خطت مصر لأول مرة في تاريخها الحديث في عصر الديموقراطية، باستفتاء حر وجاءت نتيجته %77.2 ب«نعم» لتعديل الدستور، وبغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع نتيجة التصويت، فهو بلا شك يعبر عن السير بخطوات سليمة وواضحة نحو الديموقراطية المطلوبة في المرحلة القادمة، والتي تتطلب اظهار استيعابنا لتلك الديموقراطية والتي تعنى في هذه الحالة بتنفيذ ما تراه الأغلبية، وهنا نجد مطالبة من يختلف مع رأي الأغلبية بوضع يده في يد من قال «نعم» لنعبر بمصر الى بر الامان عقب قرابة ستين عاما من حكم الفرد والاستفتاءات والانتخابات الموجهة، والمكسب الأول الذي تحقق للشعب المصري هو حجم المشاركة الواسعة في هذا الاستفتاء الذي يؤكد اقتناع المصريين بأهمية تصويتهم وانهم قادرون على صنع مستقبلهم السياسي بأيديهم. والخطوة القادمة الآن بعد اعلان اقتناعنا وترحيبنا بتلك النتائج، هي الاسراع في تنفيذ التغييرات التي تم الاستفتاء عليها، وما يتبعها من خطوات حتى تنتهي هذه المرحلة الانتقالية بسلام، ويأتي برلمان حقيقي ينتخبه المصريون، ورئيس يعرف اننا سنحاسبه من خلال الأدوات الدستورية وسنلزمه وبرنامجه الانتخابي الحقيقي الذي سيحقق نقلة نوعية على شتى الأصعدة والمجالات. ومن المتوقع ان يصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر خلال الساعات المقبلة اعلانا دستوريا جديدا لاعتماد التعديلات كأساس للمرحلة الانتقالية وسبل الانتقال السلمي للسلطة في الفترة القادمة وعلى الجميع التعاون والعمل من اجل البناء وعودة الاستقرار حتى تعبر مصر تلك المرحلة الحاسمة من تاريخها الحديث. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 السجنُ ليس القيد والقضبانْ أو غرفةً ضاقت بها الأركانْ السجن في التزييف في التحريف في فكرةٍ قتلت لدى الفنانْ وقصيدةٍ حُبستْ عن الطيرانْ وصحيفةٍ صرختْ فتعقبتها اذرعُ السلطانْ سجنُ العقول نهاية الإنسانْ مختار عيسى (من أغاني مسرحية «الرجل الأحزن»)