مليون جنيه ، أوثلثاه ، أونصفه ، أوثلثه شهريا ، يتقاضاه موظفون في تلك الحكومة البائسة ، التي اجتمعت منذ عام واحد لتدرس تحسين دخول الخفراء فرفعتها إلى تسعة وثلاثين جنيها شهريا ، تنسكب عليها بعض البدلات والمُسكِّنات فتصبح مائتي جنيه في أحسن الأحوال ؟ ثم يتساءل مخنثو الإعلام الحكومي : لم يثور الناس ؟ ويتحدثون عن إملاءات خارجية ؟!! نصف مليون جنيه أو ثلثا مليون أو مليون يتقاضاه شخص واحد – مهما تكن وظيفته- كل شهر ، وآلاف المصريين يموتون في كل يوم لأنهم لا يجدون ثمن الدواء !!! ، وملايين المصريين لا يرون اللحوم إلا في الأحلام الليلية الفاجرة ، أو يرونها معلقة وعليها أسعار تصيبهم بالإغماء !!! . نصف مليون جنيه أو ثلثا مليون أو مليون يتقاضاه شخص واحد – مهما تكن وظيفته- كل شهر ، و عشرات آلاف المصريين يغسلون كُلاهم في المستشفيات بأجهزة غسيل كُلوي تبرع بها أهل الخير ممن رزقهم الله من فضله فعادوا ببعض ما كسبوا من الرزق على عباد الله المرضى العاجزين . ثم تظهر السيدات العجائز يطالبن الناس بالتبرع للمستشفيات ، ثم يتضح أنهن كن يسرقن أموال الناس ويكدسنها في بنوك الغرب . الدكتور جمال زهران أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، وعضو مجلس الشعب عن دائرة شرق شبرا الخيمة والذي أسقطوه عمدا في انتخابات 2010 أثار في مجلس الشعب قضية أسماها – بلغته الرقيقة – ( تفاوت الأجور ) ولكني أسميها ( بلغتي الخشنة) " فُجُور الأجور " فقد كشف الدكتور زهران أن هناك من يصل راتبه إلى 500 ألف جنيه، وهناك من يصل راتبه إلى 700 ألف ، وإن أفقر رئيس جامعة وهو من غير المحظوظين بالطبع يصل راتبه إلى 50 ألف جنيه في الشهر الواحد، وهناك نحو 10 قيادات بوزارة الإعلام يتقاضون راتبًا شهريًا يصل إلى 10 ملايين جنيه، كما يصل راتب قيادات وزارة الإسكان إلى 50 ألف جنيه في الشهر، بخلاف حالات الفساد وإهدار أموال الشعب المصري داخل البنوك -والكلام ما زال للدكتور جمال زهران- بينما يصل راتب مدير البنك في الشهر الواحد إلى 200 ألف جنيه، في حين أن هناك قراراً وزارياً صدر عن الدكتور أحمد [نظيف] [ !!!] بألا يتعدى الحد الأقصى للأجر 54 ألف جنيه في العام – وليس في الشهر- نصف مليون جنيه أو ثلثا مليون أو مليون يتقاضاه شخص واحد – مهما تكن وظيفته- كل شهر ، و مئات المصريين يقتل بعضهم بعضا في طوابير الخبز ، وعشرات الآلاف لا يجدون مياه الشرب ، وسامح فهمي –حبيب الصهاينة- وزير بترول مبارك ينشئ أربعة أندية رياضية ( إنبي- بتروجيت [ في الدوري الممتاز]-و جاسكو- بترول أسيوط [ في الدوري الثاني الذي كان يتأهل للممتاز] ) تستنزف أموال مرضى الكبد والكُلى وضحايا الرغيف ، فنادي إنبي وحده أنفق 15( خمسة عشر مليون جنيه تكفي لإنقاذ ألف نفس من الموت) لشراء لاعبين[ وليد سليمان ومحمد شعبان وعمرو الحلواني ومحمد أبو العلا وعبد الظاهر السقا) . وأنفق نادي بتروجيت أكثر من عشرة ملايين للغرض نفسه . نصف مليون جنيه أو ثلثا مليون أو مليون يتقاضاه شخص واحد – مهما تكن وظيفته- كل شهر ، و عشرات آلاف المصريين لا يجدون وسيلة انتقال مريحة بين المحافظات ، فالقطارات قاتلة ، والباصات سيئة ومستغلة ، والطرق منهارة . وفي الحكومة مستشارون يبلغ عددهم – وفق تقديرات د. عبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادي المحترم- خمسة وأربعين ألف مستشار [ كلهم من أعضاء لجنة الوريث المسماة بلجنة السياسات أو لهم أقارب بها ] يتقاضون مكافآت تتراوح ما بين 12-15مليار جنيه سنويا حيث يبلغ أدنى حد لمكافأة أقل مستشار منهم 10عشرة آلاف جنيه شهريا بخلاف البدلات والمكافآت الأخرى ويتجاوز بعضهم( في البنوك والتليفزيون وغيرها ) مليون جنيه شهريا . كل هذا ثم يظهر من يقول للثائرين : كفوا تظاهركم ، البلد تنهار ، والاقتصاد يضمر ، كفوا تظاهركم واتجهوا للإنتاج !!!! لمن ننتج أيها اللصوص؟ لمن ننتج أيها المزورون ؟ لمن ننتج أيها السارقون أحلام الفقراء ؟؟؟ [email protected]