كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تفاصيل تورط شركة الهدى للاستيراد والتصدير في أكبر عملية لتهريب سعف النخيل إلى الأردن، تمهيدًا لتصديرها إلى إسرائيل. ونجحت إدارة الحجر الزراعي بوزارة الزراعة من خلال الاتصال بالسلطات الأردنية بوقف شحنها عبر الحدود الأردنية الإسرائيلية. فيما تم اكتشاف شحنات أخرى تم تهريبها بالفعل إلى مركز إسرائيلي بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة عبر مطار القاهرة بالمخالفة للقرار الوزاري بحظر تقطيع وتصدير سعف النخيل إلى الخارج. وكانت وزارة الزراعة أصدرت قرارًا في 2011 يمنع تصدير سعف النخيل إلى الخارج لمدة عامين، ما أثار غضب إسرائيل. وقرر الدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة إبعاد 6 مسئولين بإدارة الحجر الزراعي في مطار القاهرة عن العمل في مواقعهم حتى الفصل النهائي في القضية بمعرفة النيابة العامة والإدارية. وأوضحت مذكرة رسمية أصدرتها إدارة الحجر الزراعي بتاريخ 9 يناير 2013 أنه تم إجراء التحقيقات اللازمة حول الشحنة التي حاولت الشركة تهريبها إلى إسرائيل والتي شملت 4 دول هي مصر والأردن وتركيا والولايات المتحدة. وأعدت مذكرات تفسيرية موثقة بالمستندات تمت إرسالها للشؤون القانونية بالوزارة متضمنة توصية بإحالة الشركة المتورطة والمسئولين المتورطين إلى النيابة العامة والإدارية بموجب تأشيرة للدكتور صلاح عبدالمؤمن، وزير الزراعة الأسبق. فيما قامت الإدارة العامة للشئون القانونية بإعداد مذكرات لتوجيهها من الوزير إلى النائب العام ورئيس هيئة النيابة الإدارية لاتخاذ اللازم تجاه هذه المخالفات. وكشفت مذكرة رسمية لوزارة الزراعة أن الشركة المتورطة في عمليات تهريب قيامها باستصدار شهادة زراعية تحمل رقم 0891444 بتاريخ 4 سبتمبر 2012 صادرة من مطار القاهرة لشحنة مانجو 828 كجم وقدمتها للسلطات الأردنية بديلاً عن الشهادة الزراعية رقم 0794167 بتاريخ 30 أغسطس 2012 صادرة من منفذ بدر وموجهة للأردن بغرض تصدير 13.900 ألف طن باسم صنف سعف نخيل زينة، وهو ما تسبب في تهريب الشحنة لإسرائيل بشهادة تخالف اتجاه الشحنات المدونة لدى سلطات الحجر الزراعي المصري. وأوضحت المذكرة أن نفس الشركة قامت بتهريب كميات من سعف النخيل إلى المركز الإسرائيلي لتوريد سعف النخيل والاترج في نيويورك والبالغة 6660 طنا، وهو ما قامت الشركة بتهريبه للمركز الإسرائيلي فعليًا. وبحسب تقديرات المصدرين، فإن إسرائيل تستورد نحو 40% من سعف النخيل سنوياً أي ما يتراوح بين 450 و700 ألف سعفة، تستخدم في الأعياد اليهودية، لاسيما عيدي "السعف" و"المظال"، وتحرص على استيراد سعف النخيل المزروع في أراضي سيناء، وفي حالة عدم الكفاية تحصل عليه من أماكن أخرى في مصر، ومنها واحة سيوة في شرق البلاد. ويعتبر السعف مقدسًا في العقيدة اليهودية، ولا غنى عنه في الاحتفالات والأعياد الدينية، ويستخدم في الاحتفال بأعياد المظال أوالبهجة في الأول من أكتوبر، حيث تستمر الاحتفالات لمدة سبعة أيام، ويحتفل اليهود فيه بذكرى خيمة السعف التي أقامها العبرانيون أثناء رحلة الخروج من مصر. ويستخدم اليهود سعف النخيل في تزيين المعابد والمنازل، ويقبلون على تنازل "الجمار" أو قلب النخلة، الذي يتميز بطعم حلو، ويعتقدون أنه يجلب لهم البركة والخير الوفير.