من هو محمد قطب؟ (بروفايل)

توفى محمد قطب، الداعية الإسلامي، صباح اليوم الجمعة عن عمر يناهز 95 عامًا بمستشفى المركز الطبي الدولى فى جدة.
ولد شقيق سيد قطب فى 26 أبريل 1919 فى بلدة موشا التابعة لمحافظة أسيوط، ولكنه لم يحظ بشهرة أخيه الأكبر، ولكن لم يكن أقل منه تأثيرًا فى تطور الحركة الإسلامية بالعالمين العربى والإسلامي، التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية، وكان تخرجه فيها عام 1940، وتابع الدراسة فى معهد التربية العالى للمعلمين فحصل على دبلومها فى التربية وعلم النفس، وعمل بالتدريس لمدة أربع سنوات، وبإدارة الترجمة بوزارة المعارف لمدة خمس سنوات، ثم بالتدريس مرة أخرى لعامين، ثم مشرفًا على مشروع الألف كتاب بوزارة التعليم.
اعتقل محمد قطب لأول مرة عقب حادث المنشية عام 1954 برفقة شقيقه الأكبر، أُلحق كل من الأخوين بمكان فى السجن الحربي بعيدًا عن الآخر، وحيل بينهما حتى لا يعرف أحدهما عن الآخر شيئًا، فوصف تلك الفترة قائلاً: "كانت فتنة السجن الحربي بالغة الأثر فى نفسي، إذ كانت أول تجربة من نوعها، وكانت من العنف والضراوة بحيث يمكن لي القول إنها غيرت نفسي تغييرًا كاملاً"، أُفرج عن محمد قطب بعد فترة غير طويلة، وحكم على "سيد" بالسجن 15 سنة، ليحمل عبء الأسرة التى كانت من مسئوليات على أخيه، ومضى يخوض تجارب الحياة العملية خلال أكداس من العسر على مدى عشر سنوات طبقًا لتعليقه على خروجه.

هاجر إلى السعودية فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى، عمل مدرسًا فى كلية الشريعة بجامعة أم القرى فى مكة المكرمة، ثم فى جامعة الملك عبد العزيز فى جدة، وشارك فى تأسيس مدرسة إسلامية ذات طابع حركي داخل الجامعات السعودية، عبر إشرافه على العديد من الرسائل الجامعية، ومن أبرز هذه الرسائل العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها فى الحياة الإسلامية المعاصرة للدكتور سفر النحو، والولاء والبراء للشيخ محمد بن سعيد القحطانى، وأهمية الجهاد لعلى بن نفيع العليانى.
وعن علاقته الفكرية بأخيه أكد محمد قطب أن أعظم الناس تأثيرًا فى حياته كلها هو أخوه سيد الذي كان يتقدمه بأكثر من 12 عامًا فى الميلاد، فهو الذي أشرف على تعليمه وتوجيهه وتثقيفه وكان بالنسبة إليه بمثابة الوالد والأخ والصديق.
ويقول محمد قطب: "لقد عايشت أفكار سيد بكل اتجاهاته منذ تفتح ذهني للوعي ولما بلغت المرحلة الثانوية جعل يشركني فى مجالات تفكيره ويتيح لي فرصة المناقشة لمختلف الموضوعات ولذلك امتزجت أفكارنا وأرواحنا امتزاجًا كبيرًا
بالإضافة إلى علاقة الأخوة والنشأة فى الأسرة الواحدة وما يهيئه ذلك من تقارب وتجاوب".
وأضاف: "لقد كانت صلة سيد بى من حيث التربية يتمثل فيها العطف والحسم فى آن فلا هو اللين المفسد ولا الشدة المنفرة كما أنه كان يشجعني على القراءة فى مختلف المجالات وكان هو نفسه نهمًا إلى القراءة فساعدني هذا التوجيه على حب المطالعة منذ عهد الطفولة".
يذكر أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، قد تتلمذ على يد محمد قطب فى مرحلته الجامعية، كما أنه من الشخصيات القليلة التى أثرت فيه، طبقًا لما جاء فى السيرة التى كتبت عنه تحت عنوان "كيف تشكلت عقلية بن لادن؟" ما نصه:" لكن فى الجامعة كان هناك شخصيتان كان لهما أثر متميز فى حياته، هما الأستاذ محمد قطب والشيخ عبد الله عزام.