نبهت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى ضرورة الحذر مما يفكر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبلاده, وعدم الاكتفاء بالانشغال بخطوته التالية خارج روسيا كغزو شرق أوكرانيا أو التدخل في مولدافيا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 28 مارس أن بوتين لم يدبر الأزمة الأوكرانية, ولكنه استغلها ليبدأ صياغة شيء أخطر بكثير من الاستيلاء على الأراضي، ألا وهو ترتيب سياسي من نوع ما يمكن أن يؤمن له حكم روسيا مدى الحياة. وتابعت "ضم القرم أجج هستيريا قومية وجنون العظمة داخل روسيا، وركب بوتين هذه الموجة لإعادة تشكيل حكومته لتكون أكثر قمعا ومدفوعة أيديولوجيا بوجهة نظر رجعية من التاريخ معادية صراحة للغرب والولاياتالمتحدة". وأوضحت "لوس أنجلوس تايمز" أن مخاطر مثل هذا المستقبل لروسيا كثيرة، لكن أبرزها هو أنها يمكن أن تكون علامة على عودة لديكتاتورية تحركها شخصية, وأضافت أن ما يجعل هذا التطور ليس خطرا فقط, ولكن يحتمل أن يكون مروعا هو حقيقة أن نظام بوتين يتصرف في نحو 1700 رأس حربي نووي استراتيجي منشور على أكثر من أربعمائة صاروخ استراتيجي بعيد المدى مركب على غواصات. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحث "شركاء واشنطن" في حلف الناتو على تعزيز التحالف لمواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا، في حين هدد المجلس الأوروبي بتشديد العقوبات على موسكو في حال حدوث تصعيد جديد بأوكرانيا. وقال أوباما في خطاب ألقاه في بروكسل في 26 مارس حول العلاقات الأميركية الأوروبية :"إن مجرد وجود تاريخ طويل لروسيا مع أوكرانيا لا يعني أن في مقدورها أن تحدد لأوكرانيا مستقبلها، ولا يمكن لأي قدر من الدعاية أن يجعل أمرا يعرف العالم أنه خاطئ أمرا صائبا". ورد الرئيس الأمريكي على منتقديه الجمهوريين الذين يطالبونه بموقف أكثر تشددا, قائلا :"الوقت ليس وقت التهديد، ليست هذه عودة للحرب الباردة ولا توجد ردود سهلة ولا يوجد حل عسكري". لكنه دعا في الوقت نفسه شركاء الولاياتالمتحدة في الناتو إلى تعزيز التحالف في مواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا. وأكد أن حلف الأطلسي "لن يهتز"، وأن دوله "لن تكون وحدها أبدا"، وقال :"اليوم تقوم طائرات الحلف بدوريات في سماء دول البلطيق كما عززنا وجودنا في بولندا، ونحن على استعداد للقيام بالمزيد". ورفض أوباما مقارنة التدخل الروسي في أوكرانيا بالحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق، أو بحملة الناتو لطرد القوات الصربية من كوسوفو، وقال إنه في الحالتين انسحبت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من الأراضي الأجنبية. وحذر من أن عزلة روسيا ستصبح "أكثر عمقا" إذا واصلت السير على النهج الحالي، معتبرا أن "الثمن على اقتصاد روسيا وعلى وضعها في العالم سيزداد كلفة". وقال أوباما أيضا إن الأزمة الأوكرانية تشكل "لحظة اختبار لأوروبا والولاياتالمتحدة والنظام الدولي.