ربما غاب عنا جميعاً الأسباب الجوهرية التي من اجلها استعان الحزب الوطني الديمقراطي بالجمال فى معركته الخاسرة والتي قادها عدد غير قليل من قياداته فى ميدان التحرير .. فالجمل وحده هو من ظل طيلة ربع قرن أو يزيد رمزاً لمرشحهم عن العمال فى كل انتخابات .. وهو اختيار لا يمكن أن يمر علينا مرور الكرام.. فهو علامة بارزة وشاهد حي على كل أنواع التزوير والتزييف وإسقاط الشرفاء.. وربما كان اختيارهم له والإبقاء عليه باعتباره من بقايا الزمن الجميل.. فهو سفينة الصحراء .. وهو الناقل للمتاع قبل أن تحل علينا الثورة التكنولوجية والمهلبية.. وهو المساعد على الترحال .. وزيادة على ذلك فهو الحيوان الأليف الصابر دائماً على كل المظالم والنوائب والكوارث.. وهو دون غيره من يمتلك القدرة الفائقة على الجوع والعطش.. وهو من يمشى على الرمال دون عناء .. وذروة ما يتسم به هو انه يستمد طاقته من سنامه الذي يختزن فيه الكثير من الشحوم.. ألم تعزف وسائل إعلامهم وإن اختلفت أسمائها فى كل انتخابات مضت عن فوائده التي لا تعد ولا تحصى .. وأخرها ما قيل عن لبنه وكونه احد الضرورات لعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية ومنها وباء الكبد الذي طال غالبية أبناء الشعب المغلوب على أمره .. كثمرة طبيعية لكل أنواع التلوث ما ظهر منها وما بطن .. وأعود بالذاكرة إلى الوراء وتحديداً عام 87 عندما ترشح المرحوم / ماهر خميس حميدة كمرشح فردي إلى جانب قائمة التحالف التي ضمت ( العمل والإخوان والأحرار ) يومها شغلني أنا شخصياً أن يختاروا للرجل الذي كان ذائع الصيت رمزاً كان اقرب إلى اللغز .. لقد اختصوه دون غيره بالشباك (المغلق) ولا أدرى لماذا المغلق ولماذا لم يختاروا الشباك المفتوح.. لقد كانت الرسالة انه مغلق.. ومع إننا كنا نراهن على نجاح الرجل من الجولة الأولى إلى أن الشباك كان مغلقاً ؟؟ جرائم كثيرة ارتكبها الحزب الوطني فى حق الجمل ومن قبله الهلال .. فعذراً لكل الجمال فقد ارتكبت كل الجرائم باسمها وإن كنا نعرف انه لا ناقة لها بما حدث؟؟