فى أول إجراء حقيقي لامتصاص غضب طلاب وأساتذة الجامعات المطالبين باستقالة القيادات الجامعية أجرت جامعة عين شمس أمس أول انتخابات لاختيار عميد كلية تجرى فى الجامعات المصرية بعد إسقاط نظام التعيين الذي جاء بمعظم أعضاء سياسات الحزب "الوطني" والمتعاونون مع جهاز أمن الدولة للمناصب القيادية بالجامعات. قام بالتصويت فى الانتخابات التي جرت لاختيار عميد كلية الآداب كافة أعضاء تدريس الكلية البالغ عددهم 350 عضو تدريس بالإضافة إلى ممثلين عن أعضاء هيئة التدريس المعاونة تم اختيارهم وفقا لمعيار الأقدمية، وقام الجميع بالإدلاء بأصواتهم فى صناديق شفافة بحضور رئيس الجامعة الدكتور ماجد الديب الذي وعد بتعميم نظام الانتخاب فى الكليات التي تخلوا فيها المناصب القيادية . وجرت الانتخابات ابتداء من الحادية عشر صباحا بمقر مجلس الكلية بآداب عين شمس واستمرت حتى الثانية ظهرا حيث تم اعتماد اللجنة المشرفة علي الانتخابات في مجلس الكلية السابق وتضم عدد خمسة أعضاء من أقدم الأساتذة المتفرغون بالكلية ليتولوا الإشراف علي العملية الانتخابية بين المرشحين لهذا المنصب وكانت الجامعة قد حصرت الشروط المطلوبة فى المرشحين لمنصب العميد فى أن يكون المتقدمين للمنصب من الأساتذة العاملين بالكلية "غير متفرغ" بالإضافة إلي انه لم يوقع عليه أية جزاءات كذلك أن يكون لديه خبرة إدارية سابقة وان يتقدم بخطة عمل لتطوير الكلية ويكون ملتزما بتنفيذها في حال فوزه بالمنصب. وتعد هذه الحالة هي الأولي من نوعها في جامعة عين شمس في إطار ما سمي بالمشاركة في الانتخاب بين إدارة الجامعة وبين كلية الآداب حيث أن القانون الحالي لتنظيم الجامعات يلزم رئيس الجامعة بتعيين العمداء، وإن كان يحفظ للكلية بحقها في إجراء ترشيحاتها باختيار داخلي لعميد الكلية علي أن يرفع بعد ذلك لرئاسة الجامعة لاعتماده حال توافر كافة الشروط والمعايير التي ينص عليها اللوائح بقانون تنظيم العمل بالجامعات المصرية والمطبق حتى الآن في كافة الجامعات المصرية. وأعرب أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة عين شمس بالإضافة إلي العديد من التيارات والجهات الأكاديمية المستقلة عن ارتياحها لهذا التوجه الجديد في جامعة عين شمس والذي يسمح بتعزيز مساحات واسعة من الديمقراطية في ممارسة أعضاء هيئة التدريس حقهم في اختيار من يمثلهم ، تمهيدا لإجراء تغييرات شاملة في قوانين العمل بالجامعات تقرها الجهات المختصة وتصبح سارية. وفى سياق متصل، تصاعدت الاحتجاجات المطالبة بإقالة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات فى جامعات القاهرة وحلوان والفيوم حيث خرجت عشرات المظاهرات والمسيرات المنددة ببعض القيادات الجامعية المتورطة فى انتهاك حقوق الطلاب والأساتذة والقيادات المعروف انتمائها للجنة سياسات الحزب الوطني . وفى كلية الإعلام الذي دخل اعتصام الطلاب المطالبين بإقالة عميد الكلية يومه الرابع عشر، بدء ما يزيد عن عشرة طلاب بالكلية إضرابا مفتوحا عن الطعام لحين إقالة عميد الكلية الدكتور سامي عبد العزيز عضو أمانة سياسات الحزب الوطني. ومن جانبه هدد أحد معيدي الكلية المؤيدين للعميد بإلقاء نفسه من أعلى الكلية اعتراضا على استمرار الاعتصام، ورفض المعيد الابتعاد عن حافة سطح الكلية إلا بعد حضور إحدى القنوات الفضائية لتسجيل موقفه المؤيد للعميد . وسادت الكلية حالة من الهرج والمرج والبكاء الهيستيرى بين بعض معيدات قسم العلاقات العامة والإعلان بعد قيام أحد العمال بإلقاء أخشاب فى الفناء الخلفي للكلية وإشاعة خبر كاذب عن سقوط المعيد . ومن جانبهم أعلن طلاب قسم الصحافة مواصلة اعتصامهم بساحة الكلية لحين إسقاط العميد ،ودعموا موقفهم بتوزيع نصوص مقالات العميد التي نشرها فى صحيفة روز اليوسف اليومية لدعم جمال مبارك والتنديد بالثورة .