فيما كنت أقلب في مكتبة نائية في ضاحية من ضواحي موزمبيق الشقيقة ، عثرت على مخطوط نادر من ألف صفحة عنوانه (تذكير الناسي بالبرنامج الرئاسي ) من تأليف العالم العلامة الحبر البحر الفهامة أبي عز بن بارم ديله بن مزرطان الجهجهوني الحديدي المتوفى سنة 2011( ق. ث ) وبهامش المخطوط حاشية بها شرح للإمام الغائب صفوت الفاسي للبرنامج الرئاسي ، وهو شرح نفيس أشار إليه ابن القط الملوخيائي التنبلي في مذكراته ، وذكر أنه من أفضل شروح متن البرنامج ، كما ذكره العلامة محمد بن علي بن برهومة البعروري في كتابه الشهير [ الإكسير في وصف البعارير ] الذي سجل به قصة حياته وكيف أنه قضى ربع القرن الأول من عمره يحلم بمجرد لمس أو رؤية سندوتش فول مدمس بالخلطة ، حتى زلت به قدمه ذات عصر إلى مخر لجنة الصياصات ، فرأى من لحوم الأوز والبط ماجعله يكاد يلفظ أنفاسه من السعادة ، فلما دُعي إلى فرح النجل ، ورأى الديك الرومي محمَّرا مستويا أمامه بحجمه الكامل ، أصابه نوع نادر من الدوار والتهتهة جعلته يبدو كما لو كان يسعى لتقليد تهتهة أحد المرشحين الرئاسيين في ذلك الزمان . وبينما هو في ذهول الديك ، إذْ قُدِّر له أن يصحب موكب السلطان الغوري إلى بلاد العم ثخناؤوف بن بسطرمة الاستاكوزي ، وهناك رأى البعرور أمامه شاخصا على الصواني الملكية ، قال الأعمش : وكان البعرور ينظر باحتقار إلى محمد بن علي بن برهومة دون بقية الضيوف مما أصاب المذكور بهلع جعله يهلفط هلفطة تشبه الحوارات التلفازية لبطل الشفط الأولمبي الشهير هانئ بن هلال بن معمر السكندري المشروعاتي الشهير بالشفَّاط ( لشفطه أموال المشروعات التطويرية الجامعية بخفة الغزال ورشاقة الأرنب ). ويتكون كتاب (تذكير الناسي بالبرنامج الرئاسي ) من تأليف العالم العلامة الحبر البحر الفهامة أبي عز بن بارم ديله بن مزرطان الجهجهوني من ثلاثين فصلا ، كل فصل منها أوسخ من سابقه ، فالفصل الأول عنوانه محاكمة الفساد والإفراج عن المعتقلين ، والفصل الثلاثون عنوانه تشجيع الفساد واعتقال المفرج عنهم !! أما الفصول الوسطى من البرنامج فهي تتناول مشروع " الألف كذبة الأكثر إضحاكا " ، ومشروع (النياحة للجميع ) ومشروع ( سبوبتي ) ومشروع ( الانحياز لمحدودي العبط ) ومشروع ( مخبر لكل مواطن ) ومشروع ( ابنِ بيتك على حساب أمك) ومشروع ( القرية الغبية) ومشروع ( خفافيش لكن وزراء) ولعلنا نوفق في حلقات قادمة لاستعراض ما في تلك الفصول من كنوز . أما شرح العلامة صفوت الفاسي للبرنامج الرئاسي في حاشية الكتاب ففيه ترجمة للإمام صفوان القواق وأيامه في نجد ، وقت أن عمل بها (صيادا ) للحمام البني ، والزغاليل منه خاصة ليقدمها مشوية في طبق من دماء الأشراف إلى سادته من ملوك القحطانية . وقد شرح صفوت الفاسي البرنامج الرئاسي شرحا شريحا منشرحا مستشرحا حتى بدا كأنه شرحوان بن المنشرح المشروحي في عز مجده فهو يمسك بالجملة من البرنامج ويظل يروادها عن نفسها حتى تسلمه قيادها صاغرة فيشرحها للناس أيما شرح !! فيبدو الناس جد متلهفين مشغوفين بالبرنامج !! وهاكم نموذجا من شرح صفوت الفاسي للبرنامج الرئاسي : قال المصنف رحمه الله : : جمع الشَّرِيكِ شُرَكاءُ و أشْرَاكٌ مثل شريف وشرفاء وأشراف والمرأة شَرِيكةٌ إذا كانت زوجة لوزير من رجال الأعمال والنساء شَرائِكُ و شاركَهُ صار شريكه تمويها على الرقابة الإدارية ، و اشْتَركا في كذا و تَشاركا والاسم منه : الشرك بكسر الشين وسكون الراء ، والشِّرْكُ أيضا الكفر والشِّرْك بالله من أكبر الكبائر ، ويقولون للتجمعات الاقتصادية : شركة بفتح الشين وكسر الراء ، جمعها شركات يسيطر عليها أقارب الوزراء الذين ينشئونها بأسمائهم . وقد شركه في الأمر . وأشركه معه فيه . واشترك الأمر : التبس . ) والشرك ( بفتح الشين والراء) : حبائل الصائد . وكذلك : ما ينصب للطائر . وللأغنياء من صغار اللصوص المطلوب ضمهم لقائمة الحزب ، والشُّرُك – بضم الشين المشددة والراء : الفاسد التافه فمقالات القط : شُرُك ، وبرامج عبد اللطيف الأمن أوي شُرُك ، وتحليلات برنامج 48ساعة شُرُك ، والتعديلات الدستورية العائلية شُرُك ، وهاني هلاك نفسه شُرُك . والشر عكس الخير ، قال أبو الطيب المتنبي مخاطبا صفوان القواق : يا أمين الحزب قُل لي / كيفَ لاتكتمُ سركْ / لك أعمالً هبابً / كشفتْ للناس سرَّك / لا جَزَاكَ الله خَيراً / وكَفَانَا الله شَرّكْ . قال الجاحظ : ويروى أن النابغة الذبياني رشح نفسه مستقلا أيام النعمان بن المنذر فحدث له من التنكيل بأنصاره وتزوير إرادتهم الشيء العجيب ، فغير موقفه وأيد التوريث ، ودفع ( الكفالة) ليضعوه في قائمة الحزب فلبوا رغبته لكنهم فتحوا عليه الدائرة فسقط مغشيا عليه فلما أفاق أنشد : أَبِيتُ أَسْأَلٌ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي / حزبي العزيزُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُ ؟ / كأنني فرخةً قدْ صادَهَا شَََرَكًَ / عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُ / يا نجلَ عزٍّ أتَنسى أنّني رَجُل / لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ الحزبِ مُفتَقِرُ ؟ / إني دفعتٌ ملايينا ثمانيةً / من الدولارِ ِ وجُنِحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُ / إنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي / ولو غلطتٌ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ؟ / [email protected]