حدثت هذه الواقعة منذ زمن بعيد عندما طرق باب المنزل شاب أنيق ويحمل في يده ميدالية، وقال لوالدتي أنا زميل أبنك الكبير في العمل، وقد أطمأنت له أمي حيث ذكر اسم شقيقي، ثم أردف قائلاً أن لنا جمعية فئوية تسمح لكل منسوبيها بصرف حصة شهرية من السكر والأرز والزيت، وكانت هناك أزمة شديدة في ذلك الوقت حيث كانت هذه المواد الغذائية تباع في الجمعيات الاستهلاكية والحصول عليها صعب جدا، ووافقت أمي على الفور وقال لها أن أبنك كسول شوية ولكني على استعداد أن أقوم بشراء حصتي وحصته سوياً ولن أتعب حيث معي سيارتي الخاصة وأخذ يشير إلى ميدالية المفاتيح التي بحوزته، ووسط فرحة والدتي بمن سوف يشتري لها هذا التموين بدون الوقوف في طوابير وبطريقة مشروعة وسهلة وإذا بهذا الشاب يقول لها هيا يا أمي "هاتِ المعلوم"، وعندئذٍ انتفضت أمي وعرفت أن هذا الرجل ليس إلا نصاباً ويريد أن يحتال عليها حيث لا يمكن أن يقول تلك الكلمة صيدلي، ولكن شعرت والدتي أنها في مأزق كبير إن واجهته بتلك الحقيقة فربما يعتدي عليها بسلاح أو بغيره، ولكن تصرفت أمي بحكمة بالغة لإن هذا الشاب من الواضح أنه قد جمع معلومات عن أسرتنا ويعرف أسماء أبنائها، فما كان منها إلا أن قالت له سوف يذهب معك شقيقه وهو بالداخل، وأخذت تنادي على أخي وهو ليس موجوداً بالمنزل ولكنه ذهب لحضور محاضرات بالكلية التي يدرس بها، فما كان من الشاب المحتال إلا أن فتح الباب وانصرف مسرعاً. والآن تعددت حوادث النصب بطرق مبتكرة وحديثة، وقد كتبت هذا المقال لتنبيه القراء الأعزاء بأن يحذروا من تكرار عمليات النصب والاحتيال، وأدعو الله العلي القدير أن يجنبنا تلك المشاكل.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.