قال الشاعر المصرى احمد شوقى ( أنما الامم الاخلاق مابقيت ... فأن همُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا ) أن الامم تحيا بالاخلاق وتنهض بالاخلاق ويبقى ذكرها بما فيها من اخلاق , فهل نحن أمه ستبقى الى يوم الساعه بما نملكه من اخلاق . لن اظلم هذه الامه واقول ان ليس بها اخلاق ولكنى سأقول انه حدث تدهور كبير فى الاونه الاخيره فى نسبه الاخلاق لدى الاشخاص , فما معنى ان اجد فى شارعى بيتا على اليمين يقيم جنازه لاحد افراده المتوفيين اليوم واجد على اليسار بيتا يقيم الافراح والليالى الملاح والاغانى الصاخبه على اعلى مستوى , حتى انك عندما تستمع لتداخل اصوات الغناء مع القران الكريم يصيبك اشمئزاز هائل لما تسمعه اذنك. هل لو تأجل الفرح يومين كانت العروس ستغير رايها ام العريس سيهاجر خارج البلاد ؟, هل لو تغير الحال وتبدل هل كانوا سيتقبلون مايفعله جيرانهم الاعزاء؟. لا اظن ذلك . عندما اركب المواصلات وارى السيده والرجل العجوز واقفين لايقووا على الاستقامه وارى الشاب الصغير المهذب جالس على الكرسى وينظر اليهما ويقول فى داخله ( وانا مالى ) هل لوكانت والدتك فى مثل هذا المكان الم تكن ستتمنى ان يجلسها احد وتقول فى بالك لعلى اجد رجلا يقوم لها. عندما ارى الفتيات يتم التحرش بهم فى الشوارع وضربهم وسحلهم واهدار كرامه شريفات عفيفات وارى الشاب الشيك المهندم يهتم بتنظيف حذائه وترتيب شعره ولايبالى بصرخات الفتيات فى الشوارع فالاولى له ان ينظف رجولته الى اتسخت وتدنست بالاقدام. عندما ارى من يقتل شابا ويحرق قلب اماً ويرمل زوجه وييتم ابن بدون وجه حق وارى الرجال الشرفاء يصفقوا له ونريد المزيد , وكأننا فى فيلم The Gamer نريد رؤيه القتل والدماء ونحن من يحرك الاوضاع ويصفق لها. عندما ارى التقليد الاعمى لاى شئ نراه بدون حتى ان نفكر ان كان هذا سيتناسب مع مجتمعنا الشرقى ومع عاداتنا وتقاليدنا ؟ وارى الجميع يقلدون ولا يفكرون حتى انه نسوا ان لنا عقولنا ندرك بها الامور ونأخذ مايتناسب معنا فقط ولا نتسبب فى تدمير اخلاقيات جيل بأكمله. ياشعب نامت اخلاقه منذ سنوات حتى ذهبت فى غيبوبه , ارجوكم افيقوا قبل ان يذهبنا الله ويستخلف قوما غيرنا كما قال الله تعالى: ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد : 38]. التصفيق للباطل انعدام اخلاق , رؤيه الخطأ وعدم تغييره انعدام اخلاق , رؤيه الحق وعدم تأييده أنعدام اخلاق الاخلاق هيا المحرك الاساسى الذى يحرك الانسان تجاه ما يفعله فى حياته فأن لم يكن هناك اخلاق فستيبر حتما فى الاتجاه الخطأ وتنتهى نهايه مؤسفه. ياساده لن تنهض هذه الامه الا بالاخلاق , فعندما ترى صغيرا وتحميه وترى كبيرا وتحترمه وترى سيده وتقف لها وترى عجوز وتأخد بيده وترى الخطأ وتصححه وترى الصواب وتدعمه وتنشر ثقافه الاخلاق ف بالتأكيد ستنهض بلادنا حتما. ارجوكم ارجوكم لاتصفقوا للباطل وتستضعفوا الصواب فمهما كان من يتبعون الصواب قليلون فهذا لايعنى انه غير صحيح ولكنه يحتاج لرجال ينشرونه ويثبتوا اقدامه. فلقد انتصر المسلمون فى بدر برغم قله عددهم وهزموا فى احد برغم كثره عددهم فلا يغرك ان عدد من يؤيد الصواب قليل ويحيدك هذا عن الطريق الذى تسلكه ولكن الله يختار فقط من يستحق ان يؤيد الصواب فى زمن انتشر فيه الخطأ . فلا تثبطوا همتكم فى نشر اخلاق اندثرت ولعل بكم تحيا الامه , ف "رب همه أحيت أمه " .