من كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان كمال الطويل، غنت الفنانة سعاد حسني أغنية "دولا مين".. تقول مطلعها: دولا مين ودولا مين.. دولا عساكر مصريين دولا مين ودولا مين.. دولا ولاد الفلاحين ولا أدري ما إذا كان "نجم" شاعر الأحياء الشعبية والعشوائات ومدن الصفيح شاء تكريم "ولاد الفلاحين العساكر" من خلال حس اجتماعي مناهض ل"الطبقية الاجتماعية" الاستعلائية في مصر. في العادة ينتمي العساكر إلى "طبقة الفلاحيين" بينما ينحدر"الضباط الباشاوات" إلى الطبقات ذات الوجاهة والمنزلة الاجتماعية الرفيعة في القرى وفي المدن والمناطق الحضرية. وعي النخبة السياسية الحاكمة، مؤسس على الفرز الطبقي، وهذه مشكلة كبيرة ربما شعر بها "نجم" رحمه الله فالشهداء نوعان: عساكر يتحولون إلى مجرد "أرقام" وللتوظيف الدعائي ضد "العدو الخصم".. بينما الضباط يحظون "بالتشريفة" الرئاسية، لاحظ مثلا زيارة المشير السيسي لوالدة ضابط الأمن الوطني وانحنائه ليطبع قبلة "حنان" أبوية على جبينها.. فيما لم يحظ شهيد واحد من الجنود بمثل هذا التكريم الحاني رفيع المستوى. منذ سنوات كان الضحايا من الجنود يوارون الثرى في هدوء في جنازة يحضرها الفلاحون.. بينما جنازة الضابط، تشهد حشودا تتصدرها الجنرالات من ذوي الرتب الثقيلة، وتطلق المدفعية زخات من القذائف تحية لروح الفقيد. "نجم".. الذى قضى طفولة بائسة في ملاجئ الأيتام في محافظة الفلاحين "الشرقية"، كتب هذا "البروجي" تحية ل"العساكر ولاد الفلاحين".. المطحونين تحت عجلات الفرز الطبقي.. يقاتلون ويستشهدون أو يرحلون دون أن يشعر بهم أحد.. بل إن بعضهم يفتك بكبده فيروس "سي" ولا يجد ثمن الدواء.. وقد يموت منسيا في "عشة" نائية على أطراف قريته الفقيرة. نجم رحمه الله حاول تعويضهم من الحرمان .. وقدم لهم أرق التحية وبأعذب الكلمات.. يكمل قصيدته قائلا: دولا الورد الحر البلدي .. يصحى يفتح اصحى يا بلدي دولا خلاصة مصر يا ولدي .. دولا عيون المصريين دولا مين ودولا مين دولا القوة ودولا العز .. يهدوا الغالي مهما يعز هز يا دفعه هلالك هز .. واحنا وراك ملايين جايين ويوم أمس استشهد 25 مصريا في السويس.. في حادث مروري مروع، ورغم أنها مذبحة بكل المقاييس إلا أن الحادث مر بردا وسلاما على تجار الدم وأثرياء الحرب الذين يتجارون في ضحايا الإرهاب وحسب ويوزعون الاهتمام على الضحايا بحسب "الرتبة" والانتماء الطبقي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.