ركزت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في افتتاحيتها في 27 مارس على التحدي الذي يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب "جموح" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى خطاب أوباما في بروكسل في 26 مارس، وهجومه المباشر على روسيا ومطالبتها بأن تظهر احتراما للقانون الدولي، وتأكيده أن ضمها شبه جزيرة القرم لن يعترف به الغرب أبدا. وختمت الصحيفة بأنه في الوقت الذي قد يساعد فيه فرض عقوبات على روسيا لضمها القرم، يجب على الغرب أيضا أن يقرر ما إذا كان سينسحب الآن من الدفاع عن النظام العالمي, مشيرة إلى أن خطاب أوباما كان دعوة واضحة للانضمام إلى مقاومة تحدي روسيا للأعراف الدولية. وكان أوباما رفض مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحث "شركاء واشنطن" في حلف الناتو على تعزيز التحالف لمواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا، في حين هدد المجلس الأوروبي بتشديد العقوبات على موسكو في حال حدوث تصعيد جديد بأوكرانيا. وقال أوباما في خطاب ألقاه في بروكسل في 26 مارس حول العلاقات الأميركية الأوروبية :"إن مجرد وجود تاريخ طويل لروسيا مع أوكرانيا لا يعني أن في مقدورها أن تحدد لأوكرانيا مستقبلها، ولا يمكن لأي قدر من الدعاية أن يجعل أمرا يعرف العالم أنه خاطئ أمرا صائبا". ورد الرئيس الأمريكي على منتقديه الجمهوريين الذين يطالبونه بموقف أكثر تشددا, قائلا :"الوقت ليس وقت التهديد، ليست هذه عودة للحرب الباردة ولا توجد ردود سهلة ولا يوجد حل عسكري". لكنه دعا في الوقت نفسه شركاء الولاياتالمتحدة في الناتو إلى تعزيز التحالف في مواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا. وأكد أن حلف الأطلسي "لن يهتز"، وأن دوله "لن تكون وحدها أبدا"، وقال :"اليوم تقوم طائرات الحلف بدوريات في سماء دول البلطيق كما عززنا وجودنا في بولندا، ونحن على استعداد للقيام بالمزيد". ورفض أوباما مقارنة التدخل الروسي في أوكرانيا بالحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق، أو بحملة الناتو لطرد القوات الصربية من كوسوفو، وقال إنه في الحالتين انسحبت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من الأراضي الأجنبية. وحذر من أن عزلة روسيا ستصبح "أكثر عمقا" إذا واصلت السير على النهج الحالي، معتبرا أن "الثمن على اقتصاد روسيا وعلى وضعها في العالم سيزداد كلفة". وقال أوباما أيضا إن الأزمة الأوكرانية تشكل "لحظة اختبار لأوروبا والولاياتالمتحدة والنظام الدولي.