف أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يجري في الوقت الحالي اتصالات عاجلة مع الأطراف الخليجية ومع العراق في محاولة لإبعاد شبح إلغاء القمة، وإرجائها أو الاتفاق على عقدها في مكان بديل لبغداد، مشددًا على "ضرورة التوافق بين الدول العربية على الحل قبل إعلان موقف نهائي". ولفت صبيح أن "الجامعة العربية لم تصدر أي موقف رسمي حتى الآن في محاولة لانتظار ما ستسفر عنه الجهود التي يقوم بها الأمين العام للجامعة عمرو موسى في ضوء اتصالاته مع القادة العرب". وكان من المقرر عقد القمة في بغداد في مارس الماضي ولكنها أجلت إلى مايو المقبل بسبب الاضطرابات التي شهدتها عدة دول عربية. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن أكد الاثنين استعداد بغداد لاستضافة القمة العربية في 10 و11 مايو المقبل وحماية الوفود المشاركة، مشيرا إلى أن كلفة التحضيرات للقمة تبلغ 450 مليون دولار.