في الحقيقة... الأمر مختلط على الكثير والدوافع متضاربة والمشاركة السياسية متعددة الأغراض والأهداف والبيئة الثقافية والتكوين الفكري له دور كبير في تحديد مواقف الرجال. جزء كبير من المثقفين كانوا محتضنين من النظام السابق يتمايلون على أنغامه وعزفه، والآن يدقون الطبول احتفالا برحيل النظام مع أنهم بدأوا يتحسسون الواقع ويمهدون لنظام جديد يتعرفون على ملامحه ويتفرسون أيديولوجيته حتى يستطيعوا أن يحددوا خطاهم وموضع أقدامهم التي مازالت معلقه أو على الأقل إحداها ولم يحددوا بعد أين يضعونها. مازالوا لم يستوعبوا بعد حجم ما حدث ولم يدركوا ما تغير من مفردات الحوار ولم يتنفسوا أوكسجين المناخ الجديد الذي أحيا كل قيم الايجابية والمواطنة المخلصة وقضى على كل قيم ومفردات القهر والسلبيه والتخوين ورفض الآخر وأحيا مناخ التعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه لأن الغاية هي الوطن مناخ النضال والتضحيه والحب لتحقيق مصالح الوطن. مازال هناك فريق من قدامى المثقفين أمثال أ. مكرم محمد أحمد و أ. يوسف القعيد وحمدي رزق ونبيل شرف... مصرون على التحريض ضد الاخوان فى أحاديثهم ولقائتهم وجحورهم، الأهم والأدهى هو تحريض المجلس العسكري والذي فهم الرسالة وكان رده حاسما بأن الاخوان فصيل مهم له شرعيه شعبية كبيرة وقديمه ووثقت هذه الشرعية بدماء شبابهم التي اختلطت بدماء شباب ثورة التحرير وشهد لهم الكثير بأنهم ممن ساعدا على انقاذ هذه الثورة المباركة وأنهم مصريون لهم حقوق المصريين وعليهم واجباتهم والتعامل معهم مثل غيرهم بالقانون إذا كانت هناك أي مخالفة وهذا موقف مبشر. ولكن المؤسف أن يبدأ أمثالهم في نشر هذا الفكر الاقصائي التآمري المضاد للديمقراطية والتي لا يؤمنون بها ولا يطيقونها ولا يستطيعون العيش فيها لأنهم لا يستطيعون العيش إلا في الظلام والدكتاتورية لذلك لا يؤمنون بالحرية وان كانوا يتشدقون بها فهم لا يؤمنون بالآخر. وإنني أخشى ما أخشاه على الثورة وعلى العهد الجديد من هؤلاء وأمثالهم من الناعقين الذين لم نكن نسمع لهم صوتا أثناء الثورة ومن تكلم منهم كان منددا ومثبطا ومدافعا عن النظام البائد. وإنني أيضا أطلب من المجلس العسكري أن يكون أكثر واقعيه وأقل انتقائية في اختيار من يلتقى بهم ويحاورهم وخاصة الإخوان لأن الهدف هو مصر ومصلحة البلد العليا التى ترتفع فوق الجميع وكذلك لوئد أي محاولات للفرقة والتآمر ووضع العقبات امام الإصلاح. وأحب أن أطمئن هؤلاء الخائفون على مصالحهم وحاجاتهم المتدنية، أن الثورة لم تقوم من اجل تصفية حسابات ولكن من أهدافها محاسبة الفاسدين. أما بالنسبة لتخوفهم من الإخوان واستيلائهم على البلد فالإخوان أعلنوا مرارا أنهم لن يرشحوا أكثر من ثلث أعضاء البرلمان وهذا يعني أنهم لا يسعون إلى الحصول على الأغلبية كذلك أنهم حسموا أمر الرئاسة بأنهم لن يرشحوا أحد، وأن تواجدهم في الحكومة مرهون بالموقف وحسب مقتضيات الموقف والمصلحة العليا للدولة. إذا ما علينا إلا أن نترك التجربة تحدد الحر ومن يتشدق بالحريه من الحريص على مصلحة البلد ومن الخائن والمتربص وأقول للجميع إن مصر يحفظها الله بالأيدي المخلصة التي تعمل لصالح الوطن. ورسالة أخيره إلى وسائل الإعلام الخاص والرسمي والذين بدأوا يفتحون برامجهم لمن يهاجم أو يخوف من الاخوان ويقول أنهم القوى الوحيدة المنظمة، ارجوا أن ينتهي هذا الخطاب الاقصائي. المطلوب الآن ترسيخ قيم الحوار والديموقراطيه وقبول الآخر والسماح للجميع بعرض أفكاره وتصوراته أما أن نتكلم عن الإخوان وهم غير ممثلين فى الحوار (واعلم أنهم طلبوا من أ.منى الشاذلي و أ.معتز ولم يستجيبوا لهم) فهذا أمر مثير للشك ويذكرنا بالماضي ويحدث زيادة في الخلل الذي نخشاه وزيادة في التعاطف مع الإخوان خاصة بعد ما قدموه وشهد به الجميع فى ثوره 25 يناير. اللهم احفظ مصر حرة محمد أبو عجور كاتب وناشر