*مرسى رفض اعتصام القوى الإسلامية أمام قصر الاتحادية رهانًا على دعم الحرس الجمهورى *غياب الثقة بين الإسلاميين والإنقاذ عرقل التوصل لتسوية تقطع الطريق على الإطاحة بالشرعية *عودة نظام مبارك خطأ تتحمله كل القوى الثورية وليس الإخوان وحدهم *إصلاح الجماعة الإسلامية حركة مثيرة للشفقة.. والدواليبي يبحث عن دور *حكومة محلب شلة من المنتفعين والفاسدين وستضيع حاضر مصر ومستقبلها *جنوب إفريقيا ما زالت تناصر الشرعية ومواقفها يعبر عنها وزير خارجيتها * الرهان على الحل الأمنى جريمة فى حق مصر وإجهاز على ثورة يناير
الدكتور طارق الزمر، أحد أهم الرموز الإسلامية التى كانت حاضرة فى المشهد إبان حكم الرئيس مرسى وكانت آراؤه خلال هذه الفترة تحذر كثيرًا من اقتراب البلاد من عودة نظام مبارك والإطاحة بأول رئيس مدنى منتخب. وكان الزمر الذى أمضى ثلاثين عامًا من عمره وراء قضبان مبارك، أحد ممن حاولوا تحذير الرئيس المعزول من ثقته فى وزير دفاعه بل إنه عرض عليه بشكل واضح مغادرة القصر الجمهورى والاحتماء بأنصاره بعد رفض مرسى مقترحًا من الجماعة الإسلامية بالاعتصام أمام الاتحادية لقطع الطريق على محاولات اقتحامه من قبل القوى الليبرالية. ولا يجد الزمر حرجًا فى اتهام جماعة الإخوان والقوى الثورية والوطنية، بالمسئولية عن عودة نظام مبارك وإجهازه على ثورة يناير، واصفًا حكومة إبراهيم محلب بأنها شلة من الفاسدين والمنتفعين ستعيد مصر للمربع صفر. وقلل رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية من أهمية ما أطلق عليه حركة إصلاح الجماعة متهمًا الضالعين خلفها بالبحث عن دور مستبعدًا نجاح محاولات للانقلاب داخل الجماعة الإسلامية. الحوار مع الدكتور طارق الزمر، تطرق على مجمل القضايا فى المشهد المصرى نعرضها بالتفصيل فى السطور التالية.. *فوجئ الرأى العام بالإعلان عن استقالة حكومة حازم الببلاوى وتكليف إبراهيم محلب بتشكيل حكومة جديدة فما رؤيتك لهذا التطور؟ **لابد أن نقرر أولاً أن حكومة الببلاوى قد فشلت فى قمع الشعب المصرى كما فشلت فى ملاحقة المشكلات المجتمعية المتزايدة، ومن ثمّ أصبحت حكومة لا تنتج غير الاحتجاجات.. أما عن الحكومة الجديدة فقد وضحت نواياها منذ اختيار رئيسها من لجنة السياسات، كما أنه من أهم رموز الفساد!! وهكذا يكون الانقلاب قد عاد بالبلاد إلى المربع رقم صفر، حيث أصبحنا أمام نظام مبارك بالكامل ويبدو أن الذى يشكل الحكومة الآن من خلال بعض الأسماء هو جمال مبارك لقد كنت أعتزم مناشدة الشرفاء فى مصر ألا يشاركوا فى هذه الحكومة التى ستورطهم فى دماء أهلهم ثم تطردهم كما طردت من قبلهم لكنى حينما تأملت فى اختيار رئيس الوزراء تيقنت أنه لن يأتى بغير المفسدين معه فى الوزارة فهو فى الحقيقة لا يعرف شرفاء مصر كما أننى أتصور أن هذه الحكومة ستفشل فشلاً أكبر من سابقتها على كل المستويات ولن تستطيع حل مشكلة واحدة ابتداءً من مشكلة السولار وحتى الأسعار التى تتزايد شراستها يومًا بعد يوم. *فى ظل هذه الأجواء المتوترة ما الحل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة من وجهة نظر حزب البناء والتنمية؟ **بداية لابد أن أعلن رفضي للحل الأمني الذي أراه جريمة فى حق مصر وهو ستارة حقيقية للمحاولات المستمرة للإجهاز على ثورة يناير.. وإذا كان الحل الأمنى مرفوضًا فإننا بالضرورة لابد أن نتجه للحل السياسى وهو ما يلزم السلطة القائمة بطرح مبادرات تخرج من هذه الأزمة فهى التى صنعت الأزمة وهى التى تمتلك زمام المبادرة لحلها وهى التى لم ترد بشكل مناسب على كل المبادرات التى أطلقت منذ 3 يوليو وحتى اليوم ومع هذا فإن حزب البناء والتنمية قد ألزم نفسه بالبحث عن مخارج لهذه الأزمة الخطيرة لما يراه الحزب فى هذه الأزمة من تعقيد وكيف أنها يمكن أن تدمر حاضر مصر ومستقبلها وتجعلها فريسة لعدم الاستقرار لعقود قادمة، ومن ثم تدخل القوى المتربصة ببلادنا والتى تسعى لتقسيمها ولهذا فإن الحزب قد وضع أسسًا للحوار نتصور أنها يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تخرج البلاد من هذه الأزمة العميقة. *هل تحدد لنا هذه الأسس واحتمالات الاستجابة لها فى ظل هذه الأجواء المتوترة؟ **هذه الأسس تدور فى معظمها حول تقديم مصلحة الوطن على كل المصالح الشخصية والحزبية، والحفاظ على المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية يجب أن تقف على مسافة واحدة من جميع أبناء الوطن وأن تخرج بشكل كامل عن المجال السياسي، والعمل على تحقيق أكبر قدر من التوافق بين أبناء الشعب المصري، وإنهاء حالة الانقسام الحالى والتى يجرى تغذيتها على قدم وساق. وتتضمن هذه الأسس كذلك الإقرار بأن هذا الوطن لن يستطيع فصيل واحد - مهما كانت دائرة نفوذه - أن يبنى مستقبله بمفرده.. *كأنك تشدد على ضرورة وجود شراكة وطنية للخروج بالبلاد من النفق المظلم؟ ** لابد من مشاركة الجميع فى بناء مصر المستقبل فى ذلك وفقًا لأسس متفق عليها، والسعى لجعل التوافق أساسًا فى الوصول لكل الحلول والمعضلات باعتبار أن ما حدث فى مصر بعد الثالث من يوليو لا يندرج بأي شكل من الأشكال ضمن الآليات الديمقراطية والمنطقية المتعارف عليها من قبل الشعوب الديمقراطية. *فى إطار سعى الجماعة الإسلامية للخروج بالبلاد من هذه الأزمة فهل لقاؤكم مع الدكتور محمد البرادعى بحضور الدكتور محمد على بشر جاء ضمن جهودكم للوصول لتسوية تمنع فض اعتصام رابعة بالقوة؟ **طبعًا غير صحيح ولم يحدث أن التقيت بالدكتور محمد البرادعى مطلقًا.. والحقيقة أننى كنت أتمنى أن يصدر الأخير تكذيبًا يوضح موقفه من هذه الإشاعة التى تصب مع عدد كبير من الإشاعات - التى تقوم بضخها ماكينة إشاعات السلطة الحالية - فى اتجاه تبرئتها من جرائمهم فى حق الشعب وتحميل تحالف دعم الشرعية مسئولية لا يمكن أن يتحملها بحال.. *على ذكر التحالف الوطنى كان لافتًا خلال الأسابيع الأخيرة وبعد زيارة وفد التحالف لجنوب إفريقيا التى وضح فيها أنها تساند الشرعية إذا فوجئ الجميع بوزير الأمن الداخلى يزور مصر ويعلن تأييده لخارطة الطريق.. كيف تفسر ذلك؟ **الحقيقة أن زيارة وفد التحالف لجنوب إفريقيا كانت ناجحة جدًا ولا تزال جنوب إفريقيا الدولة القائد فى الاتحاد الإفريقي ملتزمة بعدم الاعتراف بالانقلاب فى مصر.. لكن يجب أن نعلم أن مخابرات بعض الدول المؤيدة للانقلاب تحاول تسويقه بأى وسيلة ولهذا يجب ألا نعول فى ذلك إلا على ما يصدر من المتحدث باسم السياسة الخارجية وهو فى أى دولة ديمقراطية وزير خارجيتها وليس أحد غيره.. وفى المجال الإفريقى استقبلت عدة دول إفريقية وفود التحالف فى كل من موريتانيا والسنغال ومالى وهو ما أكد أن إفريقيا لا تزال رافضة للانقلاب وما يحدث فى مصر من عدوان على الشرعية بل وتعتبره خطرًا على القارة كلها. *خلال عام من حكم مرسى كنت شاهدًا على مجمل الأحداث التى شهدتها مصر وتردد أنك حذرت الرئيس محمد مرسى من ممارسات وزير دفاعه ودائمًا ما كنتم تنقلون له خلال لقاءاتكم معه مخاوف من الانقلاب فماذا كان رد فعله؟ **الحقيقة أن تخوفنا من السيسى قد بدأ منذ شهر ديسمبر 2012 حينما دعا القوى السياسية للعشاء إياه وكان واضحًا أن هناك خيطًا ما يربطه بهذه القوى.. لهذا حينما سألتنى إحدى الصحف عن تفسيرى لهذه الدعوة بعد إطلاقها بدقائق قلت: هذه مقدمة أو تمهيد لانقلاب.. وبعدها اتصلت بقصر الرئاسة لأستوضح مدى علمهم بهذا الأمر فوجدت ترددًا وارتباكًا بين النفى والإثبات برغم أن الأمر بالنسبة لنا لا يحتمل وجهين، إما أن الرئيس يعلم بهذه الدعوة أو لا يعلم وإما أن يكون هو الذى كلفه بذلك أو أن الوزير يتحرك من تلقاء نفسه.. وبرغم ذلك فإن الرئيس كان يبدى ثقته المفرطة فى وزير دفاعه!! *كيف تعاملتم مع هذه الثقة المفرطة من قبل الرئيس مرسى فى وزير دفاعه؟ **لقد كنا عمومًا نتخوف من القيادات المتنفذة فى الجيش ونعلم أنها الطرف الوحيد الذى يمكنه أن يدبر انقلابًا لكن اطمئنان الدكتور مرسى لوزيره وضعنا فى مأزق شديد فليس من المنطقي أن نكون نحن أدرى بوزير دفاعه منه.. إلا أن التخوفات عادت إلينا مرة أخرى وخاصة منذ أن أعلن كيسنجر فى مؤتمر صحفى بنيويورك فى شهر مارس الماضى: "أن الجيش سيتحرك فى مصر ضد الإخوان لكنى لا أستطيع أن أحدد متى بالضبط؟"!! *فى ضوء هذا التحذير ماذا كان رد فعلكم وماذا فعلتم لتدارك هذا الخطر الذى كنتم تشعرون به؟! **ظللنا نؤكد ضرورة تأمين موقف القيادات العليا للقوات المسلحة والحذر من إمكانيات انقلابها وخاصة وقد تصاعدت لهجة بعض قوى المعارضة مطالبة للقوات المسلحة بالتدخل ولا سيما أنى لمست ذلك مباشرة من بعض السياسيين الذين كنت التقى بهم بمناسبة بعض البرامج التليفزيونية السياسية وعلمت أن بعضهم يلتقى بشكل منتظم بوزير الدفاع!! وأن هيكل تحديدًا يلتقيه أسبوعيًا!! لأنه مش معقول يكون هيكل بيقابله أسبوعيًا ليذاكروا معًا !! *أتحدث عن خطوات عملية قامت بها الجماعة الإسلامية لتدارك هذا الخطر أو شرحه بشكل واضح للدكتور مرسى؟ **فى الأيام الأخيرة قبل الانقلاب ذهبت والدكتور صفوت عبد الغنى موفدين من الحزب لنعرض عليه فكرة اعتصامنا أمام قصر الاتحادية قبل أن تأتى القوى الليبرالية التى تعتزم الاعتصام أمام القصر كمقدمة لاقتحامه كما كنا نتصور إلا أنه رفض بحجة أن الحرس الجمهورى لن يقوم بواجبه فى حماية القصر لو أى أحد منكم جاء إلى هنا!! وحاولنا إقناعه للمرة الأخيرة عبر وسطاء بترك قصر القبة بعد أن انتقل إليه حتى يكون بعيدًا عن الخطر المتوقع وبعيدًا عن قبضة القوات المسلحة وكى يكون بين أنصاره إلا أنه أصر على البقاء بالقصر!! *من الواضح أنك كنت متيقنًا من وقوع الانقلاب؟ **سأروى لك قصة تؤكد ذلك حيث طلب مقابلتى فى النصف الثانى من شهر إبريل 2013 أحد الرموز الليبرالية المهمة فى مصر وفوجئت أنه متيقن هو الآخر من أن هناك انقلابًا قادمًا وأن المشكلة أن الدكتور مرسى لا يقبل التشكيك فى السيسى!! وعندما سألته عن تصوره للحل الذى نتفادى به الانقلاب فقال: الاتفاق مع جبهة الإنقاذ على نزول الانتخابات ضمن جبهة وطنية تضمن حصولها وكل القوى الليبرالية على 51% من مقاعد مجلس النواب ويقومون بتشكيل الحكومة.. فقلت له تفكير واقعى لكن المشكلة فى أننا لم نعد نثق فى نواياهم وليست هناك ضمانات تفيد بأنهم لن يسعوا للانقلاب من خلال الموقع الجديد.. *بعد مرور نحو 7 أشهر على الإطاحة بالرئيس المنتخب ما الذى أخذته على الرئيس مرسى خلال عام من ولايته الرئاسية وهل كنت تتوقع أن تكون هذه النهاية المأساوية؟ **نحن كحزب نختلف بالضرورة عن حزب الحرية والعدالة فى كثير من القضايا، ولهذا كنا نعلن بشكل دائم عن رؤيتنا السياسية ولا سيما ما يتعلق بالنظام السياسى وإدارة شئون الدولة واستكمال الثورة.. لهذا فإن مجمل المشاريع والمطالب التى كنا نلح عليها كانت تدور حول: وضع برنامج عملى لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير بمشاركة كل أطرافها وتطهير المؤسسات وخاصة القضاء والإعلام وإعادة هيكلة وزارة الداخلية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء ومكافحة البلطجة واستيعاب شباب الثورة فى خطة استكمال أهدافها والمسارعة فى إنجاز المصالحة الوطنية. *دائمًا ما كنتم متخوفين من تداعيات مساعى جماعة الإخوان للهيمنة على مؤسسات الدولة وأخونتها فما حجم الضرر الذى ألحقه الإخوان بالمشروع الإسلامي؟ **نحن فى مصر نمر بمرحلة خطيرة تستدعى أن نوسع من دائرة تفكيرنا وأن نغلب مصالح مصر العليا وأن نغلب التصور الأفضل لمستقبل بلادنا ومستقبل أبنائنا والذى أصبح مهددًا بعودة طويلة للاستبداد.. لهذا فأنا أرى أن كل القوى السياسية المعنية والمؤتمنة على ثورة 25 يناير قد أخطأت خطأ فادحًا بتفرقها الذى أدى إلى هذه النتيجة المأساوية وهى عودة نظام مبارك فى أبشع صوره فالخطأ لا تتحمله جماعة الإخوان وحدها بل يتحمله كل المخلصين لمصر والحريصين على حرية وكرامة هذا البلد وإن تفاوتت بطبيعة الحال درجات ومستويات المسئولية من حزب لآخر. *لا يمكن أن نضيع فرصة كهذه دون التطرق للجماعة الإسلامية وما يأخذه على قادة الجماعة من على منصة رابعة بأنهم مسئولون عن الدماء التى سالت عبر شحنهم الشباب ورفع سقف طموحاتهم ثم مغادرة مقر الاعتصام وتركهم يواجهون مصيرهم فما ردك؟ **هذا لون من التحليلات السطحية التى سادت مصر منذ 30 يونيو فقد كانوا يتصورون أن يخطفوا ثورة 25 يناير ويؤمموا كل مراكز السلطة والتحكم فى بلادنا ويقف الجميع يصفق لهم!! ونسوا أن شعب 25 يناير هو شعب قد ولد من جديد ومن ثمّ فهو يرفض الاستبداد كما يرفض الاستغفال.. لهذا كان من الطبيعى أن نرى حالة الاستنفار القصوى التى لا زلنا نراها فى الشوارع المصرية رفضًا لحكم العسكر ورفضًا لسرقة حق الشعب فى اختيار من يحكمه ولا يمكن أن يختزل الموقف فى أن الجماعة الإسلامية أو حزب البناء والتنمية هو الذى شحن الشعب المصري!! كما ينبغى هنا أن أعيدك لما حاول إعلام الانقلاب أن يصنعه بغيرنا بعد الافتراءات التى افتراها علينا.. فقد أنتقل بعد أن فرغ كل شحنته ضد الإسلاميين إلى شباب الثورة وأنظر ماذا فعل بهم؟! هل كانوا أيضًا يحرضون على العنف فى منصة رابعة؟! *فى هذا السياق يتهم البعض قادة الجماعة الإسلامية فى المهجر بأنهم تحولوا للاجئين ينتقلون بين المنافى فما ردك على هذه الاتهامات؟ **غير صحيح.. لأننا لم نخرج من بلادنا الحبيبة إلى قلوبنا إلا لخدمتها والدفاع عن حق شعبها فى الحياة الحرة الكريمة ولو كنا قد وجدنا "خرم إبرة" ندافع فيه عن هذه الحقوق والحريات من داخل مصر ما خرجنا لكننا فوجئنا بعد 30 يونيو أنه لم يعد مفتوحًا أمامنا غير أبواب السجون والاتهامات الملفقة.. وإذا كان البعض يتهم الذين غادروا مصر هذه الأيام بأنهم تحولوا للاجئين فإن الغالبية يتهمون السلطات فى مصر الآن بأنها قد أصبحت حكومة سفاحين مطلوبين للعدالة الدولية!! *دشنت خلال الأيام القليلة الماضية حركة إصلاح الجماعة الإسلامية وهو تجمع من أربع حركات بقيادة الدواليبى لإخراج الجماعة من النفق المظلم الذى أدخلته إياهم ممارسات من وصفهم البيان بقادة العنف وأمراء الدم؟ **ظاهرة تمرد الجماعة الإسلامية والتى تطورت لما يسمى إصلاح الجماعة الإسلامية هذه ظاهرة تدعو إلى الشفقة أكثر من أى شيء آخر، حيث يبدو أن أصحابها يبحثون عن أى دور!! وفى ضوء أجواء الانقلاب والمناخ الانقلابى سادت القيم الانقلابية فأصبح كل مَن يفكر فى دور لا يجد أمامه سوى الاقتداء بالانقلاب!! وفى هذا الإطار فإن حملاتهم الإعلامية على الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية لا تبعد كثيرًا عن منهج الانقلاب فى تشويه أنصار الشرعية وخاصة فيما يتعلق بنسبة العنف إليهم!! *ما مدى قدرة حركة الإصلاح وتمرد الجماعة الإسلامية على الإطاحة بمجلس الشورى الحالى وما تملكه هذه الحركات من أرضية داخل الجمعية العمومية المنتخبة للجماعة؟ **يبدو أن المساحة الإعلامية التى تتيحها الأجهزة المعنية لهؤلاء قد جعلت البعض يصدق أن لهم وضعية ما داخل الجماعة الإسلامية والحقيقة أن ذلك غير صحيح فالجماعة والحزب تمر بأفضل مراحل تماسكها كما أن كل قادتها منتخبون وليس من بنيهم مسئول معين.. لهذا فلا يتصور أن تنجح الانقلابات داخل حزب البناء والتنمية أو داخل الجماعة الإسلامية.. *لماذا كان حزبكم يعزف عن المناصب السياسية والتنفيذية رغم أنها من صميم العمل السياسى؟! **لأن الحزب من حيث المبدأ قرر أن ظروف البلاد لا تحتمل النزاعات السياسية وخاصة تلك التى تتعلق بالمصالح الحزبية أو الذاتية.. لهذا ما أشهد به قبل أن ألقى الله أن أخوانى فى حزب البناء والتنمية كانوا أزهد الناس فى التطلع إلى المناصب التنفيذية أو السياسية وكانوا يقدمون قاعدة التنازل عن أى نصيب تقرره لنا القوى السياسية فى سبيل رأب الصدع بين هذه القوى، وذلك حتى لا تتعطل المرحلة الانتقالية التى كنا نراها محفوفة دائمًا بخطر عودة الاستبداد كما أشهد بأن أخواني كانوا يسهرون الليالى الطوال دون نوم فى تحسب كل الأخطار التى وقعت اليوم جميعًا فى الوقت الذى كنا نتعجب من حالة الاطمئنان التى نراها على كثير من الأحزاب الأخرى!! *ماذا كان رد فعل هذه القوى على نزعة الإيثار التى عكستها مواقف الجماعة والحزب؟ **كان البعض يتعجب وهو يرى مسئولى الحزب يبدأون مفاوضاتهم بتقديم استعدادهم للتنازل عن حصة الحزب فى أى مناصب فى سبيل تحقيق الوفاق بين القوى السياسية وحدث ذلك مرات عديدة سواء عند تشكيل لجان مجلس الشعب أو تكوين الجمعية التأسيسية أو ترشيح الحزب لرئيس جمهورية وكان آخر هذه الإجراءات هى استقالة محافظ الأقصر بعد تعيينه بأيام.. وكان البعض من أخواننا يمزح قائلا: "احنا عايزين نغير اسم الحزب لنجعله حزب المتصدقين أو حزب الدار الآخرة بدلاً من البناء والتنمية"!!. شاهد الصور: