طالب إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، السلطة التي ستتولى حكم مصر بعد انتهاء المرحلة الانتقالية بنهاية العام الجاري بالحفاظ على السلام مع إسرائيل، معتبرا أن أي جهة تتولى زمام الحكم في مصر لها "مصلحة" في الحفاظ على استقرار السلام. وتعكس تصريحات باراك الهواجس المتزايدة لدى إسرائيل من إمكانية إلغاء اتفاقية السلام الموقعة منذ عام 1979، على الرغم من تطمينات المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب الإطاحة بالرئيس حسني مبارك باحترام الاتفاقات والمعاهدات الدولية. وقال باراك إن عمليات التهريب عبر الأنفاق مع قطاع غزة تصاعدت في أعقاب الثورة المصرية، مضيفا: "الثورة التي شهدتها مصر خففت إلى حد ما من السيادة المصرية في شبه جزيرة سيناء، وبالتالي مست بالمساعي لمنع أعمال التهريب"، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية. تزامن ذلك مع شن صحيفة "هآرتس"، هجوما على نبيل العربي وزير الخارجية المصري بسبب تصريحاته الأخيرة دعا فيها إلى توثيق العلاقات مع إيران، وقالت إن إسرائيل تنظر إليه على أنه "عنصر معادٍ لها" على ضوء تلك التصريحات. فبعدما أشار إلى "الرسائل الودية" المتبادلة بين القاهرة ودمشق وعزم المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري المصري تجديد العلاقات بين مصر وسوريا، قال كبير المحللين السياسيين بالصحيفة، تسيبي برئيل، إن الدور جاء الآن على نبيل العربي وزير الخارجية المصري كي يمد يده إلى طهران وطلب الصداقة منها. وكان يعلق بذلك على إعلان الوزير المصري في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا بالقاهرة عدم اعتبار إيران دولة معادية أو عدوة لمصر، وتحذيراته لإسرائيل من شن هجوم على قطاع غزة عقب هجوم بالقدس أدى إلى مقتل إسرائيلية. وقال برئيل، إن العربي ورغم منصبه "المؤقت" إلا أنه "لم يتورع" عن تحذير تل أبيب مؤخرًا بعدم مهاجمة قطاع غزة، كما بدأ العمل على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح وحماس" وتحقيق المصالحة بينهما، وتحدث عن "حزب الله" وعمله تحت إطار سياسي، الأمر الذي اعتبره مؤشرا على فتح صفحة جديدة بين مصر والحزب اللبناني. وأضاف إن العربي (67 عاما) كان يعمل سفيرا لمصر بالأمم المتحدة وشارك في عدد من جلسات النقاش الخاصة باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، كما عمل قاضيا بحكمة العدل الدول خلال الفترة ما بين عامي 2001 و2006، لافتا إلى أن مراقبين إسرائيليين يرون فيه "عنصرا معاديا لإسرائيل". في المقابل، أشار إلى أن العربي حظي بتأييد المعارضة المصرية الشابة بسبب موقفه من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة ومطالبته برفعه، علاوة على انتقاده اللاذع لموقف النظام السابق من الحصار المفروض منذ عام 2007، في مقال نشره في أعقاب سقوط الرئيس حسني مبارك. وقال برئيل إنه يأمل أن يغير العربي من مواقفه تجاه إيران، معربا عن اعتقاده بأنه سيضطر في النهاية إلى الاستجابة لقرارات المجلس العسكري غير المؤيدة لتجديد العلاقات مع طهران في هذه المرحلة بشكل كامل. وذكر أن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري كان من المنتقدين لسياسة الرئيس السابق حسني مبارك فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وسوريا، لكنه في الوقت ذاته كان يرى في إيران خطرا استراتيجيا إقليميا ويبدو أن وجهة النظر تلك لن تتغير، على حد قوله. وتخشى إسرائيل من تقارب محتمل في العلاقات بين مصر وإسرائيل اللذين لا يرتبطان بعلاقات دبلوماسية منذ أكثر من 30 عامًا، في أعقاب توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل والإطاحة بنظام الشاه من حكم إيران. وترى أن تحالفًا من هذا النوع قد يشكل خطرًا على أمنها.