حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية من أن فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا في الانتخابات المحلية، التي أجريت في 30 مارس, سيسهم في إضفاء تشدد على مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضد تل أبيب. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 مارس أن أردوغان سيتجه لمزيد من التشدد في التعامل مع إسرائيل، مشيرة إلى أنه حرص على تحطيم أسس العلاقات السياسية والأمنية التي كانت تربط تل أبيب بأنقرة. وأعادت "جيروزاليم بوست" للأذهان وصف الدبلوماسي الإسرائيلي غابي ليفي لأردوغان -الذي التقاه عدة مرات- بأنه "أصولي متطرف، عقيدته الدينية تدفعه لكراهية إسرائيل, وهذه الكراهية تزداد مع مرور الوقت". واعتبرت الصحيفة أن أردوغان استغل أحداث أسطول الحرية -التي قتل خلالها الجيش الإسرائيلي في نهاية مايو 2010 تسعة من النشطاء الأتراك كانوا متوجهين في رحلة لكسر الحصار على قطاع غزة- "من أجل تبرير مواقفه العدائية من إسرائيل". وفتحت مراكز الاقتراع في تركيا صباح الأحد الموافق 30 مارس أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية، في عملية انتخابية ينظر إليها على أنها استفتاء على شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بعد احتجاجات الصيف الماضي, واتهامات بالفساد, ترافقت مع تدفق تسجيلات مسربة على الإنترنت. ورد أردوغان بالتنديد -طوال الحملة الانتخابية الضارية- ب"مؤامرة" تستهدفه ويقف خلفها بنظره حلفاؤه السابقون من جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، داعيا أنصاره إلى تلقينهم "درسا جيدا" من خلال الانتخابات البلدية. وألقى أردوغان عشرات الكلمات في أنحاء البلاد على مدى الأسابيع القليلة الماضية لدعم مرشحي حزبه في زخم انتخابي يسترجع أجواء الانتخابات البرلمانية. وبدا مستشار رئيس الحكومة التركي طه كنش متيقنا من فوز حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات البلدية، مشيرا إلى أن الشعب التركي واع ويعرف لأكثر من 12 سنة ما حققه أردوغان من نمو وتنمية في البلاد، في حين تعول المعارضة على فضائح التسريبات لقلب المعادلة الانتخابية. وقد دعي للمشاركة في هذا الاقتراع نحو 53 مليون ناخب، بينهم أكثر من ستة ملايين شاب يصوتون للمرة الأولى ويشكلون ثقلا انتخابيا، في حين يشكل عدد الناخبين في إسطنبول لوحدها خمس عدد المدعوين للمشاركة في التصويت. وتشمل الانتخابات المحلية -التي تجرى كل خمس سنوات- 81 محافظة على مستوى تركيا تحتوي على 1350 بلدية، وسيتم خلالها انتخاب رؤوساء البلديات وأعضائها ومخاتير المناطق. ويخوض الانتخابات 25 حزبا سياسيا أبرزها حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري(حزب المعارضة الرئيسي) برئاسة كمال قليج دارأوغلو، وحزب السلام والديمقراطية (كردي) برئاسة صلاح الدين دميرطاش والصحفية غولتان قيشاناق، وحزب الحركة القومية برئاسة دولت باهشلي، وحزب السعادة (إسلامي) برئاسة مصطفى كامالاك. وكانت الانتخابات البلدية السابقة أجريت في 2009 وشارك فيها عشرون حزبا سياسيا وشملت 67 محافظة